سيرة ذاتية

روبرت جوزيف دول

Robert Joseph Dole

بوب دول (Bob Dole)

 

 

سياسي أمريكي محنك، وعضو بالكونجرس الأمريكي، منذ عام 1960، دارس للقانون. بدأ حياته السياسية عضواً في الهيئة التشريعية لولاية كانساس. عمل نائباً عاماً لمقاطعة روسل. أنهى دول حياته السياسة، عام 1996، حينما رشحه الحزب الجمهوري، ليمثَّله في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أنه فشل أمام المرشح الديمقراطي بيل كلينتون.

ولد روبرت جوزيف دول (Robert Joseph Dole)، في مقاطعة روسل، بولاية كانساس. وتلقى تعليمه الأولي في مدرستي روسل الابتدائية والثانوية. ثم التحق بجامعة كانساس (Kansas University)، لدراسة الطب.

وبعد أن قضى دول سنتين في دراسة الطب، ترك دراسته ليلتحق بالخدمة العسكرية، ليصبح ملازماً ثانياً في الجيش الأمريكي العامل في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939، 1945.

وعندما كان مع فرقته في إيطاليا، أصيب إصابات بالغة، أدت إلى خروجه من الخدمة العسكرية، مصاباً بإعاقة دائمة في ذراعه اليمنى، وعموده الفقري، وكسور في فقراته العنقية، الأمر الذي أدى، إلى عدم استطاعته مواصلة دراسة الطب. فقرر أن يغير دراسته من الطب إلى القانون. فالتحق بكلية الحقوق، جامعة واشبرن (Washburn University).

وفي عام 1952، تقدم دول لامتحان القانون ليتخرج في نفس العام حاصلاً على درجة في القانون بامتياز، مع مرتبة الشرف.

بدأ دول، حياته العملية، بعد تخرجه عام 1952، إذ انتخب ممثلاً جمهورياً، في الهيئة التشريعية لولاية كانساس. وفي عام 1952، انتخب دول نائباً عاماً لمقاطعة روسل. ثم أعيد انتخابه، لأربع فترات متتالية، ليقضي في منصب النائب العام 8 سنوات متصلة.

وفي عام 1960، انتخب دول لمقعد مجلس النواب، ممثلاً عن ولاية كانساس، في الكونجرس الأمريكي. وظل به، منذ عام 1961 وحتى عام 1969. وخلال تلك الفترة، كان دول ممثلاً ناجحاً للمعارضة، إذ قدم معارضات موضوعية، لكثير من السياسات الديمقراطية لحكومتي كنيدي وجونسون. كما دعم عدداً كبيراً من المساعدات الفيدرالية في مجالي الزراعة، وخدمة المعاقين.

وفي عام 1968، حصل دول، على تأييد الحزب الجمهوري، ليصبح مرشحه لمقعد مجلس الشيوخ، ممثلاً عن ولاية كانساس. وقد استطاع دول، الفوز بسهولة، لينتقل، داخل الكونجرس، من مجلس النواب، إلى مجلس الشيوخ.

وخلال المحنة الصعبة، التي واجهت الحزب الجمهوري، ممثلة في فضيحة ووترجيت، دافع دول، دفاعاً مستميتاً، عن الرئيس نيكسون، وعن أخلاقيات حزبه الجمهوري. وقد كوفئ دول من حزبه نظير ذلك، إذ اختير لرئاسة اللجنة القومية للحزب الجمهوري.

وفي عام 1976، أيَّد، دول، جيرالد فورد ليحصل على تزكية الحزب الجمهوري له كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة. ونجح جيرالد فورد، في الحصول على تزكية الحزب، ورشح دول ليكون نائبه، إلاّ أنهما هزما في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وفي عام 1980، خاض دول الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري ليحصل على ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية، إلاّ أنه هزم أمام رونالد ريجان.

وفي عام 1980، وبعد إعادة انتخابه لدورة برلمانية ثالثة في مجلس الشيوخ، انتخب بوب دول زعيماً للأغلبية في المجلس. إلا أن الحزب الجمهوري فقد أغلبية مجلس الشيوخ بعد ذلك بسنتين. وفقد دول زعامة الأغلبية. وعلى الرغم من ذلك ظل دول زعيماً، ولكن للأقلية في مجلس الشيوخ هذه المرة. واستمر دول زعيماً للأقلية حتى عام 1995، حينما فاز الجمهوريون بأغلبية مجلس الشيوخ، فاستعاد دول زعامته لأغلبية المجلس.

وفي عام 1996، قام دول بخطوة، هي الأجرأ في تاريخه السياسي الحافل، إذ استقال عن معقده، في مجلس الشيوخ، ليتفرغ تماماً، للمنافسة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ممثلاً للحزب الجمهوري، أمام المرشح الديمقراطي بيل كلينتون. إلاّ أن دول، خسر أمام كلينتون، في الانتخابات الرئاسية، كما خسر مقعد الكونجرس، بعد أن قضى به فترة طويلة من حياته السياسية.

تزوج بوب دول مرتين، المرة الأولى عام 1948 من أخصائية العلاج الطبيعي، فيليس هولدن (Phyllis Holden)، التي كانت مسؤولة عن إعادة تأهيله لممارسة حياته العادية بعد إصابته في الحرب. ورزق منها بابنه الوحيد روبين (Robin). وقد طُلِّقا عام 1972، بعد خلافات بينهما بسبب انشغال دول بحياته السياسية.

وتزوج دول للمرة الثانية عام 1975، من إليزابيث هانفورد (Elizabeth Hanford)، التي ولدت عام 1936. وكانت محامية، ثم عملت وزيرة للنقل بين عامي 83- 1989، في حكومة الرئيس ريجان، ثم وزيرة للعمل بين عامي 89-1991، في حكومة الرئيس بوش. وفي عام 1991 أصبحت رئيساً للصليب الأحمر الأمريكي.

وبجانب عمله السياسي، كعضو في الكونجرس، شغل دول مناصب استشارية، في عديد من اللجان والهيئات؛ إذ كان مستشاراً للجنة الرئاسية الأمريكية، لشؤون ضحايا المجاعات في الهند، عام 1966. ثم مستشاراً للجنة الأمريكية الدائمة لدراسة أوضاع اللاجئين العرب عام 1967.

وفي أعوام 1965، 1968، 1974، 1975، 1977، 1979، عمل دول مستشاراً للبعثة الأمريكية الدائمة، لدى منظمة الأمم المتحدة  للأغذية والزراعة "الفاو". وفي عام 1983، أصبح دول مستشاراً للجنة القومية الأمريكية للأمن الاجتماعي.

وفضلاً عن ذلك، فقد قام دول بعديد من الأعمال الاجتماعية، للخدمة العامة، يُذكر منها، أنه كان الرئيس الشرفي للحملة القومية التذكارية للحرب العالمية، كما رأس اللجنة الدولية لضحايا عمليات التطهير العرقي في يوغسلافيا، ورأس بوب دول كذلك مجلس مؤسسة دول، التي أنشئت عام 1983، لتطوير التعليم وتقديم فرص العمل للمعوقين.

حصل دول، مقابل أعماله، على عديد من الجوائز، وكُرِّم عدة مرّات، منها حصوله على:

- ميدالية الحرية الرئاسية وهي، أعلى تكريم قومي للأعمال المميزة.

- جائزة تيدي روزفلت، من الجمعية القومية للرياضيين كولجيت.

ونظراً لشخصية دول المتميزة، ومهارته السياسية وأنشطته الأخرى، أنشأت جامعة كانساس معهداً سُمي باسمه، "معهد دول للخدمة العامة والسياسة الحكومية"، التي قررت الجامعة إنشائه" تكريماً للسيناتور بوب دول، وتقديرا لجهوده في خدمة السياسة الحكومية".

وقد أقيم احتفال خاص، حضره بوب دول، في مناسبة الإعلان عن إنشاء المعهد. وقد جاء في كلمة رئيس جامعة كانساس "إن جامعة كانساس، تتشرف بإنشاء معهد روبرت دول للسياسة الحكومية والخدمة العامة..". ".. إن المعهد سيصمم كي يكون حافزاً للدارسين على التفكير في الأمور السياسية الأساسية، وتشجيعاً لهم على الاهتمام بالأمور المدنية التي تهم حياة المواطنين، وسيكون المعهد، مكاناً لكل من يريد أن يتعرف على أثر هؤلاء الناس، الذين قَدّموا كثيراً من الوقت والجهد للخدمة العامة".

وقال البروفسور بوردت لوميس (Burdett Loomis) أستاذ العلوم السياسية بجامعة كانساس، والمرشح لمنصب مدير المعهد، في ذاك الوقت، "إن المعهد سيقدم الفرصة لولاية كانساس، وجامعة كانساس، للتعرف على الأمور السياسية الهامة، والخدمات التي قدمها بوب دول لولايته ولبلده".