إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الولايات المتحدة الأمريكية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

بوب هوب

Bob Hope

(1903 – 2003م)

 

أولاً: البيانات العامة

هوب Hope.

:

اسم العائلة

ليسلي تونيس هوب "Leslie Townes Hope".

:

الاسم الكامل

بوب هوب Bob Hope.

:

اسم الشهرة

إلثام "Eltham"، في إنجلترا، في 29 مايو 1903.

:

مكان وتاريخ الولادة

لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ٢٧ يوليه ٢٠٠٣.

:

مكان وتاريخ الوفاة

أمريكي.

:

الجنسية

أبوه إنجليزي، اسمه ويليام هنري هوب "William Henry Hope"، وأمه إنجليزية، من ويلز "Wlsh"، اسمها أفيس تونيس هوب "Avis Townes Hope"

زوجته: دولوريس (ديفينا) "Doloros (DeFina)"، عقد الزواج في 19 فبراير 1934.

أولاده: أربعة.

:

أسْرته

ممثل كوميدي.

:

الوظيفة

ثانياً: المؤهلات العلمية

أكمل دراسته الثانوية. ثم اتجه إلى تلقي دروس في الرقص والتمثيل.

ثالثاً: ملاحظات عامة

1.  كان أبوه يعمل بناءً، حين تزوج من أمه، التي كانت مغنِّية كونشرتو عادية. وأنجبا سبعة أبناء، خامسهم بوب هوب. وقد هاجرت الأسرة كلها من إنجلترا، عام 1907، إلى كليفلاند "Cleveland"، في ولاية أوهايو Ohio، في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بوب لمّا يزل في الرابعة من عمره.

2.  في عام 1914، فاز بوب في مسابقة محاكاة شارلي شابلن "Charles Chaplin"؛ ثم بدأ يشترك في التمثيل، في المسرحيات الهزلية. وتمشياً مع الذوق الأمريكي، في تفضيل الأسماء المختصرة، فقد اختصر اسمه من ليسلي "Leslie" إلى ليس "Les"، وصار يعرف باسم ليس هوب "Les Hope". وسرعان ما آثر أن يتخذ لنفسه اسماً مسرحياً، هو بوب هوب "Bob Hope".

3.  في عام 1920، حصل بوب وإخوته على الجنسية الأمريكية، بعد حصول أبيهم عليها.

4.  في عام 1927، ظهر على خشبة المسرح، في عمل بعنوان: "Sidewalks of New York". وفي عام 1932، شارك في الكوميديا الموسيقية، على مسرح برودواي "Broadway". وفي عام 1933، أدى، للمرة الأولى، دوراً في عمل، بعنوان روبرتا "Roberta"، على المسرح نفسه.

5.   في 19 فبراير 1934، تزوج دولوريس. وأنجب أربعة أولاد، منهم ابنته ليندا "Linda"، التي عملت نائبة رئيس شركات هوب، التي أُنشئت، منذ عشرين عاماً مضت، للإشراف على الأعمال، والعناصر الإبداعية، لمؤسسة "هوب" للإنتاج السينمائي، والتسجيلات، والنشرات، وأنشطة العلاقات العامة.

6.  في عام 1935، اتجه بوب إلى الإذاعة، حيث قدم أول أدواره الإذاعية؛ وكان بداية نجاحه في هذا المجال.

7.  في عام 1938، ظهر، للمرة الأولى، في فيلم سينمائي، عنوانه "The Big Broadcast Of 1938"؛ وغنَّى مع شيرلي روس "Shirly Ross"، التي قُدِّر لها أن تصبح أغنيته الشهيرة "Thanks For The Memory"، "شاكراً للذكرى"، التي أصبحت هي اللحن المميز لعروض بوب هوب. عمل مضيفاً لبرنامج "The Pepsodent Show"، الذي كانت تقدمه إذاعة NBC، وهو البرنامج الذي ظل يُقدم حتى الخمسينيات، في شكل أو آخر.

8.  في عام 1940، اضطلع ببطولة فيلم سينمائي، بالاشتراك مع بينج كروسبي "Bing Crosby" ودورثي لامور "Dorothy Lamour"، وهو فيلم "The Road To Singapore".

9.  في عام 1941، بدأ بتقديم برامج ترفيهية للقوات الأمريكية، في مارش فيلد "March Field"، في ريفرسيد "Riverside، CA". وفي مايو 1942، بادر، في أول رحلة مع هيئة الـ USO، إلى زيارة قواعد الجيش، في إنجلترا، وشمالي أفريقيا، وصقلية. وفي عام 1947، قص شريط افتتاح أول بثّ لتليفزيون لوس أنجلوس "Los Angeles". في عام 1948، بدأ أول سلسلة عروض، لاحتفالات أعياد الميلاد، لهيئات القوات المسلحة، في خارج البلاد.

10.  في عام 1950، كان يقدم برنامج "Star Spangled Revue". وفي عام 1953، قدمت شبكة NBC أول عروض، يقدمها هوب، خُضَّت بها أعياد الميلاد؛ واستمرت، سنوياً، حتى عام 1995. وفي عام 1962، أدى دور البطولة في فيلم "The Road to Hong Kong"، "الطريق إلى هونج كونج".

11.  في الفترة بين 1963 ـ 1967، كان يقدم برنامج "Bob Hope Presents The Chrysler Theatre". وفي عام 1971، طلب تأشيرة الذهاب إلى هانوي "Hanoi"، للاشتراك في مفاوضات إطلاق الأسرى الأمريكيين.

12.  وفي عام 1993، حصل على النجمة الرابعة "Fourth Star"، في هوليود، ومسيرة الشهرة "Hollywood Walk of Fame".

13.  بين أجيال الفنانين القدامى، لم يكن بوب هوب معروفاً بأنه ممثل كوميدي عالمي، ومطرب فقط، بل اشتهر بأنه مفكر، ومحب للآخرين، وفنان قدَّم مئات العروض الشهيرة، سبق بها جماعات الفنانين القدامى، منذ الحرب العالمية الثانية إلى أن بلغ أوج مجده، في حرب الخليج، عام 1991.

14.  في أيامه الأخيرة، كان يعيش هذا الفنان المسنّ، وزوجته، في بوربانك "Burbank"، في ولاية كاليفورنيا "California"، ويكاد يكون قد اعتزل الفن. ومن بين مظاهر التكريم العديدة، التي لقيها، أن أُفردت له مساحة كبيرة في الـ"Guinness Book Of Records"، حيث وُصف بأنه أشرف شخصيات العالم وأبرزها.

15.  تميز بوب هوب بحب التبرع للأعمال الخيرية، فقد تبرع بأكثر من بليون دولار للمستشفيات، ومؤسسات البحث العلمي، ومعسكرات الكشَّافة، ومؤسسات رعاية المعوقين، والمؤسسات التي تتصدى للأمراض المستعصية. وتكفّل بإنشاء "مدرسة بوب هوب المهنية العُليا لتأهيل المعوقين"، في تكساس "Texas". وتبرَّع، كذلك، بمجهوداته لاحتفالات "Hanukah"، والمؤسسات الخيرية، الكاثوليكية والبروتستانتية، والمجالس المحلية، وصندوق مكافحة المجاعة في العالم، واتحاد مرضى القلب، وجمعية مرضى السرطان، واتحاد أمراض الرئة، ومؤسسة مرضى الزهايمر، ومؤسسة مرضي البول السُكَّري، ومؤسسة مرضى الشلل الرعاش، واتحاد المتقاعدين فاقدي البصر، ومؤسسة روبنسون "Robinson" لرعاية الشباب المرضى بالسُكر، ومؤسسة لرعاية الطفولة، وملاجئ للمشردين، وجمعيات للمحاربين، ومنح دراسية.

16.  تمتع بوب بشخصية محبَّبة إلى الجماهير، إلى درجة كبيرة. وحظي بتعاطف عميق، حتى إنه في يونيه 1998، حينما نُشر، خطأً، خبر وفاته، اندفع أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى حجراتهم، لحجز إعلانات العزاء. غير أنهم ما لبثوا أن علموا، أن بوب لا يزال على قيد الحياة، وأنه يتناول طعام الإفطار في منزله، في نورث هوليود "North Hollywood"؛ و"إنه يتمتع بمعنويات عالية (كما أعلنت ابنته ليندا)، وينوي الخروج، وممارسة لعبة الجولف، لبعض الوقت"؛ فتملكتهم السعادة الغامرة، بل أخذوا يتعانقون، فرحاً.

17.  في شبابه، كان يتكسَّب من بيع الصحف. وكان يؤدي دوراً تمثيلياً صغيراً، في عروض الهواة. وفي أثناء دراسته الثانوية، عمل بائعاً في مركز بيع للحوم، يملكه شقيقه فريد "Fred". كما عمل صانعاً للصودا، وبائع أحذية، ومشرفاً على صالة بلياردو.

بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، تلقى بوب دروساً في الرقص، على يد الفنان كينج راستوس براون "King Rastus Brown"، وعلى يد الممثل الكوميدي (راقص الفودفيل) جوني رووت "Johnny Root". وأثبت تفوقاً، جعل معلمَيه يعهدان إليه بتدريس بعض المجموعات.

عمل بوب فترة قصيرة صحفياً، ومذيعاً. وجرَّب الاشتراك في مباريات الملاكمة للهواة، تحت اسم باكي إيست "Packy East". وفي سن الثامنة عشرة، أغرى صديقته ميلدريد روسكويست "Millred Rosequist"، أن تكون شريكته في عروض الرقص. وعملا معاً في أماكن عروض الفودفيل (الملهاة أو المسرحيات الهزلية)، ووصل أجرهما إلى 8 دولارات في الليلة. وانتهى الأمر إلى الفشل، عندما شاهدت والدة ميلدريد "Mildred" آخر عروضهما معاً.

بعد ذلك كوَّن بوب ثنائياً، مع صديقه للويد دوربين "Lloyd Durbin". وبعد تقديم عروضهما في عدة نوادٍ صغيرة، استأجرا مسرح الباندبوكس "BandBox"، في كليفيلاند "Cleveland"، للمشاركة في عرض، يُسمى "The Fatty Arbuckle".

وبعد عام، كون بوب ثنائياً مع جورج بيرني "George Byrne"، للاشتراك في جولة، مع تقديم سلسلة من العروض. وأخذا يطوِّران من أدائهما، وسرعان ما اشتركا في عروض أكبر، في مصلحة نوادٍ كبرى، من بينها نادي كيث فلاشينج "Keith's Flushing"، في نيويورك. ومن ثَم، وقع الاختيار عليهما للاشتراك في عروض برودواي "Broadway"، باسم "Sidewalks of New York"، التي كان يتشارك في بطولتها كل من: روبي كيلر "Ruby Keeler"، وسميث ودال "Smith & Dale"، ولقيت العروض نجاحاً كبيراً، ولقي أبطالها تقديراً مماثلاً، باستثناء الثنائي هوب وبيرني "Hope & Byrne"!!

استجابة لنصيحة وكيلهما، توجه هوب وبيرني إلى الغرب، من أجل تغيير أسلوب أدائهما، والبداية من جديد. وانضما إلى مسرح صغير، في نيو كاسيل "New Castle"، في ولاية بنسلفانيا "Pennsylvania"، حيث تعاقدا للعمل تحت الاختبار، ثلاث ليال. وفي الليلة الأولى، طُلب من بوب أن يقدِّم فقرات برامج الليلة، إلى جمهور المسرح. ولقي تشجيعاً كبيراً من الجماهير، ومن مدير المسرح، جعله يزيد مدة التقديم خمس دقائق كاملة. وفي ختام الليالي الثلاث، انفصل بوب عن بيرني، وأصبح يعمل بمفرده.

18.  دفعه نجاحه في الإذاعة إلى أن يشق طريقه إلى هوليود. ووقَّع عقداً طويل الأجل، مع "Paramount". وقد أعلن بوب أنه لم يحصل قَطّ على جائزة الأوسكار "Oscar". ولكن، في الحقيقة، كرَّمته أكاديمية الصور المتحركة والعلوم "The Academy Of Motion Pictures Arts and Sciences"، خمس مرات؛ فقد منحته جائزة أوسكار الشرفية مرتَين، ومنحته جازئتَين خاصتيَن، إلى جانب جائزة "Jean Hersholt Humanitarian".

وسواء كان "أفضل ممثل"، أو لا، فإن تأثيره في ممثلي السينما، كان يزداد قوة، بمرور الوقت. وقد أتاح له فيلم "Road Pictures"، مع بنج كروسبي "Bing Crosby"، ودوروثي لامور "Dorothy Lamour"، أن يصبح نجم الشباك.

أما أفلامه التليفزيونية، سواء القديمة منها والحديثة، فقد تمتع بها الناس من كل الأعمار؛ فنالت أعماله تقديراً وثقة كبيرين، بين كافة الأجيال.

بوجه عام، أدى هوب بطولة ما يزيد على 50 فيلماً؛ وظهر في أدوار، لها وزنها، في 15 فيلماً آخر، كان آخرها فيلم "Spies Like US"، عام 1985. أمّا بالنسبة إلى الإذاعة، فقد كان هوب هو النجم الأول.

19.  أشهر أغنيتَين له، اللتَين نالتا جائزة "Academy"، هما: الأغنية الاستعراضية "Thanks For The Memory"، بالاشتراك مع شيرلي روس "Shirley Ross" في فيلم "The Big Broadcast Of 1938"، وأغنية "Buttons and Bows"، في فيلم "The Paleface"، عام 1948.

من أغانيه الشهيرة الأخرى: أغنية "Two Sleepy People"، من "Thanks For The Memory"؛ وأغنية "Silver Bells"، من الأغنية الاستعراضية "The Lemon Drop Kid". والأغنيات الثلاث التي شاركه فيها كروسبي، ولامور، في سلسلة أفلام "Road"، هي: "Put it There Pal"، و"Teamwork"، و"We're off On The Road To Morocco".

20.  بوب هوب والتليفزيون

كانت الإذاعة والسينما، هما اللذين صنعا من بوب نجماً شهيراً. ولكن التليفزيون هو الذي جعل منه واحداً من أبرز النجوم، ويلقى قبولاً وإعجاباً، في كل منزل أمريكي؛ على الرغم من أنه تأخَّر في العمل للتليفزيون؛ ولعله لم يكن واثقاً من نجاحه فيه. وكانت بداية عمله في عروض تليفزيونية، مع شبكة CBS، حيث ظهر في أول عمل تليفزيوني تجاري، باسم "The West Coast"، عام 1947؛ كما كان ضيفاً رائعاً لإد سوليفان "Ed Sullivan"، في برنامج "Toast Of The Town"، عام 1949.

قدَّم بوب عمله التمثيلي الأول، على شاشة تليفزيون "Easter Sunday"، التابع لشبكة "NBC"، عام 1950. وقد موَّلت شركة فريجيدير "Frigidaire"، البرنامـج الخـاص "Star Spangled Revue"، الذي كان يقدمه بوب، والذي استضاف فيه نجوماً، مثل: دوجلاس فيربانكس "Douglas Fairbanks"، وبياتريس ليللي "Beatrice Lillie"، ودينا شور "Dina Shore". ولم يتقيَّد بوب بتقديم برنامج أسبوعي، وأصرَّ على ذلك؛ وأثبت هذا القرار نجاحه. وظل بوب النجم الأساسي، لمدة 60 عاماً، لشبكة NBC؛ والحائز أعلى نسبة تقديرات، من جانب مؤسسة "Nielsen".

21.  بوب هوب ورؤساء الولايات المتحدة الأمريكية

حظي بوب هوب بتقدير، بل بصداقة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، بدءاً من روزفلت "Roosevelt"، إلى بيل كلينتون. وكان يمارس رياضة الجولف، مع الرؤساء: دوايت أيزنهاور "Duight D. Eisenhouer"، وريتشارد نيكسون "Richard Nixon"، وجيرالد فورد "Gerald Ford"، ورونالد ريجان "Ronald Reagan"، وجورج بوش "George Bush"، وبيل كلينتون "Bill Clinton". وقد حياه الرئيس كيندي Kennedy، وهو يُسلمه ميدالية الكونجرس الذهبية "Congressional Gold Medal"، قائلاً عنه: "إنه أعظم سفير لأمريكا، في كل أنحاء العالم".

وقلَّده الرئيس جونسون "Johnson"، ميدالية الحرية "Freedom Medal". واستضافه الرئيس كارتر "Carter"، وزوجته، في احتفال في البيت الأبيض، عقداه في مناسبة عيد ميلاد هوب الخامس والسبعين.

أما الرئيس هاري ترومان "Harry Truman"، فقد عزف على البيانو، احتفاءً به. وقلَّده الرئيس بيل كلينتون "Bill Clinton"، وسام الفنون "Medal Of Arts".

في يوليه 1976، وحسب أوامر جلالة الملكة إليزابيث "Elizabeth"، ملكة إنجلترا، مُنح بوب لقب القائد الفخري "Honorary Commander" لجيش الإمبراطورية البريطانية (CBE)، مقابل خدماته الجليلة، التي أسداها إلى القوات البريطانية في أنحاء العالم، أثناء الحرب العالمية الثانية.

ذكرت موسوعة "Guinness Book Of Records"، أن بوب هو أفضل فنان كوميدي في العالم؛ وأنه قد حصل على أكثر من ألفَي جائزة، وترشيحات لجوائز، بسبب إنسانيته، وجهوده البارزة؛ ومن بين هذه الجوائز 54 دكتوراه فخرية. وقد كرَّمه الكونجرس، بمجلسَيه، عام 1997؛ فأطلق عليه لقب "المحارب الشرفي"، وهو لقب لم يحصل عليه أحد، منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية. أما بوب، فقد وصف حصوله على هذا اللقب، بقوله: "لقد تلقيت طوال حياتي عديداً من الجوائز، من أناس أحبهم وأحترمهم؛ إنما هذه تُعَدّ أعظم الجوائز، التي شرفت بنَيلها".

22.  جولاته الترفيهية عن العسكريين

ساهم بوب هوب في أعمال، لا حصر لها، للترفيه عن أفراد القوات المسلحة الأمريكية، رجالاً ونساءً، بما يُعَدّ تاريخاً حافلاً له؛ ما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب "أسطورة". فعلى مدى ستة عقود تقريباً، كان بوب يصطحب معه فرقة من أشهر الفنانين، سيان في الحرب والسلام، ويجول في العالم، للترفيه عن رجال القوات الأمريكية ونسائها. ومن ثَم، وصفته وسائل الإعلام بأنه "الجندي الرقم 1 في أمريكا، ذو المكياج المسرحي". ووصفته الـ "Gis" بأنه: "G.I's Bob"، وبأنه مهرِّجها البطل. وأُطلق عليه، كذلك، لقب "ملك الكوميديا"، و"سيد الدعاية الأمريكية"، و"السفير الأمريكي للنوايا الطيبة".

كانت البداية في مايو 1941، عندما ذهب بوب، مصطحباً معه مجموعة من أبطال هووليود، إلى مارش فيلد "March Field"، في كاليفورنيا "California"، حيث قدموا عرضاً فنياً، من خلال الإذاعة، لأفراد القوات الجوية.

أما أول رحلة، بادر إليها بوب فكانت أثناء الحرب العالمية الثانية، عام 1943، حينما زار وفي رفقته فرقة "USO" الصغيرة، التي تضم فرانسيس لانجفورد "Langford"، وتوني رومانو "Tony Romano"، وجاك بيبر "Jack Pepper"، المنشآت العسكرية الأمريكية، في كلٍّ من: إنجلترا، وأفريقيا، وصقلية، وأيسلنده.

وفي فترة السلام، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، لم ينس بوب جماهير "GI"، بل واصل زياراته المتكررة إلى القواعد والمستشفيات العسكرية.

وقد روى المواقف والمصاعب، التي واجهته خلال رحلاته الطويلة، في عملية الهيثرين "Cloum Hero" و"G. I. Bob"، ذاكراً فيهما، كيف هبطت به الطائرة، هبوطاً اضطرارياً، في حرب كوريا، قبل أن يصلها أي جندي. وكيف دُمِّر الفندق، الذي كان سيقيم به، قبل أن يصل إليه بثوانٍ، خلال حرب فيتنام.

شرع بوب من احتفالات أعياد الميلاد، عام 1948، ما كاد يصبح قاعدة؛ إذ ذهب إلى ألمانيا، استجابة لطلب قائد القوات الجوية، في ذلك الوقت، ستيورات سيمنجتون "Stuart Symington"، لتقديم عروض ترفيهية، للقوات الملحقة بالجسر الجوي، في برلين.

مع نهاية الصراع في فيتنام، رحل إليها، معلناً أن رحلته، هي "آخر عرض، احتفالاً بأعياد الميلاد"؛ ومع ذلك، فلم يأت عيد ميلاد، عقب ذلك، إلا وشارك فيه، في أي موقع، في البلاد، في قاعدة عسكرية، أو مستشفى للمتقاعدين.

في عام 1983، جاءته الدعوة من بيروت، واستجاب هوب، من الفور. وفي عام 1987، طار هوب حول العالم، للترفيه عن أفراد القوات الأمريكية، رجالاً ونساءً، عبْر المحيطات، الهادي والأطلسي والهندي، وفي الخليج العربي.

وفي مايو 1990، عمد إلى جولة، للترفيه عن القوات العسكرية، الموجودة في كلٍّ من إنجلترا وروسيا وألمانيا. وفي عيد الميلاد، ذلك العام، انطلق إلى المملكة العربية السعودية، للترفيه عن العسكريين، الذين اشتركوا في عملية "عاصفة الصحراء".

وقد ذكر الأمير خالد بن سلطان هذه الجولة، في كتابه "مقاتل من الصحراء"، قائلاً:

"كنت قد أوضحت، منـذ البداية، لشوارتزكوف، أن الملك حدّد خطوطاً واضحة، لا لَبْس فيهـا، ولا غموض، تتعلق بالترفيه عن الجنود الأمريكيين؛ وأنها تحظر على الفنانين الرقص أو الغناء. وأضفت أن الرئيس بوش نفسه، لا يستطيع أن يثنينا عن ذلك.

جاءني شوارتزكوف، بعد ذلك بفترة، يخبرني أن الممثل الأمريكي بوب هوب، ينوي زيارة المملكة، وفي صحبته الممثلة الأمريكية بروك شيلدز، ومجموعة من المغنِّيات والممثلات والمشجعات من تكساس. فقلت له: "إننا لا نمانع في قدوم بوب هوب. أمّا الأخريات، فلا".

23.  كان عام 1994 عاماً طيباً، بالنسبة إلى بوب هوب؛ فقد استكمل فيه عامه الحادي والتسعين؛ ونال جائزة إيمي الإعلامية "Emmy". وقد أعلن الأسطول الأمريكي، أنه سوف يطلق اسم بوب هوب على مجموعة كبيرة من السفن. وعاد بوب إلى موطنه الأصلي، إنجلترا، للمشاركة في جولة فنية، في يونيه، احتفالاً بذكرى مرور 50 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.

24.  شهد عام 1996، البرنامج الشهير، الذي قدَّم حلقاته بوب هوب، بعنوان: "عزيزي الرئيس، أريد أن أخبرك بشيء "Dear Prez, I Wanna Tell ya"؛ وهو برنامج ساخر، نقدي، شهير.

25.  وفي نوفمبر، من العام نفسه، ظهر للمرة، الثلاثمائة، في تليفزيون شبكة NBC، يقدم برنامجه: بوب هوب يضحك مع الرؤساء "Bob Hope Laughing With The Presidents". وتضمن البرنامج لقاء الرئيس بل كلينتون وزوجته، والرئيس جورج بوش وزوجته، والرئيس جيرالد فورد وزوجته؛ ولقاء السيدة جولي نيكسون "Juli Nixon"، وديفيد أيزنهاور "David Eisenhouer". وقد شاركه في تقديم البرنامج توني دانزا "Tony Danza".

26.  عشق بوب لعبة الجولف، ولم يتخلَّ عن ممارستها، طوال حياته على الرغم من بلوغه سن الثالثة والتسعين، وإصابته بالشلل الرعاش. وقد أسهمت مبارياته الذهبية، التي تُخصص الأعمال الخيرية بدخْلها، في إزدياد جماهير مشاهدي مباريات الجولف. وأسهم برنامجه "Bob Hope Desert Classic" في زيادة ملايين الدولارات للأعمال الخيرية، في المناطق الصحراوية.

قال عنه جون ستينبك "John Steinbeck": "لو قُدِّر لهوب أن يعيش أكثر مما عاش، لما وجد وقتاً فارغاً. ومن المستحيل أن نعرف، كيف كان في مقدوره أن يعمل وقتاً طويلاً جداً، ويؤدي هذا الأداء الهائل، ويجتهد اجتهاداً ضخماً، ثم يكون مؤثراً إلى هذه الدرجة. لقد كان رجلاً. لقد كان رجلاً، بالفعل".

احتفل بوب هوب بعيد ميلاده السابع والتسعين، وافتتح معرضاً، في واشنطن، يضم كل ما يحكي سيرته الذاتية وأفلامه وبرامجه التليفزيونية وبعض متعلقاته. وبعد أربعة أيام من احتفاله بميلاده، نقل إلى غرفة العناية المركزة، في مستشفى "رانسومبراج"، وبعد الفحص، تبين إصابته بنزف في الأمعاء، وأجريت له عملية نقل دم. ويعاني بوب ضعفاً في النظر والسمع. ويتحرك، معظم الوقت، بواسطة كرسي متحرك.