سيرة ذاتية

بروك شيلدز

(1965)

 

على الرغم من الجمال الصارخ الذي تميزت به، والفرص الكثيرة التي أتيحت لها منذ نعومة أظافرها، لم تستطع بروك شيلدز أن تصبح ممثلة ناجحة، تنافس للحصول على جائزة الأوسكار كما كانت تطمح. إلا أنها حققت نجاحاً اجتماعياً ومهنياً معقولاً حتى الآن، فهي عارضة أزياء ناجحة، ونجمة مجتمع، وعلى قدر معقول من الثراء، وحتى بداية عام 1999، كانت زوجة لنجم التنس الأمريكي أندريه أجاسي.

ولدت كريستا بروك كاميلا شيلدز (Christa Brooke Camilla Shields)، في 31 مايو عام 1965، لأب وأم أمريكيين، في مدينة نيويورك، وكان عمر أبوها فرانك شيلدز (Frank Shields) وقتئذ 28 عاماً، وقد تخرج لتوه من جامعة بنسلفانيا. إلا أنه، وبعد ولادة بروك بخمسة أشهر طلق زوجته، وغادر المدينة.

أما أمها، تيري شيلدز (Terri Sheilds)، فكانت مديرة مطعم، وبعد أن طُلقت، وجَّهْت كل اهتمامها لتربية ابنتها، بروك. ومنذ ولادتها، عملت بروك كعارضة للأزياء، إذ التقطت لها أول صورة وعمرها 11 شهراً برفقة أمها. وعندما بلغت 12 عاماً، أصبحت من أشهر عارضات الأزياء ـ من عمرها ـ على الإطلاق. وتوقع لها الجميع أن تصبح نجمة سينمائية، بعد ذلك. وبالفعل، شاركت بروك بأدوار صغيرة، في عدد من الأفلام السينمائية، والحلقات التليفزيونية.

بدأت عملها، كممثلة، وهي في السنة الأولى من عمرها، عندما صوَّرها المصور الشهير سكافوللو Scavullo في أحد الإعلانات "الثلج العاجي "Ivory Snow"، وكانت اللقطة مثيرة تركز على نظرات بروك شيلدز. تلك النظرات المميزة، التي لا تزال، بعد مرور ثلاثين عاماً، أكبر سماتها المعروفة.

عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، كانت تُعَدّ عارضة (موديل) محترفة تماماً، تتقاضى أجراً قدره 10000 دولار يومياً، ولعبت دوراً نجومياً بارزاً، هو دور "فتاة ليل" في فيلم Pretty Baby من إنتاج مؤسسة هوليود Hollywood. وقد لقى هذا الدور إعجاباً هائلاً، وتقديراً كبيراً من جانب النقاد.

لا زالت الجماهير تذكرها عارضة، مثيرة، وهي في سن الخامسة عشرة، في حملة Calvin Klein Jeans، وهي تعلن أن "لا شيء حدث بينها وبين Calvin Cleans". كما كانت صورتها تظهر على أغلفة مجلات شهيرة، مثل Vogue وCosmopolitan.

اعتبرتها مجلة تايم "Time" أشهر وجه في الثمانينيات.

منذ البداية الأولى، كوَّنت بروك Brooke وأمها تيري Teri، فريقاً، ليس كأم وابنتها فحسب، وإنما كمديرة أعمال، ونجمة بارزة. وقد بدأ هذا الارتباط الوثيق، غير المعتاد، بأمها، من لحظة الولادة، عندما وُلدت بروك قبل شهرين من تمام الحمل (سبعة أشهر فقط). وحسبما ذكرت الأم تيري شيلدز، في حديث أجرته مع مجلة Good Housekeeping، أنها كانت في غاية الخوف خشية موت طفلتها في مهدها، مما جعلها تربطها إلى صدرها، كل ليلة، برباط حريري. ويبدو أن هذا التصرف قد أثَّر على ارتباطهما سوياً، لمدة ثلاثين عاماً. وكانت تيري شيلدز شيئاً أساسياً في حياة ابنتها، تظهر معها في اللقاءات الصحفية دائماً. وقد نظر الكثيرون إلى هذه العلاقة الوثيقة، على أنها الحافز، الذي أبرز بروك شيلدز إلى الأضواء، وإلى الجماهير في سني حياتها الأولى، وفي الوقت نفسه على أنها طائر النورس (البحري)، الذي كان يكبح جماحها، منذ ذلك الوقت.

مع نضج شيلدز، تحولت هذه العلاقة الوثيقة إلى "حرب شرسة"؛ فقد حاولت بروك أن تؤكد استقلاليتها، بينما كانت أمها تناضل للاحتفاظ بسيطرتها عليها.

في النهاية أزاحت بروك أمها، وأبعدتها عن وظيفتها، كمديرة أعمال لها، في عام 1994، بعد نحو 30 عاماً في هذه الوظيفة. في لقاء مع مجلة Good Housekeeping، قالت بروك شيلدز: "كنت أريد أن أتحكم في مسار حياتي، ليس في عملي وحده، بصورة أكبر. لقد كان كل شيء يسير على وتيرة واحدة لمدة ثلاثين عاماً. وكنت بحاجة إلى إزالة المعوقات". ثم واصلت قائلة: "لقد كان نمط حياتي أكبر مما أريد. لم أكن أرغب في أن أعمل لمجرد الدولارات، وإنما كنت أريد مزيداً من الحرية". وعندما سُئلت عن تأثير هذا الانفصال على أمها، أجابت قائلة: "أنا لا أريد أن أشعر بأنها تشعر بالارتياح الآن. هذا شيء مدمِّر".

لم تكن بروك على صلة وثيقة بأبيها. وعندما سُئلت عن طبيعة علاقتها به، أجابت ـ في حديثها إلى Good Housekeeping ـ قائلة: "إنه يتصل بي كثيراً في هذه الأيام، لكنني لا أشعر بأنني أقرب إليه. ولا أظن أنني سأكون كذلك قط". ثم أضافت: "إنه شخص غريب تماماً، ولكنه قاس، وجاف إلى حد ما. إنه لا يريد أن يظهر إعجابه بي فلا يقول: "واو! لقد كنت عظيمة في هذا الدور". وإنما هو يكتفي بقوله: "حسناً، إنه عمل طيب!". وأنا أستقبله، فقط لأنه والدي".

ارتبطت بروك بعلاقات مع شخصيات شهيرة، مثل جون كيندي John F. Kennedy، وليام نيسون Liam Neeson، وألبرت أمير موناكو Prince Albert of Monaco، ومايكل بولتون Michael Bolton، ومايكل جاكسون Michael Jackson، ودين كاين Dean Cain. وقد انتهت هذه العلاقات كلها دون تأثير يُذكر.

وصفها المحرر الصحفي ليز سميث Liz Smith (وهو محرر عمود) بأنها شخصية "Personality" حققت نجاحها من الإفراط في العروض والظهور، دون وجود مضمون كبير، وكل هذا يتغير عندما تصبح بروك شيلدز شخصاً، وامرأة، وممثلة يمكن أن يتطلع إليها ويوثق بها.

حدث كثير من التغيّر في شخصيتها بعد لقائها ببطل التنس الشهير أندريه أجاسي Andre Agassi، الذي ارتبطت به عن طريق صديقة مشتركة لهما، هي ليندي بنسون Lyndie Benson، زوجة عازف السكسافون Saxophone كينِّي Kenny G..

قالت بروك شيلدز لمجلة Esquire: "كانت ليندي تشعر دائماً بأن ثمة علاقة وثيقة بيننا، لا أستطيع أن أقول أنني سيئة السمعة، لكنني، في البداية، لم أكن أعوِّل كثيراً على هذا".

بدأت علاقة بروك بأجاسي برسالة فاكس، عندما كانت خارج البلاد تصور مشاهد أحد أفلامها، وكان أجاسي تُجرى له عملية جراحية في معصمه، نتيجة شد عضلي. وظلت العلاقة على هذا النحو مدة ثلاثة أشهر، إلى أن التقيا سوياً على العشاء في 26 ديسمبر عام 1993. وتقول شيلدز عن هذه البداية الغريبة: "كنت أحادثه على الورق. لم تكن لديَّ أي فكرة عن أننا سنلتقي وجهاً لوجه عن قرب". ولم يفترقا منذ ذلك الوقت. ولعل نجاحهما، في الاحتفاظ بعلاقاتهما، ينبع من التوافق في الآراء والميول. كلاهما كان يُعتبر أعجوبة منذ طفولته، شيلدز وهي طفلة صغيرة، تتعثر في مشيتها في إعلانات Ivory Snow، وأجاسي، في ملعب التنس، منذ الرابعة من عمره. كلاهما رأى صعود نجوميته، وهبوطها، وكلاهما متدين: شيلدز كاثوليكية، وأجاسي مسيحي وُلد من جديد. في أثناء قضائهما لعطلة معاً في هاواي Hawaii في فبراير 1996، عرض عليها أجاسي الزواج، ووافقت شيلدز.

تقول شيلدز عن ذلك: "لم يكن لديَّ وقت أفكر متى ولا أين، أو هل أترك كل التفاصيل لأمي، التي أعلنت سعادتها بذلك".

من الناحية العملية، استأجرت شيلدز مدير أعمال أجاسي، واسمه بيري روجرز Perry Rogers. وغيرت شيلدز اسم شركتها من بروك شيلدز وشركاها إلى شركة كريستا Christa Incorporated (كريستا هو اسمها الأوسط)، ونقلت المركز الرئيسي للشركة من نيوجيرسي New Jersey إلى لاس فيجاس Las Vegas، حيث مقر إقامة أجاسي. وبدأت شيلدز بتغيير شكلها الذي يبدو كفتاة صغيرة، وأخذت تقوم بأدوار أكثر نضجاً، وأكثر تحدياً.

في عام 1994، ظهرت في برودواي Broadway في دور امرأة لا تكاد تستطيع أن تتكلم في فيلم Rizzo In Grease. وكذلك في 1995، في حلقات مسلسل قصير أخرجته شبكة CBS بعنوان: "Nothing Lasts Forever" أي "لا شيء يبقى للأبد"، لعبت شيلدز دور طبيبة "سريعة الانفعال. وشاركتها البطولة النجمة فينيسَّا رودجراف Venessa Rodgrave. ومثلت مع الممثل القديم مارتن شين Martin Sheen، دوراً في فيلم "Born Wild" وقد صور الفيلم مباشرة على الفيديو، عن شبلين صغيرين يتيمين من الأسود.

ظهرت، كذلك، ضيفاً لمدة ساعة كاملة، في فصل خاص في فيلم "Friends" "الأصدقاء"، في يناير 1996.

ولكنها حققت شهرتها ومجدها المتوَّج، في حلقاتها التليفزيونية، المسماة "Suddenly Susan" عن امرأة تعيش وحيدة، تنشر روايات رومانسية.

في إحدى لقاءاتها مع مجلة تايم "Time"، قالت شيلدز: "إن الكوميديا تعطي فرصة تحرُّر كاملة، فهي تسمح لك بأن تكون أقل وعياً بنفسك، وأقل رزانة".

إن الظهور المفاجئ لشخصية سوزان، من نهاية 1996 فصاعداً، في الفترة بين دور شيلدز في سينفيلد Seinfeld، والعمل الدرامي ER، يُعَدّ تحولاً في شخصية شيلدز. ففي فترة عامين، غيرَّت شيلدز من صورتها كفتاة خلف الأبواب، وهو الدور الذي استهلك جزءاً كبيراً من حياتها، إلى أداء أدوار أخرى جادة.

لقد واتتها الجرأة أن تقصي أمها عن العمل، كمديرة أعمال لها، بعد ثلاثين عاماً تقريباً، ووجدت سعادتها في علاقاتها بنجم لعبة التنس أندريه أجاسي. وهي تنوي أيضاً أن تغير مقر إقامتها من مانهاتن Manhattan في الشرق، إلى كاليفورنيا، لتكون أقرب إلى شركتها وأعمالها. وقد قدَّر لها أجاسي إقدامها على هذه التغييرات، وصرح بذلك لمجلة "People" بقوله: "لقد تعلمت شيلدز بالفعل أن تثق بنفسها في السنوات القليلة الماضية، وقد أدى هذا إلى وصولها بجمالها إلى القمة".

وتُرجع شيلدز هذه التغييرات عن نفسها، وموهبتها، إلى حسن معاملة أجاسي لها، وإلى استمتاعها بوقتها في حياتها. وفي ختام لقائها مع مجلة People، قالت شيلدز: "إن أجاسي يتقبل مني كل شيء، لقد بدأت أستمتع بملابسي، وخروجي. وبدأت أشعر بالطمأنينة، والفخر، والسعادة، والانسجام في حياتي". إلاّ أنّ زواجها من أجاسي لم يستمر إلاّ عامين فقط، حيث وقع الطلاق.

الجوائز التي حصلت عليها

1.     جائزة Star Presenter of the Year، "نجمة العام" عام 1980

2.     جائزة United Service Organizations أي "منظمات الخدمة المتحدة" كممثلة العام في 1986.

3.     جائزة Face of the 80's أي "وجه الثمانينيات"، من مجلة تايم Time.

وتمتلك بروك شيلدز، منزلاً مقاماً على مساحة 6000 قدم مربع في لاس فيجاس، وثروة تقدر بـ80 مليون دولار.