إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في مصر









سيرة ذاتية

سيرة ذاتية

محمد حسني مبارك

(1347هـ ـ ) (1928م ـ )

عسكري ورجل دولة، رئيس جمهورية مصر العربية (1402هـ ـ 1432) (1981م ـ 2011)

ولد في 4 مايو 1928م، في بلدة كفر المصيلحة، بمركز شبين الكوم، محافظة المنوفية، والده السيد/ السيد إبراهيم كان يعمل موظفاً في محكمة طنطا، وتدرج في الوظائف إلى أن وصل إلى درجة مفتش في وزارة العدل، وأحيل إلى المعاش في يونيه 1960، وتوفي في العام نفسه.

التحق حسني مبارك بالمدرسة الابتدائية وعمره ثماني سنوات، ثم التحق بمدرسة المساعي الثانوية بشبين الكوم، وأنهى بها مرحلة التعليم الثانوي. ثم التحق بالكلية الحربية، حيث تخرج فيها في فبراير 1949م، برتبة ملازم ثاني. والتحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة شهرين، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950م.

التحق بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرساً بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في الوقت نفسه، حتى عام 1959.

سافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة اليوشن ـ 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي ـ يو ـ 16، كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي (1964 ـ 1965م).

أصبح محمد حسني مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيه 1966. وفي يوم 5 يونيه 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية.

عُين مديراً للكلية الجوية في نوفمبر 1967م. وتخرج على يديه عدد كبير من الطيارين الممتازين، الذين برزوا في حرب أكتوبر 1973م، وقد عُرف حسني مبارك بالحزم والكفاءة، واشتهر بأنه معلم إستراتيجي من الدرجة الأولى.

رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية. وفي هذه المرحلة أعاد بناء وتنظيم القوات الجوية، من طيارين، وطائرات، ومطارات. وقد خطط محمد حسني مبارك بكفاءة، ونفذ باقتدار ضربة الطيران المصرية للمواقع الإسرائيلية، والتي دكت معاقل العدو خلال حرب رمضان 1393هـ، أكتوبر 1973م، مما كان له دور كبير في مساعدة القوات المصرية في عبور قناة السويس وخط بارليف، وانتصار مصر على إسرائيل في هذه الحرب. ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة الفريق في فبراير 1974.

وفي 15 أبريل 1975، اختاره الرئيس محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981م). وعندما أعلن الرئيس السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليه 1978م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائباً لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.

وفي 14 أكتوبر 1981م تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم انتخابه في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م.

وفي 26 يناير 1982م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي، وفي 5 أكتوبر 1987م أُعيد انتخابه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثانية. وفي عام 1993م أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثالثة، وفي 26 سبتمبر 1999، أعيد انتخابه لفترة رئاسية رابعة، وفي 7 سبتمبر 2005، أعيد انتخابه لفترة رئاسية خامسة.

وقد تحقق في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، كثير من الإنجازات الداخلية والخارجية. فسمح بقدر أكبر من الحرية السياسية وحرية الصحافة، كما عمل على استقرار الجبهة الداخلية، وتعميق الأسلوب الديموقراطي في الحكم. واستطاعت مصر أن تحقق تقدماً كبيراً في المجال الاقتصادي والاستثمار، فأُُنشئت مشروعات استثمارية ضخمة، كما اتخذت سياسة الإصلاح الاقتصادي المصري مساراً جاداً، على أساس ظروف وواقع الاقتصاد المصري بالمراعاة للبعد الاجتماعي للتنمية، على نحو لا يثقل محدودي الدخل. وتحقق تخفيض كبير لأعباء الديون المصرية. فضلاً عن إبرام اتفاق هام مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي لدعم سياسة التحرر والإصلاح الاقتصادي. وشهدت البلاد نهضة وتحسناً في خدمات التعليم والصحة والإعلام ووسائل الاتصالات والمواصلات، والتي من أهمها مشروع مترو الأنفاق الذي افتتحت مرحلته الرابعة التي تصل إلى جامعة القاهرة في أبريل 1999م. واهتم مبارك بالبنية التحتية والتي ساعدت على تحسين مرافق الدولة. كما تم تنفيذ عدد من مشروعات الإسكان، منها مشروع مبارك للشباب، وإنشاء عدد من المدن الجديدة، والموانئ، كما تم تطوير قناة السويس لتستوعب مرور الناقلات العملاقة، وإنشاء مشروع شرق التفريعة (شرق بورسعيد) لاستقبال الحاويات وتشجيع حركة التجارة العالمية.

وفي مجال الزراعة تم زيادة الرقعة الزراعية باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية، وإنشاء التجمعات الزراعية بسيناء وبعد دراسة مستفيضة من العلماء والمختصين بدء في تنفيذ مشروع توشكي، وشرق العوينات والجاري العمل بهما، لاستيعاب جزء كبير من الزيادة السكانية، خارج وادي النيل. وفي مجال الصناعة أُنشئت المدن الصناعية مع التركيز على الإنتاج بهدف التصدير، مع رفع شعار صنع في مصر.

واهتم حسني مبارك بالسياحة فشهدت تطوراً كبيراً، وأُنشئت العديد من القرى السياحية، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وخليج العقبة، مما ساعد على تدفق الأفواج السياحية. وتمكنت مصر من القضاء على ظاهرة الإرهاب في مصر، وكانت هذه الظاهرة قد سادت في كثير من دول العالم.

ومن الناحية العسكرية واصلت مصر تدعيم قواتها المسلحة ورفع كفاءتها القتالية طبقاً لمتطلبات العصر. وعلى الصعيد الخارجي التزمت مصر بالمبادئ والمواثيق الدولية. واستكمل الرئيس محمد حسني مبارك مسيرة السلام التي بدأها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتزم بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، الموقعة عام 1979م، والتي بموجبها استكملت مصر في عهد الرئيس محمد حسني مبارك تحرير كامل أراضيها وأكملت إسرائيل انسحابها من سيناء.

كما شهدت مصر في عهد الرئيس محمد حسني مبارك توثيق علاقات الصداقة والتعاون مع شعوب المنطقة العربية واستعادت مصر مقعدها في جامعة الدول العربية، وعادت الجامعة العربية إلى مقرها الدائم في القاهرة. ودان الرئيس مبارك موقف العراق إبان أزمة الخليج وغزو العراق للكويت ووجه عديداً من النداءات للرئيس العراقي من أجل الانسحاب من الكويت. ووقفت مصر مع الشرعية العربية والإسلامية والدولية، وتطبيقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، أرسلت مصر بقواتها للوقوف بجانب المملكة العربية السعودية، وللمساهمة في تحرير الكويت.

كما توثقت علاقات مصر بالدول الأفريقية، وتم اختيار الرئيس محمد حسني مبارك رئيساً لمنظمة الوحدة الأفريقية خلال عام (1989/ 1990م)، فشارك في حل بعض مشاكل القارة الأفريقية. كما شهدت مصر في عهد الرئيس محمد حسني مبارك تحسن في علاقات مصر بكثير من دول العالم، وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع شعوب هذه الدول.

حصل الرئيس محمد حسني مبارك على مجموعة من الجوائز والقلائد والأوسمة والأنواط والنياشين المحلية والعالمية.

وانتخب في 26 يناير 1982م رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي. وفي 5 أكتوبر 1987م أعيد انتخابه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثانية. وفي عام 1993م أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثالثة، وفي 26 سبتمبر 1999، أعيد انتخابه لفترة رئاسية رابعة. وفي 7 سبتمبر 2005، أعيد انتخابه لفترة رئاسية خامسة.   

تُعد فترة حكمه حتى تنحيه عام 2011، رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية. لا يشاركه في طولها – من الذين هم على قيد الحياة حالياً – سوى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.

في 25 يناير 2011، بدأت موجة من التظاهرات بلغت أوجها يوم الجمعة 28 يناير 2011، حيث قُدر عدد المتظاهرين بحوالي 12 مليون شخص في أنحاء مصر. وواجه النظام المصري هذه التظاهرات بعُنف أدى إلى مصرع المئات، خاصة في مدينة السويس. وتطورت التظاهرات إلى أن صدر الأمر بسحب قوات الشرطة والأمن المركزي من الشوارع المصرية. وفي اليوم الرابع (الجمعة 28 يناير) نزل الجيش إلى داخل المدن، وأعلنت قيادة الجيش أنها لن تتعرض للمتظاهرين.

ألقى مبارك خطابين خلال الأحداث، أعلن في الأول منهما عن مجموعة من القرارات وصفها بالإصلاحات، وقال في الثاني أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات التالية، مؤكداً أنه لن يتنحى.

بدأت بعدها تظاهرات تهتف بشعارات مؤيدة له، واشتبكت مع المعتصمين المطالبين بإسقاط حكم مبارك في عدة مناطق، أهمها ميدان التحرير في وسط القاهرة. وفي 10 فبراير 2011، فوض الرئيس مبارك نائبه اللواء عُمر سليمان، مدير المخابرات، في بيان ألقاه للشعب؛ ولكن البيان لم يلق أي استحسان، وعلى أثره اشتدت التظاهرات، ونزل الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيله.

وفي 11 فبراير 2011، بعد مماطلة لثمانية عشر يوماً، تنحى الرئيس محمد حسني مبارك، تحت ضغوط ثورة 25 يناير، وسلم الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. وتدفق الملايين حينها إلى شوارع القاهرة احتفالاً برحيله، خاصة في ميدان التحرير.

بعد تسليم السلطة للمجلس العسكري، غادر إلى منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء، حيث اعتاد التوجه إليها بصفة مستمرة.

وفي 13 أبريل 2011، قرر النائب العام حبس الرئيس السابق حسني مبارك 15 يوماً، على ذمة التحقيق معه في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ، وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير.

وفي 15 أبريل 2011، أمر النائب العام بنقل الرئيس السابق حسني مبارك إلى إحدى المستشفيات العسكرية. وفي 22 أبريل، أمر النائب العام بتجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق، بعد انتهاء مدة الحبس الأولى، في مستشفى شرم الشيخ، حيث عانى من عدة أمراض تحول دون نقله منها إلى سجن طرة.

وفي 28 يوليه 2011، أعلن وزير العدل المصري، بأنه يجري تجهيز قاعة بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة، لمحاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العدلي، وستة من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين، التي حُدد لها جلسة يوم الأربعاء 3 أغسطس 2011. وأعلن أن تأمين المحكمة سيكون بواسطة الجيش والشرطة، وأشار إلى أنه سوف تجهز القاعة، كذلك، لاستيعاب رجال الإعلام والمحامين والمدعين بالحق المدني وأسر الشهداء، وسوف تُعرض المحاكمة تليفزيونياً علانية.

وفي 31 يوليه 2011، تقرر نقل المحاكمة إلى أكاديمية الشرطة بالقاهرة، بدلاً من أرض المعارض، وذلك لدواعي أمنية.

وفي 3 أغسطس، بدأت محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك محاكمة علانية بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، وبحضور مبارك على سرير طبي متحرك، بصحبة نجليه جمال وعلاء، وكذا وزير الداخلية حبيب العادلي ومساعديه الستة، ووُجهت إليهم تهم قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير 2011، والفساد. وقد مثل كأول رئيس عربي سابق تجري محاكمته بهذه الطريقة أمام محكمة مدنية، وقد أنكر جميع التهم الموجهة إليه، وكذا نجلاه.

وفي يوم السبت 2 يونيه 2012، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالسجن المؤبد على الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي، كما حكمت بالبراءة في جناية الفساد، وحُكم على نجليه جمال وعلاء ورجل الأعمال حسين سالم بانقضاء الدعوى بالتقادم، لمضي عشر سنوات.

وفي يوم الأحد 13 يناير 2013، أصدرت المحكمة قراراً بقبول الطعن المقدم من هيئة الدفاع المصرية والكويتية، في الحكم الصادر ضد مبارك، ليتم نقله للعلاج بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي.

وفي يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013، أمرت المحكمة بإخلاء سبيله، حيث أصدر رئيس وزراء مصر د. حازم الببلاوي، قراراً بوضعه تحت الإقامة الجبرية، بصفته نائب الحاكم العسكري للبلاد، حيث وُضع تحت الإقامة الجبرية في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي.

تمت تبرئته في 29 نوفمبر 2014 من جميع التهم المنسوبة إليه، أمام محكمة استئناف القاهرة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي؛ إلا أنه في 9 مايو 2015 صدرت إدانته هو ونجليه في قضية قصور الرئاسة، واصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالسجن المشدد لهم، لمدة ثلاث سنوات.

في 2 مارس 2017، أصدرت محكمة النقض المصرية حكماً بتبرئته من تهمة قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011. ويعد هذا الحكم باتاً ونهائياً، ولا يجوز الطعن عليه.

مشروعات اُقيمت في عهده

جرى في عهده، إنشاء عدة مشروعات كبيرة، مثل مترو الأنفاق في القاهرة والجيزة، وترعة السلام في سيناء، ومشروع توشكى وشرق العوينات.

من أهم ما يميز الاقتصاد في عهد الرئيس مبارك، ارتفاع الدين الداخلي إلى 300 مليار جنيه، خلافاً لمديونية الهيئات الاقتصادية، التي وصلت 39 مليار جنيه. كما بلغ الدين الخارجي 27 مليار دولار، وارتفاع نسبة الفوائد المحلية في الموازنة إلى 22.9 مليار جنيه، والفوائد الخارجية إلى 2.3 مليار دولار.