إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة العربية السعودية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود[1]

(1340 ـ 1426 هـ) (1921 ـ 2005 م)

ملك المملكة العربية السعودية (1402 ـ 1426هـ) (1982 ـ 2005م)

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمّد بن سعود بن محمّد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريديّ… وينتهي نسبهم إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة.

ملك المملكة العربية السعودية منذ 21 شعبان 1402هـ، الموافق 13 يونيه 1982م. بعد اخوته الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد.

 

ولد الملك فهد في الرياض عام 1340هـ، 1921م. وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة الأمراء، التي كان والده قد أنشأها داخل قصره لتعليم أبنائه في المرحلة الأولى، ثم انتقل إلى المعهد السعودي بمكة المكرمة. وقد لقي الملك فهد- كغيره من أفراد بيت الملك عبدالعزيز- عناية والده الملك عبدالعزيز. وكانت أمه تتمتع بشخصية قوية مما كان لها الأثر الكبير في تربية أبنائها. ويذكر أن هذه السيدة القادرة الجليلة ظلت حتى وفاتها سنة 1969م، تداوم على جمع أبنائها يومياً حولها وتسدي إليهم النصح والتوجيه، كما أنها حرصت على دفعهم نحو العلوم الحديثة العصرية، الأمر الذي أهل الملك فهد وأخواته الستة إلى تبوؤ مراكز أساسية في الدولة.

كانت بداية الملك فهد بالحكم في عام 1373هـ، 1953م، عندما عُين أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية، عندما استحدثت وزارة المعارف، في عهد أخيه الملك سعود. ثم عُين وزيراً للداخلية عام 1382هـ، 1962م، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 1387هـ، 1967م إضافة إلى منصب وزير الداخلية.

وفي عام 1395هـ، 1975م أصبح ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إثر مبايعة أخيه خالد ملكاً على البلاد.

وفي يوم الأحد 21 شعبان 1402هـ، الموافق 13 يونيه 1982م، بايع البيت السعودي والعلماء والوزراء والأعيان وأبناء الشعب السعودي، فهد بن عبدالعزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية، بعد وفاة أخيه الملك خالد، ومن ثم رُشح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد فبايعه الجميع.

اشترك الملك فهد في كثير من وفود المملكة، وترأس بعضها في مهمات رسمية للخارج. وقد أكسبه ذلك خبرة وتوفيقاً في اتخاذ القرار السديد والحكيم في الشؤون الداخلية والخارجية. ومن هذه المشاركات اجتماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في إبريل من عام 1945م. وترأس وفد المملكة الرسمي الذي شارك في احتفالات تتويج الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عام 1373هـ، 1953م، كما ترأس وفود المملكة المشاركة في اجتماعات جامعة الدول العربية عدة مرات. وترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى بريطانيا لمناقشة أوضاع الخليج ومستقبله عام 1390هـ، 1970م. ورأس وفد المملكة لعقد اتفاقية التعاون الثقافي والتجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، ووفد المملكة في مؤتمر القمة الخاص بالدول المصدرة للنفط عام 1395هـ، 1975م، كما ترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر الاقتصادي، الذي عقد في مدينة (كانكون) في المكسيك بتاريخ 19 ذي الحجة 1401هـ، عام 1981م، وحضره معظم رؤساء دول العالم لبحث مشكلات العالم الاقتصادية، ووضع الحلول للعلاقات الاقتصادية بين الدول الغنية والدول الأخرى، وغير ذلك من مؤتمرات عربية ودولية.

كذلك فإن خادم الحرمين الشريفين كان من الدعاة الرئيسيين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

ومنذ تولى الملك فهد للحكم عمل على بناء الدولة السعودية الحديثة، كما عمل على فض المنازعات الإقليمية والعربية، وتشجيع سياسة التضامن العربي والإسلامي. كما رسخ الملك فهد سياسة الملك فيصل تجاه قضية فلسطين وأهمية استعادة القدس. وللملك فهد مواقف نبيلة في دعم القضية الفلسطينية سياسياً ومادياً ومعنوياً. فمن ذلك تقديمه ورقة عمل سعودية في مؤتمر القمة العربية المنعقدة بفاس سنة 1402هـ، 1982م. وتدخله لدى الدول الكبرى ـ خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية ـ لتخفيف معاناة الفلسطينيين في لبنان عام 1402هـ، 1982م. ومن ذلك إهداؤه سفارة فلسطين بالمملكة مبنى خاصاً بها. وظل يؤكد على شرعية القضية ويدعمها في كل المجالات والمحافل الدولية.

واهتم الملك فهد كذلك بالمشكلة اللبنانية، وبذل جهوداً كبيرة في حلّها، والإسهام في تعمير ما دمرته الحرب الأهلية في لبنان. كما عني كثيراً بدعم المجاهدين الأفغان بكل إمكانات المملكة على الصعيدين الحكومي والشعبي. كما ركّز جهوده لنصرة المسلمين المجاهدين في البوسنة والهرسك بالدعم المالي والسياسي والمعنوي.

وتتمثل قمة إنجازاته الإسلامية في مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما، كي يستوعب الحرم المكي أكثر من مليون مصلي، والحرم المدني أكثر من مليون ومائتي ألف مصلي، وتعمير الأراضي المحيطة بهما كي ينعم الحجاج والمعتمرون والزوار والمصلون والأهالي بالراحة والأمن والاستقرار، ومن ثَمَّ كان أحب الألقاب إليه (خادم الحرمين الشريفين) وقد أعلن رسمياً إلغاء لقب (صاحب الجلالة) ليكون اللقب الرسمي (خادم الحرمين الشريفين) في 27 صفر 1407هـ الموافق 27 أكتوبر 1986م.

ومن إنجازاته على الصعيد الإسلامي إصدار توجيهاته بتوزيع نسخ من القرآن المجيد المطبوعة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، على كثير من الهيئات والمؤسسات والمساجد داخل المملكة وخارجها لتشجيع حفظ القرآن الكريم وتلاوته.

وعلى الصعيد الدّاخلي بذل الملك فهد بن عبدالعزيز جهداً كبيراً لرفع مستوى التعليم وتقدمه، فقد أرسى قواعد النهضة التعليمية في مختلف مراحل التعليم في السعودية. خاصة أنه كان من الأوائل الذين عملوا في مجال التعليم في البلاد، فهو أول وزير لوزارة المعارف، وظل الملك فهد حريصاً على متابعة سير التعليم وتقدمه في كل مجالاته ومراحله، فازدادت عدد المدارس والكليات والجامعات، وازدادت ميزانية التعليم، وازداد عدد المنبعثين للدراسة في خارج البلاد.

كما شهدت المملكة في عهده نهضة زراعية كبيرة مما وفر للمواطن الرخاء والاكتفاء الذاتي من القمح والخضراوات واللحوم والألبان وغيرها.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، اهتمت الدولة بالأمن والاستقرار، فأنشئت المعاهد والكليات الأمنية من أجل رفع كفاءة رجل الأمن وتدريبه. وزودت أجهزة الأمن بأحدث الوسائل الأمنية.

ووسّعت الدولة في عهده دور أجهزة الدفاع والطيران وزَوّدتها بالأسلحة العصرية المتطورة، كما تبنت نظام التدريب المتطور ليشمل الجيش بمختلف قطاعاته، والطيران، وقطاع الحرس الوطني، واهتم اهتماماً فائقاً برجال الجيش والحرس الوطني بمختلف رتبهم العسكرية فزادت رواتبهم وتحسنت أوضاعهم المعيشية والسكنية.

واعتنت الدولة في عهده بقطاع المواصلات؛ فشقت الطرق الجديدة، ومهّدت آلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة لربط شمالي البلاد بجنوبها وغربها بشرقها. كما زادت خطوط الطيران الداخلية والخارجية، وازدادت عدد الطائرات العاملة على تلك الخطوط، وأنشئت عدة مطارات داخلية ودولية. بالإضافة إلى شق عدد من الأنفاق في الجبال، وإقامة الجسور الكبيرة والطويلة، وتم تطوير الموانئ القديمة وتوسعتها، وإنشاء موانئ صناعية جديدة لتصدير النفط والصناعات النفطية في المشروعات الصناعية في كل من منطقتي الجبيل وينبع الصناعيتين.

ولقد كانت المهمة الصعبة التي قادها خادم الحرمين الشريفين بنجاح، من موقعه مليكاً للبلاد، هي استمرار خطط التنمية بدون توقف، وتصحيح مسار الاقتصاد الوطني ليعتمد على نفسه في نموه، بدلا من الاعتماد الكلي على موارد البترول، الذي بدأت أسعاره في الانخفاض، نتيجة لعوامل سياسية واقتصادية عديدة. واستطاع بتوفيق من الله أن يحقق الاستقرار المنشود للاقتصاد الوطني، وواصلت الدولة تقديم خدماتها، وسجلت القطاعات الإنتاجية ـ غير قطاع البترول الخام ـ معدلات متقدمة في النمو، وحققت البلاد اكتفاءً ذاتياً في كثير من المواد الهامة، وفي مقدمتها القمح، ودخلت المملكة العربية السعودية السوق العالمية كمنتج لكثير من مشتقات المواد الهايدروكربونية.

وتحملت الدولة تضحيات كثيرة في سبيل تحقيق الاستقرار للسوق البترولية الدولية، ونجحت في ذلك دون أن تخل تلك التضحيات بمتطلبات التنمية والازدهار، أو القيام بالالتزامات الأخوية التي أخذتها المملكة العربية السعودية على عاتقها تجاه بعض الدول الإسلامية والعربية الشقيقة، وقضايا أخرى.

واستن طريقة غير مسبوقة، بالاجتماع إلى أبناء شعبه من طلاب الجامعات، وغيرهم من فئات الشعب، والتحدث إليهم في حوار مفتوح وصريح حول مختلف الأمور.

ومن منجزات الملك فهد صدور ثلاثة مراسيم ملكية بتاريخ 27 شعبان 1412هـ، يتعلق الأول منها بنظام الحكم في المملكة، والثاني بنظام الشورى، والثالث بنظام المقاطعات.

أصيب الملك فهد بجلطة عام 1995، ولكنه ظلّ يُصرِّف أعباء الحكم. ثم تدهورت صحته، فأدخل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض في 9 ربيع الآخر عام 1426، الموافق 27 مايو 2005، وظل ملازماً للمستشفى حتى توفي يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة سنة 1426، الموافق الأول من أغسطس 2005. فخلفه في حكم البلاد أخيه وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أصبح ملكاً للبلاد.

تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز جموع المصلين من أبناء الأسرة السعودية الحاكمة، والقادة والزعماء العرب والمسلمين، في الصلاة يوم الثلاثاء الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ، الموافق الثاني من أغسطس 2005 على جثمان الملك فهد بعد صلاة العصر في مسجد الإمام تركي بن عبدالله الكبير، وسط مدينة الرياض.

ووسط مشاعر من الحزن والأسى، احتضنت مقبرة العود بالرياض جثمان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، الذي ووري الثرى بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمراء وأبناء المليك الراحل والوزراء وكبار المسؤولين، وحشد كبير من زعماء وقادة دول العالم، ومواطني المملكة والمقيمين، الذين اكتظت بهم جنبات المقبرة. كما أقيمت صلاة الغائب عليه في جميع مناطق المملكة، وفي عدد من الدول العربية والإسلامية.




[1] الموسوعة العربية العالمية، ج17، ص562 ـ موسوعة السياسة، ج4، ص611.