إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في البحرين









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة[1]

(1352 ـ 1419هـ) (1933 ـ 1999م)

أمير دولة البحرين (1961 ـ 1999م)

وقد استمرت فترة حكمه للبلاد 38 عاماً. كان يُعَد من أقدم حكام منطقة الخليج

 

وهو عيسى بن سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وينحدر الأمير وأسرته من القبائل العربية في نجد بشبه الجزيرة العربية، حيث ينتمون إلى قبيلة عنزة، إحدى قبائل العتوب الذين هاجروا إلى الخليج العربي واستقروا في مدنه، وتمكنوا بعد عدة حروب من السيطرة عليها، وإقامة إمارتهم ودولهم فيها، كما ينتمي آل الصباح في الكويت إلى نفس القبائل.

وكان الجد الأكبر لعائلة آل خليفة وهو الشيخ خليفة بن محمد أول من هاجر إلى الكويت وبنى فيها مسجداً مازال قائماً ويحمل اسمه إلى اليوم ومن بعده انتقل ابنه محمد من الكويت إلى الزبارة في قطر حالياً، وشيد فيها قلعة تسمى (صبا) أو (مرير) وهو والد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة الذي فتح البحرين عام 1783م. وفي أثناء حكم آل خليفة للبحرين حدثت فتن داخل آل خليفة بسبب التنافس على الحكم أدت إلى اقتتال بين أمراء وأفراد آل خليفة .

ولد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في 3 يونيه 1933م، في الجسرة، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى فتح البحرين على يد الشيخ أحمد الفاتح آل خليفة قبل نحو قرنين. والجسرة في غرب العاصمة المنامة في البحرين بالقرب من جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية، وحول المنزل حالياً إلى متحف ومزار سياحي،  واتصف الشيخ عيسى بالتواضع والبساطة وسمو الأخلاق والكرم، ويتمتع بالهدوء وحسن المعاملة. وحرص الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة على الحفاظ على التقاليد العربية الإسلامية الأصيلة وفتح بابه لكل من يطرقه من الزوار، ويتفقد أبناء وطنه ويرعاهم ويستجيب لسد حاجاتهم. تماماً كما كانت الحال أيام والده ومن قبله. ويحرص على أن تكون علاقات البحرين طيبة بالجميع بصرف النظر عن الخلافات السياسية والعقائدية.

وكان الشيخ عيسى بن سلمان قد تلقى تعليمه على يد معلمين خصوصيين أكفاء في دار والده، ثم التحق بمدارس البحرين حيث شارك زملاءه في دور العلم للإفادة من الاحتكاك بهم. ولما أنهى مرحلة دراسته في البحرين أرسله والده إلى أوروبا لتلقي المزيد من التعليم، وللانفتاح على العالم الأوروبي لصقل معارفه، وفهم أسس الحضارة الغربية حتى لا يكون في المستقبل بمعزل عن الأحداث العالمية المهمة التي تصدر من الأقطار الأوروبية. وهو من طلائع الشباب المثقف في بلاده، وكان يتحدث اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة.

قرر والده الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أن يُعدَّه إعداداً جيداً منذ صغره لتولي منصب أمير البحرين، ولذلك كان يكلفه بالعمل في مناصب ذات مسئولية، ففي عام 1953م عندما بلغ العشرين من عمره عينه والده في مجلس الوصاية على الحكم في البحرين أثناء غيابه لحضور احتفالات تتويج الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا. وفي عام 1954م أنابه والده عنه في حضور مراسم تتويج الملك فيصل الثاني ملك العراق.

وفي عام 1956م عينه والده رئيساً لمجلس بلدية المنامة أكبر مدن البحرين، وجاءت هذه الخطوة في فترة حاسمة، في أعقاب ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية الداخلية في البلاد، واستقالة عدد من أعضاء المجلس، وفشلت آنذاك المحاولات لإجراء انتخابات بلدية. وسعى الشيخ عيسى بن سلمان إلى استعادة الدعم الشعبي للمجلس البلدي بإنشاء منطقة للتجارة الحرة في ميناء المنامة. وتمكن بفضل هذا الإجراء وسياسات أخرى، من تهيئة أرضية لتنظيم انتخابات حرة في عام 1958م. وظل الشيخ عيسى في هذا المنصب إلى أن تولى إمارة البحرين. وفي خلال هذه الفترات نال مزيداً من الخبرات في السياسة والإدارة والحكم، ولعب دوراً نشيطاً في الشؤون السياسية والاقتصادية. وفي 31 يناير 1958م أصبح ولياً للعهد، وفي الشهر التالي رافق والده ووفداً يضم مسؤولين كباراً في زيارة إلى المملكة العربية السعودية للاجتماع مع الملك سعود بن عبد العزيز، وتوجت تلك الزيارة بإبرام معاهدة بين البلدين لتخطيط الحدود البحرية والتوصل إلى تقسيم عادل لعائدات النفط المستخرج من منطقة ساحلية متنازع عليها سابقاً.

وبسبب مرض والده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في أواخر سنين حكمه للبلاد، تولى الشيخ عيسى بن سلمان رئاسة مجلس عائلة آل خليفة بالوكالة عن والده، وتوفي والده حاكم البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في الثاني من نوفمبر 1961م.

وفي 16 ديسمبر 1961م تولى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم في دولة البحرين واُتخذ يوم 16 ديسمبر من كل عام عيداً وطنياً للاستقلال. وفي ذلك التاريخ تسلم سموه مقاليد الحكم في البحرين. وتشكل مجلس الدولة الذي حُولت مهامه فيما بعد لأول مجلس للوزراء عام 1971م.

وفي عام 1968م أصدر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مرسوماً بتشكيل حرس وطني تحت قيادة ابنه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

ومع بدء انحسار النفوذ البريطاني شرق قناة السويس في الستينيات من القرن الحالي، ظهرت فكرة إقامة اتحاد فيدرالي يضم البحرين وقطر، إضافة إلى عدة مناطق في الجنوب، هي الإمارات العربية المتحدة حالياُ. لكن الشيخ عيسى لم يرضى ببنود الدستور المقترح وقرر أن يسعى للحصول على استقلال البحرين.

وأعلن استقلال البحرين في عهده في 14 أغسطس 1971م، وصدر على الفور مرسوم بتغيير لقب حاكم البحرين إلى "أمير دولة البحرين"، وانضمت البحرين بعد الاستقلال إلى هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وتألفت حكومة يرأسها رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وقد تم حل المجلس في عام 1975م بسبب الاستياء من طريقة عمله، واستبدل أخيراً بمجلس الشورى.

أصدر أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مرسوماً يقضى بتشكيل مجلس وكلفه بإعداد دستور للبحرين، وفي الثاني من يونيه 1973م أقر الشيخ عيسى بن سلمان مسودة الدستور التي أعدها المجلس. فكان أول دستور في تاريخ البحرين.

كانت البحرين أول دولة خليجية تعثر على النفط بكميات يمكن استغلالها تجارياً في أوائل الثلاثينات من هذا القرن، ولكنها لم تتحول إلى مُصدر مهم للبترول، بل إن احتياطياتها تتناقص. وخلص الشيخ عيسى وحكومته إلى أن تنوع الاقتصاد هو الضمان الوحيد لتوفير مستقبل مزدهر للجزيرة.

نهضت دولة البحرين في عهده وخطت خطوات سريعة واسعة في سبيل تحقيق ما تصبوا إليه من تقدم وازدهار في القرن العشرين الميلادي. فعمل الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة على فتح مزيد من المدارس، وفتح جامعة وزودها بكل ما تحتاج إليه من علم وتقنية وإدارة. ولم يتوان الأمير في إرسال أبناء البلاد من بنين وبنات إلى الخارج للتزود بكل أنواع التخصصات، وأصبحت دولة البحرين الآن تزخر بالمؤهلين والمؤهلات في جميع فروع العلم.

أصدرت البحرين أول عُمْلة وطنية هي الدينار البحريني في أكتوبر 1965م. واحتلت البحرين مركزاً هاماً في المجال المصرفي العالمي، إذ بلغ عدد الوحدات المصرفية في البحرين ما يقارب الستين وحدة وأصبح قطاع البنوك والمصارف (أكثر من عشرين مصرفاً تجارياً) دعامة من دعائم الاقتصاد الوطني.

وقد ساعد الاستقرار السياسي في البلاد على ذلك التقدم فأصبحت من أكبر المراكز المالية في المنطقة. كما ساعد على ذلك الحرب اللبنانية، ثم الغزو الإسرائيلي عام 1982م، الذي قوض بيروت باعتبارها مركزاً مالياً.

وامتدت النهضة لكي تربط البحرين بجارتها وتساعد على نمو حركة التجارة والاتصال بينها وبين جاراتها، فاُنشأ بالتعاون مع شقيقتها المملكة العربية السعودية جسر الملك فهد بطول 25 كيلو متر ليربط البحرين بالمملكة العربية السعودية، والذي افتتح في الثاني من نوفمبر 1986م، ليصبح التنقل بين البلدين سهلاً ميسوراً عبر هذا الجسر.

كما تم إقامة المشروعات العملاقة ومنها شركة ألومنيوم البحرين، ومصنع لكريات الحديد الخام، وشركة نفط البحرين، والحوض الجاف لإصلاح السفن، وميناء سلمان وهو الميناء العميق الذي سمي باسم والد الأمير. وشهدت البلاد عشرات المشروعات الأخرى، مثل مشروع الغاز المصاحب، وصناعة البلاستيك، ومواد البناء، والبيوت الجاهزة، ومشروع مدينة عيسى الإسكاني بعد أن تبرع سموه بالأرض لتشييد المدينة. وحرص الشيخ عيسى بن سلمان على أن يمتلك كل مواطن بيتاً خاصاً به وبأسرته، فوُزعت ألوف المساكن على المواطنين. كما رفع الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة لدائرة الأوقاف لإصلاح المساجد وعمارتها.

وشملت نهضة البلاد جميع القطاعات الأخرى، مثل الصحة، والعدل، والأشغال، والكهرباء، والماء، والمواصلات، وغيرها.

واتخذ الأمير عيسى بن سلمان سياسة خارجية واقعية ثابتة الجذور، وقوى صلاته بدول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، وأسهمت سياسته هذه على رفع مستوى التعاون بينه وبين الدول العربية. وبلغ التعاون مع المملكة العربية السعودية ذروته عندما رُبطت الدولتان بجسر الملك فهد.

وفاته:

توفى الأمير عيسى يوم السبت 18 ذو القعدة 1419هـ الموافق 6 مارس 1999م بمدينة المنامة، وذلك اثر أزمة قلبية فاجأته الساعة الثانية عشر ظهراً بعد خمس دقائق من انتهاء استقباله لوزير الدفاع الأمريكي السيد وليم كوهين. ووري جثمانه في مقبرة الرفاع، بعد صلاة العصر في نفس اليوم 6/3/1999م. وقد شيعت جنازته وشارك فيها أفراد العائلة الحاكمة، والعلماء، والوزراء، والسفراء، وعمداء الجامعات، والضباط، والمسؤولون، وآلاف من المواطنين.

تنصيب أمير البحرين الجديد[2]:

وكان مجلس الوزراء البحريني قد عقد جلسة استثنائية، برئاسة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد، وبحضور رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان، حيث نعى وفاة والده أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وقال الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة: "بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره ننعى اليوم والدنا فقيد البحرين وفقيد الأمة العربية والإسلامية صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة". وأضاف: "وبالنظر إلى ما عهد إلينا به والدنا في حياته ولاية للعهد، فإننا في هذا اليوم نحمل الأمانة لتولى مقاليد الحكم في البحرين، مستمدين العون من الله تعالى، وباذلين كل ما في وسعنا لخدمة بلادنا وشعبنا، متبعين في ذلك النهج الذي سار عليه الراحل الكبير في خدمة دينه ووطنه وشعبه وأمته".

وصدر عن مجلس الوزراء البحريني بيان نعى فيه ببالغ الحزن والأسى إلى شعب البحرين، وإلى الدول الصديقة أمير البحرين، وجاء في البيان: "وإعمالاً لأحكام الدستور والمرسوم الأميري رقم 12 لسنة 1973م، بنظام توارث الإمارة، والأمر الأميري رقم 4 لسنة 1975م. ينادي مجلس الوزراء بخليفة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ولي عهده صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة أميراً للبلاد".    

والده وأجداده من آل خليفة[3]:

والده:

1. سلمان بن حمد آل خليفة (1312 ـ 1381هـ) (1894 ـ 1961م):[4]

حاكم البحرين (1361 ـ 1381هـ)  (1942 ـ  1961م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وقد استمرت فترة حكمه للبلاد 20 عاماً. وهو سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

ولد في عام 1894م في البحرين. ولما تولى والده الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم، كان الشيخ سلمان في موضع المسؤولية، فتحمل جانب كبيراً من إدارة الحكومة، وترأس عدداً من الدوائر مثل إدارة أموال القاصرين والمحاكم، وعمل على أن يتولى المواطن البحريني المراكز القيادية في البحرين.

وفي عام 1942م، تولى الحكم بعد وفاة والده الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وازدهرت البحرين في أيامه، ونالت قسطاً كبيراً من التحضر، وتطور في عهده الاقتصاد الوطني. وأنشأ المدارس والمستشفيات، وأندية الأدب، واهتم بإيصال مياه الشرب النقية والكهرباء إلى المدن والقرى، كما اهتم بالمشاريع العمرانية والبلدية والزراعية.

وفي 31 يناير 1958م عين ابنه الأكبر عيسى بن سلمان آل خليفة ولياً للعهد، وفي الشهر التالي زار الشيخ سلمان بن حمد آل الخليفة المملكة العربية السعودية، مصطحباً معه ولي عهده ووفداً يضم مسؤولين كباراً، للاجتماع مع الملك سعود بن عبد العزيز، وتوجت تلك الزيارة بإبرام معاهدة بين البلدين، لتخطيط الحدود البحرية، والتوصل إلى تقسيم عادل لعائدات النفط المستخرج من منطقة ساحلية متنازع عليها سابقاً.

وبسبب مرض الشيخ سلمان، وكَّل ابنه الشيخ عيسى بن سلمان في رئاسة مجلس عائلة آل خليفة. وتوفي الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في الثاني من نوفمبر 1961م. وفي 16 ديسمبر 1961م تولى ابنه عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم في دولة البحرين من بعده.

جده لولده:

2. حمد بن عيسى بن علي آل خليفة (1291 ـ 1361هـ) (1874 ـ 1942م):[5]

حاكم البحرين (1351 ـ 1361 هـ) ( 1932 ـ 1942م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وقد استمرت فترة حكمه للبلاد عشرة أعوام. وهو حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

ولد في المحرَّق. عُرف بذكائه وحكمته واشتهر بكرمه وجوده وهمته العالية وشجاعته وفروسيته، كان والده قد عهد بتربيته إلى العلماء، فتخرج على أيديهم مؤدباً سديد الرأي، وكان يساعد والده في إدارة البلاد. وفي عام 1923م عزل الإنجليز والده الشيخ عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان أل خليفة عن الحكم، وسَموا ابنه حمد بن عيسى شيخاً على البحرين، إلا أن بعض المؤرخين يروون أن الشيخ حمد بن عيسى بن على، حفظ حق أبيه في مباشرة الحكم، ولم يباشر هو الحكم إلا بعد وفاة والده عام 1351هـ ، 1932م، وفي عهده بدأ التنقيب عن النفط وتأسست شركة لاستخراجه وتصديره. وفي عهده افتتح الجسر الذي يربط المنامة بالمحرق عام 1941م، وسمي هذا الجسر باسمه، كما شيد قصر القضيبية، الذي يُعرف بالقصر القديم. وتوفى بالسكتة القلبية في بلده.

3. عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة (1265 ـ 1351هـ) (1848 ـ 1932):[6]

حاكم البحرين (1286 ـ 1351هـ) (1869 ـ 1932م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وهو عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

ولد ونشأ في البحرين، وتعلم على يد العلماء والمربيين والمؤدبين، فأخذ عنهم العلم والأدب والسياسة والاجتماع، وكان ذكياً ويتذوق الشعر ويشجع الشعراء. انتقل إلي قطر بعد مقتل أبيه، فأقام بها إلى أن اختاره أهل البحرين للإمارة عام 1286هـ ، 1869م، على أثر حوادث وردت في مسير أحداث حياة عمه (محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، والتي انتهت بمقتل، علي بن خليفة بن سلمان بن محمد أل خليفة) فعاد عيسى بن علي آل خليفة وقام بأعباء الإمارة في شؤونها الداخلية، لجأ إليه الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز في عام (1309هـ/ 1891م) وكان بصحبته ابنه عبد العزيز الذي لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره وقتذاك عندما كان الإمام عبد الرحمن يبحث له ولأسرته عن مأوى آمن يلجأ إليه بعد مغادرته نجد إلى الصحراء فقطر ثم البحرين. وقد سمح له الشيخ عيسى بالإقامة في البحرين. أنشأ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، محجر صحي عام 1327م، كما أمر  ببناء مرفأ على ساحل المنامة عام 1330هـ. وتعهد للإنجليز (1892ـ1898م) بما أدخله في زمرة محمياتهم. وقد حاولت الدولة العثمانية في عام 1296هـ/ 1879م أن تحصل من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، على موافقة بإنشاء مستودع للفحم في بلاده، وعندما علم بذلك المقيم البريطاني (روبرتسون) أبلغ حكومته بالأمر، وتم إقناع الحكومة العثمانية بالعدول عن هذا المشروع لإبعاد النفوذ العثماني عن البحرين. وتم توقيع معاهدة بين بريطانيا والبحرين، تلزم الشيخ عيسى بعدم إقامة علاقات خارجية مع أية دولة. ثم اتبع ذلك عدة اتفاقات بين بريطانيا والبحرين مكنت بريطانيا من السيطرة الكاملة على البحرين.

وخلال فترة حكم الملك عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية التي امتدت فشملت جزءاً كبيراً من حكم الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، وابنه حمد، وحفيده سلمان، تبودلت الزيارات بين حكام ومسئولي البلدين، توثيقاً لعرى الصداقة والمودة بين الطرفين وللتشاور فيما يجد من أحداث. وجاءت زيارة الملك عبد العزيز الأولى للبحرين، بعد اجتماع الملك عبد العزيز مع الملك فيصل ملك العراق عام 1930م، وأراد الملك عبد العزيز في طريق عودته أن يزور صديقه القديم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شيخ البحرين، ومن المرجح أنه كان يريد إطلاعه عما دار بينه وبين الملك فيصل من حديث، حيث كان الملك عبد العزيز يثق ثقة تامة في الشيخ عيسى، وكان يستشيره في كثير من الأمور، وهذا واضح من الرسائل المتبادلة بينهما. فأرسل الملك عبد العزيز برقيتين للبحرين إحداهما للشيخ عيسى والأخرى للقنصل البريطاني لإبلاغهما بعزمه على زيارة البحرين، وكان المقيم البريطاني في الخليج الكولونيل بيسكو لا يرغب في إتمام تلك الزيارة، فأرسل للملك عبد العزيز برقية في منتصف الليل، وهو على وشك دخول البحرين يخبره فيها بأن الشيخ عيسى مريض خارج المنامة وينصح الملك عبد العزيز بعدم إتمام الزيارة، وفي نفس الوقت أبلغ الشيخ حمد بن عيسى كذباً بأن الملك عبد العزيز قد ألغى زيارته، وكان المقيم البريطاني يهدف من وراء ذلك التدخل في شؤون البحرين والهيمنة عليها، وعندما علم شيوخ البحرين بوجود الملك عبد العزيز على ظهر الباخرة توجهوا إلى الميناء وعلى رأسهم الشيخ حمد للقاء الملك عبد العزيز، ويرجونه بإتمام الزيارة، دون أن يخطر المعتمد السياسي أو المستشار في البحرين، فاضطر الملك عبد العزيز أن يقوم بالزيارة، وقوبل بحفاوة بالغة من الشيخ عيسى ودار حوار بين العاهلين، ووجه الملك عبد العزيز الدعوة للشيخ حمد بن عيسى للحج، وقد لبى الشيخ حمد الدعوة في عام 1357هـ/ 1939م، وصمم الملك عبد العزيز على عدم زيارة القنصل البريطاني رداً على هذا التصرف، وعندما طلبت الحكومة البريطانية في العام التالي إصدار تصريح للأميرة (أليس) والإيرل أرثلون بالمرور عبر المملكة من جدة إلى العقير، رفض الملك ذلك. فأدركت الحكومة البريطانية سبب الرفض، وهو موقف المقيم البريطاني من زيارة الملك للبحرين، فقدمت اعتذارها لما بدر من المقيم.

واستمر إلى أن وقع شجار بين نجدي وإيراني جعله الإنجليز سبباً لتنحيته عن الحكم سنة 1341هـ ، 1923م، وولّوا ابنه حمد بن عيسى بن علي آل خليفة. إلا أن بعض المؤرخين يروون أن الشيخ حمد بن عيسى بن على، حفظ حق أبيه في مباشرة الحكم، ولم يباشر هو الحكم إلا بعد وفاة والده الشيخ عيسى بن على في عام 1351هـ ، 1932م، وأقام عيسى في البحرين بقية حياته إلى أن توفى بها عام 1932م.

4. محمد بن عبد الله بن أحمد آل خليفة (000 ـ 1293هـ) (000 ـ 1876م):[7]

حاكم البحرين (1286هـ، 1869م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وكانت فترة حكمه حوالي 3 شهور. وهو محمد بن عبد الله بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

كان والده عبد الله بن أحمد بن محمد آل خليفة (1236 ـ 1258هـ) (1821 ـ 1842م) حاكماً بعد أن انتقل إليه الحكم بعد وفاة أخيه سلمان بن أحمد آل خليفة (عم صاحب هذه السيرة). إلا أنه حدثت فتنة بين آل خليفة تولى خلالها محمد بن عبد الله حكم البحرين لعدة أشهر قليلة وتتلخص أحداث هذه الفتنة في الآتي: بعد تولى عبد الله بن أحمد آل خليفة الحكم بعد موت أخيه سلمان بن أحمد، ثار محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد واستولى على جزيرة البحرين سنة 1258هـ، 1842م. ونشبت بين عبد الله، ومحمد بن خليفة معارك انتهت بهزيمة عبد الله وخروجه من البحرين، ووفاته في مسقط عام 1265هـ ، 1849م. ثم تجددت الوقائع بين محمد بن خليفة وبين أبناء عبد الله (الذي منهم صاحب هذه السيرة)، إلى أن استسلم أبناء عبد الله عام 1208هـ، وتولى محمد بن خليفة الحكم، وتدخل الإنجليز وأسقطوا محمد بن خليفة، وولوا أخيه علي بن خليفة الحكم عام 1284هـ، 1867م. إلا أن محمد بن خليفة بن سلمان جهز جيش وهاجم أخاه علي وقتله واستولى على الحكم. ولم يكد يستقر محمد بن خليفة، حتى تآمر عليه أبناء عبد الله خصومه القدماء. واعتقلوه، ونادوا بأحدهم وهو محمد بن عبد الله بن أحمد (صاحب هذه السيرة) حاكماً على البحرين عام 1286هـ، 1869م. وتدخل القنصل الإنجليزي وخلع محمد بن عبد الله (صاحب هذه السيرة)، الذي لم يحكم إلا لعدة شهور فقط، واستشار أهل البحرين فيمن يولونه، فاختاروا عيسى بن علي بن خليفة (ابن أخي محمد بن خليفة بن سلمان)، واصطحب القنصل البريطاني معه محمد بن عبد الله على بارجة إلى منفاه في (فلفلان) أواخر عام 1286هـ، 1869م، وأقام بها إلى أن توفى.

5. علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة (000 ـ 1286هـ) (000 ـ 1869م):[8]

حاكم البحرين (1284 ـ 1286هـ) (1867 ـ 1869م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وهو علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

ولد ونشأ في البحرين، وعاش في كنف أبيه. وفي عام 1284م اعتدى البريطانيون على البحرين، في غياب أخيه محمد بن خليفة أمير البحرين، ودعاه قنصل البريطانيين إلى تولى الإمارة بدلاً من أخيه، فقبل ذلك وتولى حكم البحرين. وعلى أثر ذلك تفرق أهل جزيرة البحرين وما يليها إلى فريقين، الفريق الأول يناصر ويؤيد الأمير الشرعي محمد بن خليفة الذي عزله الإنجليز، والفريق الثاني يناصر الأمير الجديد علي بن خليفة الذي عينه الإنجليز. فجهز محمد بن خليفة جيش في (دارين) وعاد إلى البحرين وهاجمها ودارت معركة حامية بين الأخوين انتهت بمقتل أحد الأخوين علي بن خليفة بن سلمان الذي عينه الإنجليز( تراجع مسير أحداث شقيقه محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة).

6. محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة (000 ـ 1307هـ) (000 ـ 1890م):[9]

حاكم البحرين (1258 ـ 1284هـ) (1842 ـ 1867م) من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وكان من كبار أمرائها، وكان شجاعاً حازماً طموحاً. وهو محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

ولد في البحرين ونشأ فيها، وكان حكم البحرين لجده سلمان بن أحمد بن محمد آل خليفة (1209 ـ 1236هـ) (1794 ـ 1821م) وبعد وفاته، وانتقل الحكم إلى عبد الله بن أحمد بن محمد آل خليفة (1236 ـ 1258هـ) (1821 ـ 1842م) أخي سلمان بن أحمد. وقد أحس محمد بن خليفة بضعف عبد الله بن أحمد، فثار عليه واستولى على الجزيرة سنة 1258هـ، 1842م. ونشبت بينهما معارك انتهت بهزيمة عبد الله وخروجه من البحرين ووفاته بمسقط عام 1265هـ ، 1849م. ثم تجددت الوقائع بينه وبين أبناء عبد الله، واتسع نطاقها إلى أن توسط الإمام فيصل بن تركي حاكم نجد بالصلح، واستسلم أبناء عبد الله عام 1208هـ، فأكرمهم محمد بن خليفة.

اهتم محمد بن خليفة بالتوسع في إنشاء قوة بحرية، تضم عدداً كبيراً من السفن الحربية الشراعية، فحضر إليه القنصل الإنجليزي الموجود في (أبي شهر)، وعقد معه اتفاقاً يتولى بمقتضاه الإنجليز حمايته من الغارات البحرية، على ألا يتخذ محمد بن خليفة سفناً حربية. وبعد هذا الاتفاق قام أهل قطر بغارة بحرية بهدف الاستيلاء على البحرين، وخشي محمد بن خليفة أن تنهب بلاده إذا لجأ إلى إبلاغ القنصل وانتظار تحرك القوات الإنجليزية لدفع الغارة، فاضطر محمد بن خليفة إلى رد الغارة والدفاع عن بلده بسفنه الحربية، فاعتبر القنصل الإنجليزي ذلك نقضاً للاتفاق، واتخذه مبرراً للتدخل في شؤون البحرين، فأمر بارجة بحرية بريطانية بضرب البحرين وسفنها الحربية، ونزل القنصل إلى ميناء البحرين، وأعلن أن حكم محمد بن خليفة قد سقط، وأن أخيه علي بن خليفة تولى الحكم عام 1284هـ، 1867م. وأقام محمد بن خليفة في (دارين) مدة حتى استطاع أن يجهز جيشاً وهاجم البحرين، فقتل أخاه علياً، ودخلها ظافراً. ولم يكد يستقر حتى تآمر عليه أبناء عبد الله خصومه القدماء. واعتقلوه في قلعة (أبي ماهر) في البحرين، ونادوا بأحدهم وهو (محمد بن عبد الله) حاكماً للبحرين عام 1286هـ، 1869م. وعندما علم بذلك القنصل الإنجليزي حضر إليهم وخلع محمد بن عبد الله، الذي لم يحكم إلا لعدة شهور فقط، واستشار أهل البحرين فيمن يولونه، فاختاروا عيسى بن علي بن خليفة (ابن أخي محمد بن خليفة بن سلمان)، الذي كان موجود وقتها في قطر، فاستدعاه القنصل ونودي به حاكماً على البحرين. وأخرج محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة من محبسه ونقله إلى عدن. وتوسطت الحكومة العثمانية لدي الإنجليز فأخلى الإنجليز سبيله عام 1305هـ، واختار الإقامة في مكة المكرمة فأقام فيها وتوفى فيها.

7. عبد الله بن أحمد بن محمد آل خليفة (000 ـ 1265هـ) (000 ـ 1849م):[10]

حاكم البحرين (1236 ـ 1258م) (1821 ـ 1842م) من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وهو عبد الله بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

تولى الحكم بعد وفاة أخيه سلمان بن أحمد عام 1236هـ، 1820م، وهاجمه سعيد بن سلطان حاكم مسقط، وانتهت المعركة بهزيمة سعيد بن سلطان. وانتظم الأمر بعدها لعبد الله بن أحمد مدة. ثم ثار عليه، محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد، واستولى على الحكم منه، فخرج عبد الله بن أحمد من البحرين عام 1258هـ، 1842م، وقصد الكويت مستنصراً بآل صباح فلم ينصروه، فانتقل إلى نجد فلم يوفق، فذهب إلى مسقط للاستنجاد بسلطانها السيد سعيد، فمرض ومات فيها.

8. سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد آل خليفة (000 ـ 1237هـ) (000 ـ 1821م):[11]

حاكم البحرين (1209 ـ 1236هـ) (1794 ـ 1821م)، من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م. وهو ثاني حكام البحرين من آل خليفة. وهو سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.

تولى حكم البحرين بعد وفاة أبيه عام 1209هـ، 1794م. وانتزعها منه سلطان بن أحمد حاكم مسقط عام 1215هـ، واستنجد آل خليفة بأمير نجد سعود بن عبد العزيز، فأرسل قوة أخرجت قوات سلطان منها، وحلت محلهم، عام 1224هـ، وأتى أحد أقرباء آل خليفة بجنود مستأجرة من إيران، فأخرج قوات أمير نجد من البحرين عام 1225هـ، وعاد الشيخ سلمان بن أحمد آل خليقة إلى حكمه وجعل إقامته في بلدة الرفاع بالبحرين. وبنى بها قلعة عام 1227هـ، وحفر في غربي القلعة بئراً تسمى الحنينة، ثم وقعت معركة بين سلمان بن أحمد وجيش مسقط عام 1230هـ، ظهرت فيها شجاعة سلمان بن أحمد. واستمر في حكم البحرين إلى أن توفى فخلفه أخوه عبد الله بن أحمد بن محمد آل خليفة عام 1236هـ، 1821م.

9. أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة (000 ـ 1209هـ) (000 ـ 1794م):[12]

حاكم البحرين (1197 ـ 1209هـ) (1783 ـ 1794م) وهو مؤسس إمارة البحرين من آل خليفة عام 1783م. وهو أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي العنزي الأسدي.

كانت إقامته في (الزبارة) على الساحل المقابل لجزيرة البحرين، مع أخيه خليفة بن محمد خليفة (شيخ الزبارة)، وذهب أخوه خليفة للحج فقام مقامه، فنشبت فتنة بين أهل البحرين (وكان فيهم كثير من الشيعة الإيرانيين) وبين أهل الزبارة وفي مقدمتهم أحمد الفاتح، وبعد معركة على أبواب الزبارة انتصر فيها أهل الزبارة، وتمكن أحمد الفاتح من الاستيلاء على البحرين عام 1197هـ، ومن وقتها لُقب بأحمد الفاتح. وتوفى أخيه خليفة في مكة، فأصبح هو حاكم الزبارة من بعد أخيه، وجعل يتنقل ما بين الزبارة والبحرين، واستمر على ذلك إلى أن توفى ودفن في المنامة، وتولى الحكم من بعده ابنه سلمان بن أحمد الفاتح.

10. محمد بن خليفة العتبي (000 ـ نحو 1190هـ) (000 ـ 1776):[13]

هو محمد بن خليفة العتبي العنزي الأسدي، من أمراء آل خليفة (حكام البحرين الآن)، أقام في الأفلاج في نجد مع والده الذي كان زعيم قومه. ثم رحل إلى الكويت مع والده، ولما توفى والده تولى محمد بن خليفة زعامة قومه. إلا أن أمراء البصرة بنو كعب الذين كانوا من الشيعة أجبروه على مغادرة الكويت، فرحل منها برجاله، ونزل بأرض (الزبارة) من بر قطر، وهي على ساحل البحر ومقابلة لجزيرة البحرين، واتفق أهل الزبارة على أن يتولى محمد بن خليفة إمارة الزبارة، فبنى فيها قلعة (مرير) عام 1182هـ، وأقام فيها إلى أن توفي، فخلفه ابنه خليفة بن محمد بن خليفة العتبي.

11. خليفة بن محمد العتبي (000 ـ نحو 1160هـ) (000 ـ نحو 1747):[14]

هو خليفة بن محمد العتبي، من جُميلة (فخذ من عنزة) من بني أسد بن ربيعة بن نزار، جد آل خليفة، أمراء البحرين الآن. كان يقيم مع قومه في أرض (الهَدَّار) في الأفلاج في نجد، وكانت له زعامة فيهم. ورحل مع بعض قومه إلى الكويت، واستمر في زعامة من رحل منهم معه إلى الكويت إلى أن توفى، وخلفه ابنه محمد بن خليفة.

دولة البحرين[15]

تتكون البحرين من ثلاث وثلاثون جزيرة، وتُعد جزيرة البحرين أكثر هذه الجزر أهمية، وهي التي اشتق منها اسم الدولة. والمنامة هي عاصمة البحرين، وأكبر مدنها، كما أنها المركز التجاري الرئيسي للإقليم. وتبلغ اليابسة نحو 598 كيلو متر مربع. وعدد سكانها طبقاً لتعداد عام 1993م هو 530.544 نسمة. منهم 85% مسلمون، 7.3% مسيحيين، 7.7 غيرهم. ويتركز غالبية السكان في شمالي جزيرة البحرين. وقد أهلها موقعها الجغرافي الفريد في وسط الخليج العربي للتحكم في الطرق البحرية، بالإضافة إلى شواطئ اللؤلؤ التي كانت مصدر رخاء للسكان. وتحتل البحرين في الوقت الحالي مركزاً مهماً في التجارة والاتصالات في الخليج العربي. وقد اكتشف البترول فيها عام 1932م، فأصبحت بسببه من الدول ذات الدخل المرتفع. وتشتهر البحرين بإنتاجها للبترول وإنتاج التمور وبعض أنواع من الخضر، وصيد الأسماك، وبها بعض الصناعات مثل الألمنيوم ومنتجاته، وتكرير البترول، والحديد، والغاز الطبيعي، والنفط، والأمونيا، والمطهرات.

واللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد. وتتميز البحرين بارتفاع معدلات التعليم، عن أي منطقة أخرى في الخليج العربي، فالتعليم بها حر، كما أن تعليم الأطفال بها إجباري.

وترتبط البحرين بعلاقات اقتصادية قديمة مع المملكة العربية السعودية منذ أن كانت البحرين تعتمد على صيد اللؤلؤ، ونظراً لأن البحرين كانت المركز الرئيس لتجارة اللؤلؤ في الخليج، فقد كان اللؤلؤ الذي يستخرج من الشواطئ السعودية يعرض للبيع في أسواق اللؤلؤ بالبحرين. وتقوم السعودية بتصدير التمور والماشية والصناعات اليدوية للبحرين، وبالمقابل فكل احتياجات المملكة العربية السعودية من مواد غذائية وملبوسات كانت تأتي عبر البحرين، وازداد النشاط التجاري بين الدولتين بعد اكتشاف البترول فيهما. ونظراً لأنه كانت توجد جالية نجدية كبيرة العدد في البحرين، فقد عين الملك عبد العزيز في أعقاب عقده معاهدة دارين 1915م، مع بريطانيا وكيلاً تجارياً بالبحرين، لرعاية مصالح هؤلاء النجديين. وقد اتسمت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والبحرين بصفة عامة بالمحبة والود والمجاملة والتشاور. وقد توطدت العلاقة بين الشعبين في البلدين في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، وقد ساعد علي ذلك سهولة التنقل بين البلدين عبر جسر الملك فهد.

 



[1] الموسوعة العربية العالمية، ج16، ص 714. موسوعة السياسة، ج4، ص 267. جريدة "الحياة"، العدد 13148، الصادر في 7 مارس 1999م ـ جريدة `الشرق الأوسط`، العدد 7404، الصادر في 7 مارس 1999م. جريدة "الأهرام"، العدد الصادر في 7 مارس 1999م.

[2] جريدة "الحياة"، العدد الصادر في 7 مارس 1999م.

[3] جريدة "الحياة"، العدد13148، الصادر في الأحد 7 مارس 1999م. جريدة `الشرق الأوسط`، العدد 7404، الصادر في  7 مارس 1999م.

[4] الأعلام قواميس وتراجم، مج3، ص 111. الموسوعة العربية العالمية، ج13، ص 63.

[5]  الموسوعة العربية العالمية، ج9، ص 513. الأعلام قواميس وتراجم، مج2، ص 273.

[6] موسوعـة السياسة، ج4، ص 267. الموسوعة العربيـة العالميـة، ج16، ص 715. الأعلام قواميس وتراجم، مج5، ص 106. د. محمد محمود السروجي، `العلاقات السعودية البحرينية في عهد الملك عبد العزيز`، مطابع الناشر العربي، الريــاض، 1999، ص 3 ـ 5.

[7] الأعلام قواميس وتراجم، مج6، ص 243.

[8] الأعلام قواميس وتراجم، مج4، ص 285.

[9] الأعلام قواميس وتراجم، مج6، ص 116.

[10] 'الأعلام قواميس وتراجم، مج4، ص 69.

[11] الأعلام قواميس وتراجم، مج3، ص 111.

[12] الأعلام قواميس وتراجم، مج1، ص 244.

[13] الأعلام قواميس وتراجم، مج6، ص 116.

[14] الأعلام قواميس وتراجم، مج2، ص 312.

[15] الموسوعة العربية العالمية، ج4، ص 209.