إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / مدرسة البحرية، مونتري، الولايات المتحدة الأمريكية









أولاً: نبذة تاريخية

أولاً: نبذة تاريخية

كانت فكرة إيجاد برنامج دراسات عليا لضباط البحرية قد برزت أول مرة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن الفكرة لاقت، في البداية، قليلاً من التأييد. وبعد اختراع جهاز ماركوني Marconi اللاسلكي عام 1901م، واختراع الأخوين رايت Wright Brothers للطائرة عام 1903م، ساد الاعتقاد أن التعليم المتقدم للضابط الأمريكي مفيد للبحرية، ونال الدعم المطلوب.

وفي 9 يونيه 1909م، أي بعد إكمال إبحار ما يسمى بالأسطول الأبيض العظيم، بأربعة أشهر، وتحطيم الرقم القياسي العالمي، وقع وزير البحرية جورج فون ماير George Von Meyer، الأمر العام رقم 27، الذي يؤسس، بموجبه، مدرسة الهندسة البحرية، في مدينة أنابوليس Annapolis في ولاية ميريلاند Maryland.

وهكذا، فإن هذا البرنامج الصغير، المكون من 10 طلاب من الضباط، واثنين من المدربين البحريين، أصبح، فيما بعد، مدرسة الدراسات العليا للبحرية، التي لا تزال تعمل إلى اليوم. ووضع أمر وزير الأسطول هذه المدرسة النامية تحت إدارة مشرف البحرية الأكاديمي، الذي كلفه بتأمين استخدام الطلاب والمدربين للمنطقة التعليمية لأكاديمية البحرية، ولا يشمل هذا تدريس صف الضباط البحريين. ونتج عن ذلك أن خصصت للمدرسة غرفتان: واحدة للدراسة، والأخرى للمختبر.

وخلال ثلاث سنوات، وافق ماير Meyer على اقتراح بتغيير المدرسة. ففي 31 أكتوبر 1912م وقع على أمر البحرية العام الرقم 233، الذي يقضي بتعديل المدرسة لتسميتها قسم الدراسات العليا في المدرسة البحرية. ووضع الأمر دورات دراسية في المعدات الحربية، وعلم المدفعية، والهندسة الكهربائية الخاصة باللاسلكي، وبناء الأسطول البحري، والهندسة المدنية، إضافة إلى الاستمرار في تقديم البرنامج الأصلي في الهندسة البحرية. ومع المنهج المضاف، زاد عدد الطلاب الملتحقين بالمدرسة إلى 25 ضابطاً، ممن التحقوا بها بعد أن أنهوا دراستهم الأكاديمية في جامعات مدنية، مثل: ييل Yale، وهارفارد Harvard، ومعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا Massachustts Institute of Technology، وجامعات جون هوبكنز Johns Hopkins، وكولومبيا Columbia.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، عين قائد البحرية إيرنست كينج Ernest King، رئيس عمليات البحرية، والقائد الأعلى للأسطولين في الأطلسي وفي الباسيفيكي، لجنة لمراجعة دور الدراسات العليا في البحرية. وكانت التوصيات، التي جاءت من هذه اللجنة، لجنة باي Pye، التي لها مصداقيتها، لدى قيادة البحرية والكونجرس. وفي عام 1945م، أقر الكونجرس تشريعاً، يجعل المدرسة معتمدة، ويُعترف بها في منح درجات عليا. وبعد عامين، تبنى الكونجرس تشريعاً آخر، يفوض بشراء مقر مستقل للمدرسة.

وقام فريق، بعد انتهاء الحرب، بفحص أكثر من 25 موقعاً على طول البلاد وعرضها، وأوصى بأن يكون موقع فندق ديل مونت Del Monte Hotel، القديم، موقعاً لمدرسة الدراسات العليا للبحرية. وانتقلت البحرية إلى مدينة مونتري Monterey، في ولاية كاليفورنيا، خلال الحرب العالمية الثانية، واستأجرت هذا الفندق، في أوائل عام 1943م، مدرسة للطيران، ثم استعمل المرفق لبرامج تعليمية أخرى. وأدت المفاوضات مع شركة أملاك فندق ديل مونت، إلى شراء الفندق مع حوالي 2.6 كيلومتر مربع من الأراضي المحيطة، بمبلغ 1.3 مليون دولار.

في ديسمبر 1951م، في خطوة لم تعهد قط في تاريخ الأكاديميات، انتقلت مدرسة الدراسات العليا للبحرية بكل جهازها، وطلابها، الذين كان عددهم 500 طالب، وأساتذتها، الذين كان عددهم 100 عضو، ومكتبتها، ومعدات البحوث فيها، إلى موقعها الحالي في مدينة مونتري .

وكان الأدميرال إرنست إدوارد هيرمان Ernest Edward Herrmann، هو الذي أشرف على الانتقال، الذي بعث روحاً جديدة في جهود البحرية، لكي تتقدم بعلوم البحرية وتقنيتها.

وازداد طلاب المدرسة، من ذلك الوقت، إلى أن وصل عددهم إلى 1800 طالب، يمثلون كل فروع قوات الدفاع الأمريكية، وخفر السواحل، والإدارة الوطنية للمحيطات والبيئة، وخدمات أكثر من 25 دولة حليفة. واليوم، تقدم المدرسة أكثر من 40 برنامجاً دراسياً، في تخصصات متعددة، مثل الهندسة التقليدية، والعلوم الطبيعية، وبرامج علوم الفضاء المتطور تطوراً سريعاً.

إن برنامج الدراسات العليا في مدرسة البحرية مدعوم مالياً دعماً كاملاً، ويقدم للضباط المتميزين، الذين حققوا أداءً مهنياً مثالياً، والذين توصي بهم جهات عملهم توصية قوية، والذين لديهم الاستعداد الذهني للاستفادة من هذا البرنامج، والذين لديهم تأسيس علمي قوي.

ويأتي معظم أعضاء هيئة التدريس في هذه المدرسة من القطاع المدني، وتمثل المؤسسات التعليمية، التي يأتون منها، تنوعاً عريضاً في البرامج، والاهتمامات، وموضوعات التخصص. ومعظم أعضاء هيئة التدريس من حملة شهادة الدكتوراه، إذ تزيد نسبتهم على 99%. والتفاعل بين الأساتذة وطلابهم عالي المستوى، وهذا يبني في الطلاب ذهنية جيدة وقوية، ويؤسس برنامجاً علمياً متماسكاً، يمنح درجات علمية عالية، في حقول مختلفة، ويعين على تحقيق كل هذا أن نسبة الطلاب إلى المدرسين بمعدل 4 طلاب لكل مدرس واحد. يضاف إلى هذا أن ولاية كاليفورنيا منطقة تعليمية خصبة، وبخاصة في المناطق المجاورة للمدرسة، حيث توجد مؤسسات تعليمية مدنية متنوعة ومتيسرة للقطاع العسكري الموجود في منطقة مونتري . فهناك مثلاً:

1. معهد مونتري للدراسات الدولية The Monterey Institute of International Studies، الذي يقع في وسط مدينة مونتري ، ويفتح أبوابه للطلاب العسكريين.

2. جامعة تشابمان Chapman University، التي تقدم برامج دراسية مسائية للطلاب الجامعيين، ولطلاب الدراسات العليا، في العلوم العقلية.

تقع مدرسة الدراسات العليا للبحرية في مدينة مونتري، في ولاية كاليفورنيا. و مونتري هذه هي جزء من شبه جزيرة مدينة ، التي تقع على بعد مائتي كيلومتر إلى الجنوب من مدينة سان فرانسسكو San Francisco. وتقع المدينة الجامعية لمدرسة الدراسات البحرية على شاطئ المحيط الهادي، وتبلغ مساحتها حوالي 2.6 كيلومتر مربع. أما مرافق الجامعة الرئيسة فتبلغ مساحتها أكثر من نصف كيلومتر مربع. ويوجد من بين مرافق المدرسة، أكثر من 1500 وحدة سكنية للأفراد. وفي مبنى هيرمان هول Herrmann Hall ، 181 غرفة، تشغلها إدارة المدرسة من الموظفين الدائمين والمؤقتين. وبها قاعة كنج هول King Hall للمحاضرات، التي تحوي 1.332 مقعداً.

وتستضيف مدرسة الدراسات العليا للبحرية 19 قيادة، تسكن في المقر الرئيسي للمدرسة، أو في مواقع أخرى من شبه جزيرة مونتري . وتوجد في المدرسة سلسلة متكاملة من خدمات المكتبة والبحث، ففيها مثلاً، مكتبة دودلي بوكس Dudley Knox، التي تحوي وثائق، يُحظر على العامة الاطلاع عليها. وفيها خدمات حاسوبية مصونة ومحميّة.