إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / قاعدة كيلي الجوية Kelly Air Force Base، الولايات المتحدة الأمريكية









1

1. تاريخها

اختار الرائد بنيامين فولوا Benjamin Foulois، بتكليف من العميد جورج سكريفن George Scriven، قائد سلاح الإشارة في الجيش، موقع القاعدة في 21 من نوفمبر 1916م، فأصبح هذا اليوم يوم ميلادها، الذي تحتفي به القاعدة، واستأجر الرائد فولوا قطعة أرض تبلغ مساحتها 700 فدان، أي حوالي ثلاثة كيلومترات مربعة، ستصبح فيما بعد ميدان كيلي، وكان فولوا أول طيار في الجيش، ثم أصبح قائداً للخدمة الجوية.

لم يكن لموقع القاعدة اسم قبل الاستيطان العسكري فيه. فكان أول من سكنه ثمانية جنود، وضابط صفّ واحد، وطبّاخ، لحراسة أكوام من الأخشاب وبعض المؤن. وفي 5 أبريل 1917م، أي قبل دخول الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى بيوم واحد، كان في هذه القاعدة أول أربع طائرات من فئة JN-4. وفي مدة شهرين فقط، زاد سكان الموقع إلى خمسة آلاف وسبعمائة شخص. وفي 11 يونيه 1917م، أوصى المقدم تشارلز تيمان Charles Tayman، قائد القاعدة آنذاك، بتسمية الموقع "معسكر كيلي" تشريفاً للملازم جورج كيلي George E. M. Kelly، الذي مات في حادث تحطم طائرة في فورت سام هيوستن Fort Sam Houston ، وقد كان أول طيار عسكري، يفقد حياته، أثناء قيادته لطائرة حربية. وبعد ستة أسابيع من تاريخ التوصية، قُبل "ميدان كيلي" Kelly field اسماً رسمياً للقاعدة، وبقي هكذا إلى عام 1947م.

لقد كان "ميدان كيلي" في الواقع عدة ميادين. فهناك كيلي رقم 1، الموقع الأصلي للقاعدة، وهو الآن القاعدة الرئيسة والمجمّع الصناعي. وقد تطوّر، ابتداءً من عام 1918م، فأصبح مستودع الصيانة والمؤن، ثم أصبح، في عام 1926م، ميدان دونكان Duncan Field. أمّا كيلي رقم 2 فأصبح، في عام 1922م، مدرسة الطيران المتقدّمة. وهي الآن مقرّ لوحدة الجسر الجوّي ذات الرقم 433، واحتياطي القوات الجوية، ووحدة القتال الجوي ذات الرقم 149، وهي الحرس الوطني الجوي لولاية تكساس. وكان كل واحد من الميادين يعمل منفرداً عن الآخر لمدة ثمانية عشر عاماً. أما كيلي رقم 5 فأصبحت ميدان بروكس Brooks Field، وهي الآن قاعدة بروكس للقوات الجوية Brooks AFB.

وقد اختلفت مهام القاعدة وحجمها على مرّ السنين. فمهمة مستودع الذخيرة والمعدات العسكرية استمرت من عام 1918م إلى اليوم، بينما استمر التدريب الطيراني، وهو من مهام القاعدة الأصلية، إلى عام 1943م. غير أن مجمع التدريب الأرضي السابق للطيران، الملحق بقاعدة كيلي أصبح قاعدة لاكلاند للقوات الجوية Lackland AFB، وهي الآن مركز التدريب الأساسي الوحيد للقوات الجوية الأمريكية.

وأُعيدت تسمية ميدان دونكان إلى ميدان كيلي، في عام 1943م، غير أن مهمة التدريب الطيراني أُلغيت. وفي عام 1944م، أصبح مستودع الإمدادات والتموين في الجيش The Army's Normoyle Quarter Master Depot جزءاً من كيلي، ويُعرف الآن بكيلي الشرقي. وفي عام 1947م، أُعيدت تسمية ميدان كيلي إلى قاعدة كيلي للقوات الجوية Kelly Air Force Base.

لقد بدأت أنشطة الطيران في هذه القاعدة في 5 أبريل عام 1917م، وبدخول أمريكا في الحرب العالمية الأولى، نمت أنشطة الطيران بشكل سريع. واستخدمت القاعدة مركزاً لاستقبال المتدربين الجُدد واختبارهم، كما استُخْدمت، أيضاً، مركز تدريب لكل المهارات المطلوبة لتشغيل قوة جوية. ويكاد معظم الطيارين الحربيين في الحرب العالمية الأولى تعلموا الطيران في مطار كيلي. وكان معظم قادة المستقبل في القوات الجوية قد تدربوا في مرحلة من مراحل تدريبهم في هذا المطار. وقد كان من بينهم رؤساء أركان القوات الجوية، كارل تووي سباتز Carl Tooey Spaats، وهويت فاندنبيرج Hoyt Vandenberg، وكيرتيس لي ماي Curtis Le May. ونال تشارلز لندبيرج Charles Lindbergh  شهادة طيرانه في مطار كيلي، كما نالها كلير لي شينولت Claire Lee Chennault الشهير. وفي عام 1928م، صُوِّر فيلم "ونجز Wings"، الذي نال جائزة الأكاديمية، في القاعدة.

وجاءت الحرب العالمية الثانية بتغييرات رئيسة، شملت توحيد كيلي ودونكان تحت اسم ميدان كيلي. وانبثق من قاعدة كيلي مركز استقبال طلاب الطيران Aviation cadet Reception Center، الذي أصبح فيما بعد قاعدة لاكلاند للقوات الجوية Lacland Air Force Base. ونقل من قاعدة كيلي إلى أماكن أخرى جميع تدريب الطيارين، وأصبحت كيلي مقراً للوازم الطيران في منطقة سان أنطونيو، وكانت تقوم بتخزين وتوزيع المواد والطائرات المعدلة أو التي أصلحت، ومحركاتها وغير ذلك من المعدات ذات العلاقة. واستمرت قاعدة كيلي، بعد الحرب، في التوسع، وأصبح لديها مسؤوليات عالمية في لوجستيات الطائرات من نوع قاذفات القنابل B-29 ، B-50 ، B-36 ، B-47 و B-58، و F-102 وF-106 وغيرها من طائرات النقل، بما في ذلك طائرة النقل الضخمة C-5 . ولتوفير المرافق الضرورية، لتحقيق هذه المسؤوليات، أُزيلت كل الحظيرة الباقية من الحرب العالمية الأولى من مكانها، وبُنِيَ مكانها حظيرة مساحتها حوالي 92000 متر مربع. وكانت أكبر بناء من نوعه في العالم لا تحمله أعمدة مركزية. كما بُنِىَ في قاعدة كيلي كل ما يواكب معطيات التقنية المتطورة، وعمليات الاستقبال المركزية المميكنة، وأنظمة "تزويد وقود" و"سحب وقود" تحت الأرض، وأنظمة معلومات حديثة، ومحطة شحن جوي أوتوماتيكية. وبالإضافة إلى المهمة التموينية، فإن قاعدة كيلي الجوية هي مقَرّ قيادة الأمن الإلكترونية Electronics Security Command، والخدمات الإخبارية للقوات الجوية، ووحدات الحرس الوطني والاحتياطي.

وفي العقدين الآخرين من القرن العشرين، ظهر تذمّر من سكان المنطقة المجاورة للقاعدة، يَسْنُدُه دعم بعض المكاتب العامة المهتمة بشؤون البيئة، والنشطة في ذلك، مثل: Public Employees for Environmental Responsibility، مفاد تذمّرهم أن القاعدة، بسبب تخلُّصها من كمّ هائل من النفايات السّامّة على مدى ما يقرب من قرن من الزمان، تسبّبت في تلوّث البيئة، مما أصبح يُرى أثره في الماء، والتربة. كما يرى بعض السكان أن تأثير هذا التلوث أصبح يُرى في الصحة العامة. نتج عن هذا التذمّر اختلاف وجهات النظر بين الجهات الرسمية المعنية. فأما وكالة حماية البيئة الأمريكية U.S. Environmental protection Agency  فأعلنت أن موقع القاعدة يحتل الأولوية الأولى في قائمة المواقع، التي تحتاج إلى تنقية وتطهير بيئي. ولذا، أنفقت القوات الجوية الأمريكية إلى شهر مايو 2000 ما يقرب من مائة وخمسين مليون دولار لإزالة التربة الملوثة، والمخلفات، والأدوات؛ وشيدت مرافق لمعالجة المياه الملّوثة، التي تجري على عمق ستة أمتار في باطن الأرض.

غير أن تقريراً أصدرته الوكالة الفيدرالية للمواد السامة والأمراض، عن الصحة العامة في الموقع، في عام 1999م، ذكر أن التلوث، الذي سببته قاعدة كيلي، لا يُحْدث خطراً صحياً معتبراً، رغم وجوده. وقد استطاعت الجهات النشطة في متابعة المشكلات البيئية، بمساعدة من الوكالة الفيدرالية لحماية البيئة، ومن حاكم ولاية تكساس، أن يقنعوا الحكومة الفيدرالية بجعل موقع القاعدة مكاناً يستحق الإعانة المالية من الحكومة الفيدرالية، فوافقت الحكومة الفيدرالية على أن تدعم برنامج تنقية الموقع وتنظيفه. وبحلول شهر ديسمبر من عام 2000، وصلت معظم وسائل التنقية إلى موقع القاعدة.

وفي أثناء المناقشات، التي حصلت بشأن تلوّث بيئة موقع القاعدة، أُنشئت لجنة باسم "لجنة تطوير كيلي العظمى" Greater Kelly Development Authority هدفها نقل ملكية كيلي من أيدي الحكومة الفيدرالية إلى أيدي سكان المنطقة المحليين. وقد تقرر فعلاً إغلاق قاعدة كيلي للقوات الجوية في 13 من شهر يوليه من عام 2001. وفي 26 من شهر يناير من عام 2000، أعلنت لجنة تطوير كيلي العظمى اسماً جديداً لقاعدة كيلي هو: "كيلي الأمريكية: مركز التجارة العالمية" Kelly USA; the Center for Global Business.

وقد استطاعت لجنة تطوير كيلي العظمى من استقطاب أسماء شركات مستثمرة كبرى مثل: شركة البوينج the Boeing Company، ولوكهيد مارتنLockheed Martin ، وبرات ووتني  Pratt Whityey ، وستاندرد أيرو Standard Aero.

وقد أجّرت لجنة تطوير كيلي العظمى نصف الأملاك، التي سلّمتها القوات الجوية لها، على بعض الاستثماريين، وأوجدت 2800 فرصة عمل، وتسعى إلى استحداث أكثر من 4500 وظيفة، أو استبقائها، وتعمل لجنة تطوير كيلي مع القوات الجوية على تسهيل نقل الموقع واستيعاب حوالي 21000 من العاملين في القاعدة. ومن ضمن الشركات، التي ستسكن كيلي التجارية، غير التي ذُكرت أعلاه، الشركات الآتية: ريل كار أمريكا RailCar America ، ورايدر لوجيستكس Ryder Logistics، وجنرال إليكتريك General Electric ، وسان أنطونيو كريديت يونيون San Antonio Credit Union، وكلارك فريت لاينز Clark Freight lines، وشركة أجهزة الأمن Safety Equipment Company، وخدمات آلن المحدودة AAR Allen Services، وشركات وودوارد Woodward.

هذا، ومع أن القرار صدر بإغلاق قاعدة كيلي للقوات الجوية، في 13 يوليه 2001، إلاَّ أن معظم قاعدة كيلي سيبقى، غير أنه سيعاد تنظيمه وإلحاقه بقاعدة لاكلاند للقوات الجوية  Lackland Air Force Base.