إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الولايات المتحدة الأمريكية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

رونالد ريجان

(Ronald Wilson Reagan)

 

هو الرئيس الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، ويحظى بحب واحترام الشعب الأمريكي بمختلف طوائفه وانتماءاته الحزبية. تولى ريجان الرئاسة في أوائل عام 1981، في وقت كانت فيه معدلات التضخم والبطالة يهددان الشعب الأمريكي. أما على الصعيد الدولي، فقد فقدت الولايات المتحدة هيبتها حتى صار أقرب حلفائها يشككك في مدى قدرتها على قيادة المعسكر الغربي، بوجه عام، والحلف الأطلسي (NATO) بوجه خاص.

وعلى مدى ثماني سنوات (1981-1989)، هي مدة حكم ريجان، انخفضت معدلات البطالة والتضخم إلى أقل معدل لهما، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتعش الاقتصاد القومي، وازدهر التصنيع والتصدير. كما عمل ريجان على كسر شوكة الاتحاد السوفيتي. وذلك، عن طريق بناء ترسانة عسكرية ضخمة، تعتمد على أحدث التقنية المتوفرة في ذلك الحين، ولا قبل لدول المعسكر الشرقي مجتمعة على مواجهتها. ومن منطلق الثقة في النفس، مد ريجان يده بالسلام، إلى القيادة السوفيتية، التي سرعان ما استجابت، فعقدت المعاهدات للحد من سباق التسلح. ومع أفول عهد ريجان، برزت الولايات المتحدة الأمريكية، من جديد، بحسبانها دولة عملاقة، قائدة للمعسكر الغربي.

ولد ريجان في 6 فبراير عام 1911، في مدينة تامبيكو (Tampico) بولاية إلينوي (Illinois)، من أسرة متوسطة الحال، تنحدر من أصول أيرلندية واسكتلندية.

كان والده جون إدوارد ريجان (John Edward Reagan)   الشهير بـ "جاك" (1883 - 1941) بائع أحذية، ثم عمل مديراً لعديد من المشروعات العامة، مثل: بناء مطار ديكسون (Dixon). ومات نتيجة إصابته بأزمة قلبية بعد حضوره أول فيلم مميز لابنه.

وأما والدة ريجان، نيلّي ويلسون ريجان التي ولدت عام 1885 وتوفيت عام 1962 ، فقد كانت بروتستانتينية، إلا أنها تزوجت جون ريجان في احتفال كاثوليكي. وكانت سيدة طيبة القلب وكريمة، حيث داومت على زيارة المسجونين ومرضى السل. توفيت عن سبعة وسبعين عاماً، في الوقت الذي كان فيه، رونالد ريجان نجماً مشهوراً.

تخرج ريجان في جامعة يوركا (Eureka College) عام 1932، حيث درس الاقتصاد والاجتماع. وقد تمكن من دخول الجامعة، بعد حصوله على منحة جزئية، ليلعب في فريق الجامعة لكرة القدم. واستطاع أن يدبر بقية المصاريف، من طريق عمله، في غسيل الأطباق، في المطاعم.

تزوج ريجان، وهو في سن الثامنة والعشرين، من الممثلة المشهورة "جين وايمان" (Jane Wayman)، عام 1940، وأنجب منها، ابنة واحدة، وهي مورين ريجان (1941) (Maureen Reagan). وهي سيدة أعمال وتعمل في السياسة، إذ عملت خلال رئاسة والدها، استشارية سياسية لشؤون المرأة في الحزب الجمهوري.

كما تبنى ريجان، وزوجته "جين" ابناً عام 1945، هو مايكل ريجان (Michael Reagan) (عام 1945)، وقد تنقل في وظائف عديدة، غير أنه لم يحقق نجاحاً إلا في مجال سباقات الزوارق البخارية.

ولم يدم زواج ريجان من "جين" طويلاً، إذ تم طلاقهما عام 1949. وتزوج ريجان ثانية، في عام 1952، وعمره 41 عاماً، من نانسي دافيس (Nancy Davis)، وكان عمرها 30 عاماً آنذاك، وأنجب منها، بنتا، هي باتي ريجان دافيس (Patti Davis) (عام 1952)، وهي ممثلة وروائية. وولداً، هو رونالد بريسكوت ريجان (1958)، وهو راقص، وصحفي، ومقدم برامج تليفزيونية.

الخدمة العسكرية:

خدم ريجان بوصفه ملازماً ثانياً في الجيش الاحتياطي، الذي تم استدعاؤه بعد هجوم اليابان على بيرل هربر (Pearl Harbor). واستمرت خدمته بالجيش من أبريل عام 1942 وحتى يوليه عام 1945. غير أنه لم يسمح لريجان بالاشتراك في الأعمال العسكرية بسبب ضعف بصره. وأثناء خدمته بالجيش ظهر في الفيلم الغنائي "هذا هو الجيش" (This is the Army) عام 1943، كما قام بعمل عديد من الأفلام التثقيفية، للجيش الأمريكي.

الوظائف والمناصب التي شغلها قبل توليه الرئاسة:

معلق رياضي بالإذاعة (1932-1937):

عقب الانتهاء من المرحلة الجامعية، تقدم ريجان لشغل عدة وظائف في محطات إذاعية، في شيكاغو (Chicago)، ولكنه رُفِضَ لعدم خبرته في مجال الإذاعة. وأخيراً تم تعيينه معلقاً رياضياً مقابل عشرة دولارات للمباراة، فضلاً عن بدل الانتقال. وفي عام 1934، عين بمرتب ثابت بلغ حوالي ألفي ومائتي دولار سنوياً. وبعد أن انتقل ريجان إلى محطة إذاعة أخرى (WCO)، أصبح من المشاهير، في التعليق على مباريات البيسبول.

ممثل (1937-1965):

قام صديق لريجان، وهو المغني جوي هودجز (Joy Hodges)، بتقديمه في اختبار للظهور على الشاشة. وقد نجح، فيه ريجان لدرجة جعلت شركة إنتاج سينمائي ضخمة هي "إخوان وارنر" (Warner Brothers)، توقع معه عقداً مدته سبع سنين، اعتباراً من يونيه عام 1937، بمرتب مبدئي قدره مائتي دولار أسبوعياً. وعلى الفور ترك ريجان الإذاعة، وانتقل إلى هوليوود، حيث قام بتمثيل حوالي خمسين فيلماً، ومن أفلامه الشهيرة الرقيب ميرفي Sergeant Murphy ،عام 1938، والأخ رات (Brother Rat)، عام 1938، والانتصار المظلم (Dark Victory) عام 1939. وكان أنجح أدواره، دوره في فيلم صف الملوك (Kings Row)عام 1941 ، وأعلن إخوان ورانر أن ريجان يحصل على أكبر عدد من خطابات المعجبين بعد الممثل إيرول فلين (Errol Flynn). وفي عام 1946، وقع ريجان عقداً لمدة سبع سنين أخرى مع إخوان وارنر ، ولكن هذه المرة كان مرتبه ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار أسبوعياً.

وفي ذلك الوقت انتخب ريجان رئيساً لنقابة الممثلين، في الفترة من 1947 حتى 1952، والفترة من 1959 حتى 1960.

بداية العمل السياسي:

في عام 1947 تقدم ريجان للشهادة أمام لجنة من البيت الأبيض، تحقق في تأثير الشيوعية على حركة التمثيل في هوليود. وكان ريجان ديمقراطياً مخلصاً إبان حكومة الرئيس ترومان (Truman). وفي عامي 1952 و1956 انضم إلى "ديمقراطيين من أجل أيزنهاور". غير أنه ـ في عام 1962 ـ تحول رسمياً إلى الحزب الجمهوري، والسبب في ذلك هو كرهه الشديد للشيوعية، واعتقاده أن الحزب الديمقراطي ليس قادراً على مواجهة المعسكر الشرقي.

محافظ كاليفورنيا (1967-1975):

عمل ريجان محافظاً لكاليفورنيا، عام 1966، عقب فوزه في الانتخابات، على منافسه الديمقراطي بات براون (Pat Brawn). ثم أُعيد انتخاب ريجان في عام 1970 بعد فوزه على منافسه الديمقراطي جيسي أونرو (Jesse Unruh). وخلال فترة عمله، استطاع ريجان أن يتغلب على العجز الذي تراكم خلال حكم براون، كما أنشأ عدة وكالات لمحاربة التلوث، وأعطى للمسجونين حق زيارة زوجاتهم، كذا أفشل اقتراحاً هدف إلى منع المدرسين الشواذ جنسياً من العمل في المدارس العامة. وكان من أهم أعماله في تلك الفترة، قيامه بتسديد جميع ديون ميزانية الولاية.

وبعد تركه منصبه في يناير عام 1975، عمل كمحلل سياسي وكاتب، في بعض الصحف الأمريكية، يعلق على الأحداث السياسية الجارية، كما كان يلقى محاضرات عامة في الشؤون السياسية، ويتقاضى خمسة آلاف دولار مقابل  المحاضرة الواحدة.

وفي نوفمبر عام 1975، أعلن عن عزمه على تحدي الرئيس جيرالد فورد (Gerald Ford) لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري عام 1976، ولكنه خسر بفارق ستين صوتاً فقط.

مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة عام 1980:

كان انتخاب ريجان مؤكداً، أثناء انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، في ديترويت (Detroit)، في يوليه عام 1980. وكان ينافسه في هذه الانتخابات جورج بوش (George Bush) من تكساس (Texas). وجون أندرسون John B. Anderson)) من إلينوي (Illinois). وفي الاقتراع الأول حصل ريجان على 1.939 صوتاً مقابل 37 لأندرسون و13 صوتاً لبوش وبذلك أصبح ريجان مرشحاً عن الحزب في انتخابات الرئاسة.

وفي خطاب تزكية الحزب، ركز ريجان على وضع القيود على نمو الحكومة، ووعد بتقوية نظام الدفاع القومي، وأنهى خطابه بدعوة الحاضرين للصلاة.

وقد نافس ريجان في انتخابات الرئاسة، كل من جيمي كارتر (Jimmy Carter) الذي زكاه مؤتمر الحزب الديمقراطي، وجون أندرسون (John Anderson) المرشح المستقل.

وفي حملته الانتخابية وعد ريجان بإعفاء شركات البترول من القيود الحكومية، ودعا إلى الاعتماد على الطاقة النووية. وعارض ريجان تعديل قانون المساواة في الحقوق (Equal Rights Amendment)، في حين أيده كارتر وأندرسون؛ وشجع ريجان التعديل الخاص بمعارضة الإجهاض في حين عارضه كارتر وأندرسون؛ ووعد ريجان بزيادة المصروفات الخاصة بتقوية نظام الدفاع، وعارض معاهدة سالت الثانية (SALT II) ، وأيد التأمين الصحي في حالة الكوارث فقط.

وفاز ريجان برئاسة الجمهورية، بـ43.899.248 صوتاً (51%)، في حين حصل كارتر الديمقراطي على 35.481.435 صوتاً (41%)، وحصل أندرسون المستقل على 5.719.437 صوتاً (7%). وفاز ريجان بأصوات 44 ولاية.

فقرات من خطاب تولى الرئاسة في الفترة الأولى:

في العشرين من يناير عام 1981، ألقى ريجان خطاب التنصيب، وجاء فيه "... من الآن لن يكون هناك سوء فهم، فإني أعتزم أن أقلص من حجم الحكومة الفيدرالية."

"... يفضل أن نجعلها (أي الحكومة الفيدرالية)  تعمل معنا، وليس ضدنا؛ تقف بجانبنا، ولا تمتطي ظهورنا. وينبغي على الحكومة أن تتيح الفرص، ولا أن تخفيها؛ وأن تشجع الإنتاج ولا أن تعيقه …"

"... حان الوقت لندرك أننا أمة عظيمة ولا نقيد أنفسنا بالأحلام الصغيرة. أنا لا أؤمن بأن هناك قدراً سيصيبنا إذا لم نعمل، ولكني أؤمن بأن هناك قدراً سيصيبنا إذا فعلنا شيئاً..."

إعادة الترشيح الرئاسي عام 1984:

لم يواجه ريجان أي معارضة لإعادة انتخابه. وفي خطابه هذه المرة، اتهم ريجان الحزب الديمقراطي بأنه حزب الضرائب المرتفعة والتضخم. وحذر من أن رجوعهم إلى السلطة، يعني العودة إلى الأزمة الاقتصادية، التي كانت موجودة في السبعينيات.

ورشح مؤتمر الحزب الديمقراطي والتر موندال (Walter F. Mondale) (عام 1928) لينافس الرئيس ريجان، وهو من ولاية مينسوتا (Minnesota)، وكان نائباً للرئيس جيمي كارتر.

وقد وعد ريجان بعدم زيادة الضرائب إلا في حالات الضرورة القصوى. أما في السياسة الخارجية، إلا أن موندال انتقد حكومة ريجان لفشلها في التفاوض على الحد من الأسلحة مع السوفييت. وعلى الرغم من انتقادات موندال، فقد زادت شعبية ريجان بين الناس من جميع الأعمار. وفشل موندال في الحصول على صوت الأغلبية بين النساء والطائفة الكاثوليكية، والمجتمع الإيطالي- الأمريكي في نيويورك. ولكنه ظل محبوباً من اليهود والفقراء.

وفي هذه المرة فاز، ريجان بالرئاسة لفترة ثانية، بـ54.281.858 صوتاً (59%)، في حين حصل موندال (ديمقراطي) على 37.457.215 صوتاً (41%).

فقرات من خطاب تولى الرئاسة في الفترة الثانية:

في الحادي والعشرين من يناير عام 1985، ألقى ريجان خطاب تنصيبه للمرة الثانية، وقال فيه "... نحن الآن نخلق أمة مرة ثانية، أمة نابضة بالحياة والنشاط. ولكن مازالت هناك جبال يجب أن نصعدها. لن ننعم بالراحة حتى يتمتع كل أمريكي بالحرية الكاملة، والكرامة، والفرص المناسبة..."

"… وعندما نصل لهذا التحدي، ستكون هذه هي السنون، التي يسترجع فيها الأمريكيون ثقتهم في التقدم، عندما يتم إعادة تقييم قيم الإيمان، والعائلة والعمل والجوار بما يتناسب مع العصر الحديث، عندما يتحرر اقتصادنا من قبضة الحكومة، عندما نبذل جهوداً للعمل على الحد من الأسلحة؛ عندما تشجع أمريكا الصراع من أجل الحرية الفردية، والحكومة الذاتية، والمشاريع الحرة عبر العالم، وتحول التاريخ من الديكتاتورية المظلمة إلى أشعة الشمس الدافئة النابعة من حرية الإنسان...".

الحكومة في عهد ريجان:

كان نائب الرئيس ريجان هو جورج بوش الذي ظل في منصبه من عام 1981 حتى 1989. أما وزارة الخارجية فقد كُلف بها ألكسندر هيج (1924) (Alexander M. Haig) من ولاية بنسلفانيا (Pennsylvania)، الذي عمل من عام 1981 حتى عام 1982، وتبعه جورج شولتز (George P. Shultz) من ولاية كاليفورنيا (California)، الذي تولى الوزارة عام 1982 حتى عام 1989 وكان كلاهما دبلوماسيين بارعين.

أما وزارة الدفاع، فقد عُهد بها إلى كاسبار واينبرجر (Caspar W. Weinberger) من كاليفورنيا، والذي عمل من عام 1981 حتى عام 1987. وتبعه فرانك كارلوتشي (Frank C. Carlucci) من بنسلفانيا، الذي عمل من عام 1987 حتى 1989، وإليهما يرجع الفضل في بناء الترسانة العسكرية الضخمة التي أرهبت المعسكر الشرقي.

أهم الأحداث التي وقعت في ولايته:

محاولة اغتياله عام 1981:

في الثلاثين من مارس عام 1981، أطلق جون هينكلي (John W. Hinckley)، وهو شاب عمره 25 عاماً، ست أعيرة نارية على ريجان وهو خارج من فندق هيلتون واشنطن، وقد اخترقت إحدى الرصاصات صدر ريجان، واستقرت في الرئة قبل وصولها إلى القلب بمسافة بوصة واحدة. واخترقت الرصاصة الثانية رأس وزير الصحافة جيمس برادي (James Brady)، فأصابته بالشلل، ولم يدرك ريجان، في بداية الأمر، أنه أصيب، إلى أن بدأ في السعال ففوجئ بالدم يخرج مع السعال، وانطلقت الليموزين بريجان إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن، ودخل ريجان المستشفى على قدميه، محيياً الجماهير، ومداعباً الأطباء وأعضاء هيئة التمريض. ولكنه شعر بعد ذلك بضعف عام، وصعوبة في التنفس، وبعد اثني عشر يوماً من العلاج المكثف والجراحة، عاد ريجان إلى البيت الأبيض متمتعاً بصحة جيدة وشعبية مرتفعة.

ووجه النائب العام الاتهام لهينكلي، بمحاولة قتل الرئيس، وحيازة سلاح غير مرخص. إلا أنه أفرج عند بعد ذلك، حيث ظهر بوضوح أنه مختل عقلياً، وأودع مستشفي سانت اليزابيث.

ثورة ريجان الاقتصادية (Reaganomics):

من أهم الإنجازات التي حققتها حكومة ريجان، هو الحد من التضخم، وخلق وظائف جديدة. وكان الإصلاح الاقتصادي، الذي بدأه ريجان في نوفمبر عام 1982 قد أتى أُكُلَه على نحو مذهل لم تشهد أمريكا له مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، إذ ارتفعت أسعار الأسهم في البورصة، حتى سجلت أعلى معدلاتها في أغسطس عام 1987. فزاد عمل ريجان على تخفيض ضرائب الدخل، وخصوصاً  على محدودي الدخل. إلا أن بناء ترسانة الأسلحة آنذاك تطلبت مالاً كثيراً، الأمر الذي نتج عنه عجز في الميزانية لم يحدث من قبل. وفي عهد ريجان تعدى الدين القومي تريليون دولار في أكتوبر عام 1981 لأول مرة في التاريخ. وفي عام 1982 زاد العجز السنوي عن مائة مليار دولار.

وتبنى ريجان سياسة التمويل الجانبي للاقتصاد، فعلم أن تخفيض الضرائب، سيؤدي إلى زيادة المدخرات الشخصية، وحجم الاستثمارات، وبالتالي إلى تقوية الاقتصاد، وتحسين الإنتاج، وخلق فرص أكبر للعمل، مع توفير عائد مناسب. وبذلك نجح ريجان في الوصول إلى صيغة قرارات ساعدت في تحقيق الرخاء، والحد من التضخم. فانخفض معدل التضخم الذي كان قد وصل إلى 13% عندما تولى ريجان الرئاسة إلى أقل من 2% بحلول عام 1986. وعندما تولى ريجان الرئاسة كانت معدلات البطالة قد ارتفعت إلى 10.8%، كما زادت معدلات الإفلاس وإغلاق المزارع. إلا أنه مع التحسن الاقتصادي، انخفض معدل البطالة إلى 5.3%، وبذلك يكون، خلال فترة ريجان، قد تم توفير عشرين مليون فرصة عمل، لدرجة أن عدد الذين تم توظيفهم، عند انتهاء فترة رئاسته حوالي 118 مليون أمريكي، وهي أعلى نسبة في تاريخ الولايات المتحدة.

ميثاق التجارة الأمريكي- الكندي (1988):

يتعهد هذا الميثاق بوجود تجارة حرة بين أمريكا وكندا، وإلغاء الجمارك على السلع والخدمات تدريجياً إلى أن تلغى كلية في عام 1999. وقد حقق هذا الميثاق انتصاراً كبيرة للتجارة الأمريكية، وفتح الأسواق الكندية أمامها. وقد وقع الاتفاق كل من الرئيس ريجان، ورئيس الوزراء الكندي براين مالروني (Brian Mulroney).

محاربة الإرهاب:

في حملته الانتخابية عام 1980، وعد ريجان بوضع عقوبات رادعة وحلول جذرية للإرهاب الدولي، وأقسم على ألا يتفاوض مع الإرهابيين أبدا. إلا أنه لاقى صعوبة في تحقيق ذلك بعد ازدياد حوادث اختطاف الرعايا الأمريكيين وقتلهم في أماكن متفرقة من العالم، وخصوصاً في لبنان على يد جماعة حزب الله الموالية لإيران.

وفي أبريل عام 1983، وقع انفجار في السفارة الأمريكية في بيروت، نتج عنه موت 16 أمريكياً، والعشرات من جنسيات أخرى. وفي يونيه عام 1985، خطفت جماعة من الشيعة طائرة شركة TWA الأمريكية، التي كانت في طريقها من أثينا إلى روما، وعلى متنها 153 راكباً من بينهم 104 أمريكياً، قتل المختطفون أحدهم. وبعد وساطة سورية، أُطلق سراح الرهائن، في مقابل الإفراج عن بعض الشيعة المسجونين في إسرائيل.

وفي أبريل عام 1986، قتل جندي أمريكي وأصيب ستون أمريكياً آخرون، في ملهى ليلي، في برلين. وفي ديسمبر عام 1988، انفجرت طائرة فوق لوكيربي باسكتلندا (Scotland) ومات من كان عليها وعددهم 259 راكباً، إضافة إلى عدد من سكان لوكيربي (Lockerbie)، فيما عرف بعد ذلك بحادثة لوكيربي.

واتهمت حكومة ريجان خمس دول بأنهم يرعون الأنشطة الإرهابية في العالم، هي: إيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، وكوبا، ونيكاراجوا. واتهم ريجان معمر القذافي رئيس ليبيا بأنه الإرهابي الرئيسي في العالم. وفي مايو عام 1981، طردت حكومة ريجان كل الدبلوماسيين الليبيين. وفي يناير عام 1986، منع ريجان جميع أنواع التجارة مع ليبيا والسفر إليها، وأمر جميع الأمريكيين بمغادرة هذا البلد من أجل سلامتهم. كما هدد بالتدخل العسكري إذا لم تتوقف ليبيا عن رعاية الإرهاب. وفي أبريل عام 1986، ورداً على انفجار الملهى الليلي في برلين الغربية، قامت المقاتلات الأمريكية بقصف أهداف في طرابلس (Tripoli)، وإصابة منزل القذافي، ونتج عن ذلك قتل ابنته بالتبني، كذا أصيبت أهداف عسكرية وأهداف مدنية من بينها السفارة الفرنسية وقد استغرقت هذه الغارة عشر دقائق فقط. وقد عارضت دول كثيرة هذه الغارة ووصفتها بأنها هي نفسها عمل إرهابي، ولم يساندها إلا بريطانيا وإسرائيل وجنوب أفريقيا.

فضيحة إيران كونترا (Iran-Contra Scandal):

بينما ظل ريجان يناشد الدول الأخرى عدم بيع أسلحة لإيران، فوجئ العالم كله بتكشف أنباء عن موافقة ريجان عام 1985، على بيع أسلحة أمريكية في الخفاء لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية، مقابل الإفراج عن بعض الأسرى الأمريكيين. وقد تفجرت الفضيحة عندما كشفت الصفقة بين الولايات المتحدة وإيران، وكشف توظيف أرباحها لمساندة ثوار الكونترا في نيكاراجوا. وأنكر ـ في البداية ـ أن هذه الصفقة كانت بغرض مبادلة الأسرى بالأسلحة، وإنما كانت بغرض محاولة بناء علاقات جديدة مع التيار المعتدل داخل النظام الإيراني. وبعد تحقيق مستفيض انتهت اللجنة المكلفة بإجراء التحقيق إلى إدانة الحكومة في عقد صفقات مع إيران في الخفاء، بدون اطلاع الكونجرس عليها. وفي آخر مؤتمر صحفي له في ديسمبر عام 1988، أكد ريجان أنه لكي يتم إطلاق سراح باقي الأسرى والرهائن المحتجزين في لبنان، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتفاوض مرة ثانية مع إيران، وبهذه الصفقة فقد ريجان جزءاً كبيراً من هيبته ومصداقيته أمام الشعب الأمريكي.

حماية السفن الكويتية في المياه الخليجية (Escort in the Persian Gulf):

في يناير عام 1987، وأثناء الحرب العراقية الإيرانية، وافقت حكومة ريجان على طلب الكويت بحماية سفنها أثناء سيرها في مياه الخليج. إلا أنه، في مايو عام 1987، ضربت القوات العراقية بطريق الخطأ، الفرقاطة الأمريكية ستارك (Stark)، وقتلت 37 عاملاً من طاقمها. وفي أكتوبر عام 1987، أصاب صاروخ إيراني ناقلة بترول وأصيب قائدها الأمريكي بالعمى، وكذا أصيب 17 شخصاً من طاقمها بجروح متفاوتة. وبعد ثلاثة أيام، ردت أمريكا بتحطيم منصتين للبترول تابعتين لإيران في الخليج، ودخلت القوات الأمريكية، في اشتباك مباشر مع القوات الإيرانية، وأصابتها بخسائر كبيرة.

غزو جيرنادا (Gernada) عام 1983:

في أكتوبر عام 1983، غزت القوات الأمريكية جزر "وست أنديز" (West Indies)، لإنقاذ مئات من الأمريكيين المهددين، عقب حدوث انقلاب عسكري يساري هناك. وبمساعدة السكان الجريناديين الذين رحبوا بالأمريكيين، استطاعت الولايات المتحدة قمع الانقلاب والتخلص من النظام الماركسي. ووفى الرئيس ريجان بوعده وسحب القوات الأمريكية مع حلول أعياد الميلاد في ذلك العام.

العلاقات مع الاتحاد السوفيتي:

اتهم الرئيس ريجان النظام السوفيتي بأنه "مركز الشر في العالم الحديث". ووصلت العلاقات بين القوتين العظميين إلى أدنى مستوى لها في سبتمبر عام 1983، وذلك عندما أصاب الاتحاد السوفيتي طائرة تابعة للخطوط الجوية لكوريا الجنوبية، كانت قد دخلت المجال الجوي السوفيتي. وأسفر ذلك عن موت جميع ركابها وعددهم 269 راكباً، وكان فيها النائب الديمقراطي لورانس ماكدونالد (Lowrance McDonald) من ولاية جورجيا. وبدأت الحرب الباردة تهدأ عام 1985 بظهور القائد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف (Mikhail Gorbachev)، وانتهاجه لسياسة الانفتاح. وقد بدا على جورباتشوف الرغبة في الوصول إلى حل وسط مع الغرب، ومع ذلك لم تسفر الاجتماعات بين  الرئيسين ريجان وجورباتشوف في جنيف (Geneva) في نوفمبر 1985، وفي أيسلندا (Iceland) في أكتوبر عام 1986 عن أي نتائج ملموسة. ووافق جورباتشوف بعد فترة على التفتيش المتبادل لمواقع الأسلحة في البلدين، بما مهد الطريق لميثاق يحد من التسليح النووي. وبتوقيع معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (Intermediate-range Nuclear Forces) (INF) في ديسمبر عام 1987، وافقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على تدمير مئات من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، التي من الممكن أن تصيب أهدافها حتى 3400 ميلاً، والسماح ببعثات تفتيشية في كلا الجانبين حتى نهاية القرن.

كتب ريجان كتابين هما: "أين المتبقي مني؟ قصة رونالد ريجان" (Where's The Rest of Me? The Ronald Reagan Story)، عام 1965. و"حياة أمريكية: سيرة ذاتية" (An Ameircan Life: The Autobiography)، عام 1990.

وأُلِفت عن ريجان مجموعة من الكتب، منها: "المقامرة بالتاريخ" (Gambling with History) للورانس باريت (Laurence I. Baritt)، و"ريجان الحقيقي" (The Real Reagan ) لفرانك فاندير ليندن (Frank Vanderlinden).

واستقر ريجان منذ انتهاء ولايتيه في بيل أير، بولاية كاليفورنيا، وكان يعاني من مرض ألزهايمر. وعلى الرغم من بعده عن الحياة السياسية، كان لا يزال الرئيس المحبوب، لدى الشعب الأمريكي.

وفاته:

توفي في 5/6/2004م، عن عمر يناهز الثالثة والتسعين بعد صراع مع مرض ألزهايمر، في منزله في لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا، بين أفراد أسرته.

وقد نقل جثمانه إلى مقر مكتبته الرئاسية الخاصة ومتحفه بكاليفورنيا، لينقل بعد ذلك بطائرة إلى واشنطن لإقامة جنازة رسمية له.

ومن ثَم أعيد جثمانه بعد ذلك ليدفن في كاليفورنيا.

 

المصادر والمراجع

1- Barrett, L. I., Gambling with History. Doubleday, Garden City, New York, 1983.

2- Boyarski, B., Ronald Reagan: His Life and Rise to the Presidency. Random House, New York, 1981.

3- Cannon, L., Reagan. Putnam, New York, 1982.

4- Dugger, R., On Reagan: The Man  and His Presidency. McGraw-Hill, New York, 1983.

5- Edwards, A., Early Reagan: The Rise to Power. Morrow, New York, 1987.

6- Mayer, J., McManus, D., Landslide: The Unmaking of the President 1984-1988. Haughton Mifflin, Boston, 1988.

7- Van der Linden, F., The Real Reagan. Morrow, New York, 1981.

8- William A. D., The Complete Book of U.S. Presidents. 5th ed. 1996 update by Connie Jo Dickerson, Wings Books, New York, 1997.

9- Wills, G., Reagan's America: Innocents at Home. Doubleday, Garden City, New York, 1987.