إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الأردن









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

الشريف الحسين بن علي[1]

(1270 ـ 1350هـ) / (1854 ـ 1931م)

 

 

الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون (راعي الهدلاء) بن محسن. يتصل نسبه بالحسن بن علي بن أبي طالب. أمير مكة، وملك الحجاز، وأول من نادى، في الحجاز، باستقلال العرب عن الترك، ومؤسس الأسرة الهاشمية الحاكمة في العراق سابقاً، وفي الأردن، وهو آخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين. وهو جدّ الملك طلال، جد الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ووالد الملك فيصل الأول ملك العراق، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ووالد الملك عبد الله، والملك علي. اشتهر الشريف الحسين بقيادته الثورة العربية ضد الأتراك، لمساعدة الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

ولد الشريف حسين بن علي، في إستانبول، منفى والده، عام (1270هـ / 1854م)، وانتقل معه إلى مكة وهو طفل، حيث تفقه وتعلم ونظم الشعر، ومارس ضروباً من الفروسية. أحبه أمير مكة عمه الشريف عبد الله (باشا)، فوجهه في بعض المهمات، فدخل منطقة نجد وأحكم صلته بالقبائل. مات والده وعمه وآلت إمارة مكة إلى عمه الثاني (عون الرفيق)، فلم يكن على وفاق معه، فطلب إبعاده إلى استنبول، فنُفي إليها عام (1309هـ / 1891م)، وعُين فيها عضواً في مجلس شورى الدولة عام 1893م، وبقى في هذا المنصب حتى الانقلاب العثماني وإعلان الدستور عام 1908م. وبعد وفاة عمه، عون الرفيق، ثم وفاة عمه الثالث عبد الإله، عاد الشريف الحسين إلى مكة، وعُين أميراً على مكة، عام (1326هـ / 1908م). وقد نهض بحكمها بهمة وقوة، ووسع دائرة حكمه في الحجاز، وفرض الطاعة على القبائل البدوية، واستعانت به الدولة العثمانية لإخضاع أمير عسير محمد بن علي الإدريسي، فقاد حملة ضد الإدريسي عام 1910م، وفتح بها عاصمة الإمارة. واحتل الشريف حسين مكانةً مرموقة، في نفوس العرب والمسلمين، منذ أن تولى إمارة مكة. واعترفت معظم القيادات العربية، في أسيا، بزعامة الحسين الروحية. فقد بعث خمسة وثلاثون من النواب العرب، في مجلس المبعوثان العثماني، مذكرةً إلى الشريف حسين، عام 1913م، أقروه فيها على إمارة مكة، واعترفوا له دون سواه بالرئاسة الدينية، على جميع الأقطار العربية، وأكدوا أن إجماعهم هذا هو بالنيابة عن أهل بلادهم.

ونشبت الحرب العالمية الأولى عام (1914م)، وتوترت علاقة الشريف الحسين تدريجياً بالدولة العثمانية، عندما نشطت جمعية (تركيا الفتاة) السرية، بواسطة حزبها العلني (الاتحاد والترقي)، في سياسة تتريك العناصر العربية، داخل الدولة التركية، وقتلت وشردت جمهرة من أمراء العرب، وساد في الوطن العربي شعور بالاستياء من الدولة العثمانية. فكونوا جمعية سرية خاصة بهم، وانتهز البريطانيون الفرصة، أثناء الحرب العالمية الأولى، التي خاضها الحلفاء ـ ومنهم بريطانيا ـ ضد ألمانيا وبقية دول المحور، ووقفت تركيا مع ألمانيا، فاتصلوا بالشريف حسين، ودارت مكاتبات ومحادثات عرفت بمراسلات الحسين ـ مكماهون (هنري مكماهون Henry McMahon، المندوب السامي البريطاني في القاهرة). ووعدوه بمساندة فكرة استقلال العرب وتمليكه عليهم. وقد اصطدم المشروع العربي هذا بأطماع الدول الحليفة. فقد بدأت المفاوضات بين روسيا وبريطانيا وفرنسا، في 19 فبراير 1915م، من أجل اقتسام الممتلكات العثمانية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية سايكس ـ بيكو Sykes-Picot Agreement، التي نصت على اقتسام بلاد الشام والعراق بين فرنسا وبريطانيا.

فأعلن الشريف حسين بن علي الثورة من مكة على الأتراك، في التاسع من شعبان 1334هـ، الموافق العاشر من يونيه 1916م، وحاصر من كان في بلاد الحجاز من الأتراك. وأمده الإنجليز بالمال والسلاح، ولقب بالملك المنقذ. وألف ثلاثة جيوش للثورة: فوجه ابنه فيصل على رأس جيش شمالاً باتجاه سورية، وتمكنت قوات الثورة التي أشرف على تنظيمها في البدايات الأميرالاي عزيز المصري، من السيطرة على الحجاز، وتقدم الجيش العربي شمالاً نحو العقبة فاحتلها، في يوليه 1917م، وخاض معارك في جنوب شرق الأردن، وواصل تقدمه شمالاً حتى دخل دمشق، في أكتوبر 1918م. وتمكن من تحرير سورية، بالتعاون مع الجيش البريطاني. وبانتهاء الحرب العالمية سنة 1918م، تم استيلاء الحسين علي الحجاز كله.

كما وجه الشريف حسين جيش بقيادة ابنه الأمير على بن الحسين، للمدينة المنورة فحاصرها.

وأرسل ابنه الأمير عبد الله بن الحسين بجيش ضخم لإخضاع واحتي "تربة" و"الخرمة" في شرقي الطائف، وكانت مواليتين لابن سعود (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود). ولكن سرعان ما انهزمت جيوشه بقيادة ابنه عبد الله بن الحسين، أمام أتباع عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام (1337هـ، / 1919م). وأضاع الحسين في هذه الحملة أكبر قوة جمعها.

وكان قد وجه ابنه عبد الله بن الحسين ليثأر لأخيه فيصل، عندما أخرجه الفرنسيون من سورية، في يوليه 1920م، وتحرك عبد الله في اتجاه سورية، واقترب منها ونزل عبد الله في بلدة عمَّان، فدعاه الإنجليز إلى القدس، واتفقوا معه على أن تكون له إمارة "شرقي الأردن"، فأقام في عمّان، وتناسى ما جاء من أجله، وهو الثأر لأخيه فيصل.

وكانت ثورة العراق قد اشتدت على الإنجليز، فساعدوا فيصل بن الحسين، على تولى العرش في بغداد. ونصّبَ فيصل ملكاً على العراق بعد فترة وجيزة. وعندما حاول (ابن سعود) التصالح مع الحسين بن علي، استهان به الحسين، ووضع شروطاً مبالغ فيها. وزار الشريف حسين عمّان عام (1924م)، فَبُويع بالخلافة، وعاد إلى مكة، يحمل لقب أمير المؤمنين. ولما أراد أهل نجد الحج، لم يأذن لهم بدخول الحجاز، فاشتد التوتر بين الحسين بن علي وابن سعود، فتقدمت القوات السعودية نحو الحجاز، في أغسطس 1924، فهاجموا الطائف واحتلوها، وسرى الذعر إلى مكة.

تنحى الحسين بن علي عن العرش، وتنازل لابنه، الشريف علي بن الحسين، في 4 ربيع الأول 1343هـ، عام 1924م وارتحل إلى جدة. ثم إلى العقبة، ثم إلى جزيرة قبرص عام 1925م، حيث أقام فيها ست سنوات، فأذن له الإنجليز بالسفر إلى عمان عندما مرض، حيث وافته المنية بعد ستة أشهر، في عام 1350هـ، /1931م. فحُمل إلى القدس ودفن بالمسجد الأقصى.

وكان السعوديون قد واصلوا زحفهم باتجاه مكة المكرمة، فدخلوها سلماً منكسي أسلحتهم وهم مُحرِمون، يتقدمهم الملك عبد العزيز بملابس إحرامه، وذلك في 17 ربيع الأول 1343هـ، 17 أكتوبر 1924م، ثم توجهت القوات السعودية، صوب ما تبقى من مدن الحجاز وموانئه، كميناء رابغ، والقنفذة، وينبع وغيرها. وقد استسلمت حامية المدينة المنورة، في 19 جمادى الأولى 1344هـ، 4 ديسمبر 1925م، ومدينة جدة قي 6 جمادى الثانية 1344هـ، 22 ديسمبر 1925م، بعد أن استسلم الشريف علي بن الحسين وغادر البلاد. وانتهى بذلك حكم الأشراف في الحجاز.

 



[1] خير الدين الزركلي، "الأعلام"، مج 2، ص 249 - `موسوعة السياسة` مجلد 2، ص 542، مجلد 7، ص 35 - الموسوعة العربية العالمية، ط 1، مج 14، ص 123.