ملحق

تشكيل الوزارة برئاسة علي ماهر

تمكنت القيادة الجديدة (من الضباط الأحرار) من إذاعة بيان الثورة في الساعة السابعة والنصف، من صباح يوم 23 يوليه 1952. وبعد أن فشل رئيس الوزارء ـ آنذاك ـ أحمد نجيب الهلالي باشا، في تأجيل إذاعة هذا البيان، اتصل باللواء محمد نجيب يستفسر منه عن مطالب الحركة. فقال له اللواء محمد نجيب: إن مطالبنا كالتالي:

1. تكليف علي ماهر بتشكيل الوزارة.

2. تعييني قائداً عاماً للقوات المسلحة.

3. طرد محمد حسن، وحلمي حسين، وانطوان بوللي، من حاشية الملك.

ووافق الملك على هذه المطالب جميعها. وطلب اللواء محمد نجيب من إحسان عبدالقدوس، رئيس تحرير مجلة روز اليوسف، الاتصال بعلي ماهر وإبلاغه بالحضور إلى مقر القيادة لمقابلة اللواء محمد نجيب، إلاّ أن علي ماهر اعتذر، وقال: "لا استطيع أن احضر إلى القيادة قبل أن أفهم الموضوع، أرسلوا إلىّ مندوباً من طرفكم لاتفاهم معه". ومن ثم انطلقت سيارة تقلُّ ضابطين أحدهما البكباشي محمد أنور السادات، يصحبه إحسان عبدالقدوس، وتتبعهما سيارة جيب للحراسة.

تمت المقابلة، ووافق علي ماهر على تشكيل الوزارة حسب مبادئ الدستور، ومبادئ التطهير التي تُقِرّها القيادة الجديدة. وأنهى علي ماهر المقابلة بتحديد موقفه على النحو التالي: "إنني لا أستطيع اتخاذ خطوة إلاّ بعد تكليف الملك لي بتشكيل الوزارة، كما إنني سأبلغ السراي بما دار بيننا من حديث، وواجب الأمانة يدعوني أن أبلغ الملك بذلك".

وفي الساعة الثانية والنصف بعد ظهر اليوم نفسه، أبلغ علي ماهر باشا اللواء نجيب أنّ الملك فاروق كلَّفه بتشكيل الوزارة. وطلب من اللواء نجيب أن يزوره في بيته، واستجاب اللواء نجيب، وزاره بعد نصف ساعة في بيته في الجيزة، وكان يرافقه ستة من ضباط القيادة، وفي نهاية اللقاء قال علي ماهر: "سوف أشكل وزارتي من الوزراء أنفسهم، الذين ألفَّوا معي الوزارة بعد حريق القاهرة".

وفي ظهر يوم 24 يوليه 1952، التقى الملك فاروق علي ماهر، واستمرت المقابلة ثلاثة ساعات. ثم استقبل الملك فاروق في الساعة السابعة والنصف مساء في قصر المنتزة في الإسكندرية على ماهر وأعضاء الوزارة الجديدة لتأدية اليمين الدستورية، واحتفظ علي ماهر بثلاث وزارات هي الحربية، والخارجية، والداخلية بناء على المرسوم الملكي بتأليف الوزارة.