إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / سورية من الاستقلال إلى حافظ الأسد




هاشم الأتاسي
أديب الشيشيكلي
أكرم الحوراني
جميل مردم
خالد العظم
حافظ الأسد
حسني الزعيم
سامي الحناوي
صبري العسلي
شكري القوتلي
سعد الله الجابري
فارس الخوري





سورية من عصر الإستقلال والإنقلابات

الفصل الثالث

سورية من الانفصال إلى حُكم الرئيس الأسد

بثت إذاعة دمشق، في 28 سبتمبر 1961، البلاغ الأول لقادة الانقلاب على الوحدة السورية – المصرية؛ وجاء فيه: "إن الجيش السوري، قام بانتفاضة وطنية، لا صلة لها بشخص أو بفئة معينة؛ وإنما هي حركة، هدفها تصحيح الأوضاع غير الشرعية". ثم توالت البيانات إلى أن أذيع البيان الرقم 9، فأشار إلى عدم تمسك "القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة بالحكم"؛ وهي الجبهة التي خططت الانقلاب واضطلعت بتنفيذه. ويتزعمها المقدم حيدر الكزبري، قائد حرس البادية، الذي آمر الأمريكيين من قبل على سورية. وشاركه في الانقلاب، المقدم عبدالكريم النحلاوي، مدير مكتب المشير عامر في دمشق؛ والعميد عبدالغني دهمان؛ وموفق عصاصه، وغيرهم.

شق الانقلاب الشعب السوري، فأيدته دمشق؛ لأن قادته دمشقيون. وعارضته حلب، وناشدت الرئيس عبدالناصر القضاء عليه. بل إن بعض قادة الانقلاب أنفسهم، فاوضوا المشير عبدالحكيم عامر، الذي كان في دمشق، وتوصلوا معه إلى حل وسط ، صدر في شأنه البيان الرقم 9، الذي اشتمل على:

1. أن تكون قيادة الجيش الأول (في سورية) من الضباط السوريين. ويرحل الضباط المصريون. ويستدعى الضباط السوريون من القاهرة.

2. أن يذيع قادة الانقلاب بلاغاً، يعلن نهاية العصيان؛ ويتبعه بيان من المشير عامر بالموافقة على ذلك.

3. أن تفك قوات الانقلاب تطويقها لمبنى القيادة. وتشترك وحدات الجيش كافة،  في اليوم التالي، في عرض عسكري؛ للتدليل على عودة الأمور إلى طبيعتها.

رفض الرئيس جمال عبدالناصر الاتفاق؛ لأنه يرفض المساس بالمبادئ؛ فضلاً عن رفضه تدخّل الجيش في السياسة. ورفضه كذلك قائد الانقلاب وجماعة من الضباط، خشية عواقب مؤامرتهم لقوى خارجية. وبادر حيدر الكزبري إلى التهديد بهدم مبنى القيادة على من فيه، إنْ لم يُلغَ البيان الرقم 9.

كان الأردن والاتحاد السوفيتي طليعة مؤيدي الانقلاب. واغتبط الرئيس شكري القوتلي بوثبة الجيش المظفرة. كما أصدر بعض السياسيين القدامى، ومن بينهم أكرم الحوراني، وصلاح البيطار، وهما من قيادات حزب البعث، بيان تأييد، يحمل توقيعاتهم.

ترأس حيدر الكزبري حكومة سورية جديدة، أعلنت عزمها على إلغاء القرارات الاشتراكية، وفصل مئات من المسؤولين وكبار الموظفين، الذين شاركوا في رسم سياسات عهد الوحدة وتنفيذها؛ وفي أقل من شهر واحد، فاق عدد المعتقلين الخمسة آلاف. وعُيِّن اللواء عبدالكريم زهرالدين قائداً عاماً للقوات المسلحة. ولاحت في أفق سورية انقلاباتها السابقة.