إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست THE ROYAL MILITARY ACADEMY SANDHURST، المملكة المتحدة




المبنى القديم وساحة العرض
بعض المباني
حدائق وبحيرات





نشأة الأكاديمية

أولاُ. نشأة الأكاديمية، وأهدافها

1. نشأة الأكاديمية

تأسست الأكاديمية العسكرية الملكية The Royal Military Academy في أبريل 1741، بموجب مرسومٍ ملكي، صادر عن الملك جورج الثاني George II، بناءً على طلب من جون John، الدوق الثاني لمونتاجيو Montague، الذي كان يشغل، آنذاك، منصب القائد العام للذخيرة والعتاد الحربي Master General of Ordnance، بتأسيس أكاديمية أو مدرسة، تُخصص لها الأموال، ويوفر لها الدعم، لتعليم الطلاب الجدد والضباط حديثي التخرج، العلوم الرياضية اللازمة لتأهيلهم للخدمة في سلاحي المدفعية والمهندسين.

كان مقر الأكاديمية الأصلي في وولويتش وارين Woolwich Warren، وكانت، في ذلك الوقت، جزءاً من المجمع العسكري الكبير، الذي كان يضم الترسانة الملكية Royal Arsenal، ومستودع المدفعية الملكية Royal Artillery Depot. وقد شهد هذا المكان، قبل ذلك بعشرين عاماً، بناء مدرسةٍ لتعليم الطلاب العسكريين فنون المدفعية، ولكنها لم تستمر. وجديرٌ بالذكر، أن مدلول مصطلح "المدفعية" آنذاك، لم يكن قاصراً على "المدافع"، بل كان يشمل، كافة النواحي الفنية في الجيش.

قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة، تقرر نقل الأكاديمية العسكرية الملكية من وولويتش، إلى ساندهيرست، ودمجها مع الكلية العسكرية الملكية The Royal Military College. وقد أُغلقت المؤسستان عند إعلان الحرب في سبتمبر 1939، وأصبحت ساندهيرست مقراً لوحدة تدريب الطلاب الضباط، إلى أن أنشئت الأكاديمية الحالية عام 1947.

كانت الكلية العسكرية الملكية، تشتمل في الأساس على قسمين؛ قسم القدامى The Senior Division، وأنشئ عام 1799، في مدينة هاي وايكومبي High Wycombe، شمال غربي لندن، لتدريب الضباط المعينين بأفرع الجيش المختلفة، ويقع مبناه في الركن الجنوبي الشرقي من ساندهيرست. وقسم المستجدين The Junior Division، وقد نقل إليها عام 1812، بعد أن ظل بمدينة مارلو، منذ إنشائه، عام 1802. وكان الغرض من إنشائه تدريب الطلاب عسكرياً وتعليمهم أكاديمياً، على مثل ما يحصل عليه نظرائهم، من ضباط المدفعية وسلاح المهندسين، من خريجي الأكاديمية العسكرية الملكية. وقد استقرت الكلية العسكرية الملكية، في موقعها الحالي، عام 1858، بعد تنقلها بين أماكنٍ عدة، وأُطلق عليها كلية الأركان Staff College، وأصبحت مؤسسة مستقلة تماماً.

يُعد اللواء جون جاسبارد لي مارشانت Major General John Gaspard Le Marchant، هو مؤسس الأكاديمية العسكرية الملكية، وأول رئيسٍ لها. وقد قُتل أثناء قيادته لسلاح الفرسان، في المهمة التي حققت لبريطانيا العظمى النصر في معركة سلمانكا Salamanca، عام 1802. وهي المعركة التي دمر فيها جيش القائد البريطاني ويلينتجون Wellington، أسطورة الجيش الفرنسي، الذي لا يُقهر. وتتمثل آثار مارشانت الحقيقية في مباني ساندهيرست، التي أشرف بنفسه على وضع قواعدها، قبل الخروج، في آخر حملاته. وقد خُلَّد اسمه في مبنى "لي مارشانت" Le Marchant House، مقر الإقامة الرسمي، للقادة المساعدين بالأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست، ويقع المبنى في الناحية الغربية من مبنى الكلية القديمة Old College.

بلغت المساحة التي حصل عليها مارشانت لكلية ساندهيرست، 450 اكرا[1]، من الأرض التي تكسوها الأشجار الخفيفة، والغابات الرملية (ومن هنا جاء اسم المنطقة ـ ساندهيرست). وكانت تلك المساحة تضم طاحونة مائية water-mill، ومنزل ريفي صغير، لرئيس الوزراء، آنذاك، ويليام بيت الأصغر William Pitt the Younger. كان بيت خبيراً اقتصادياً مشهوراً، وعندما اشترى الأرض من أحد أقربائه، قبل بيعها، بوقت قصير، للكلية بسعر مرتفع، قيل إنها كانت صفقةً عقارية. وأيّاً كانت صحة ذلك، فقد هُدمت طاحونة المياه، ووُسعت بِرْكَتُها وأصبحت بحيرة، أضفت جمالاً على المكان بأكمله. وتُعد هذه البركة، بما فيها من بطٍ بريّ وأوزٍ كندي وطائر الغطاس، وغير ذلك من الطيور المائية، من البقع الخلابةِ في المنطقة. (اُنظر صورة الحدائق والبحيرات)

2. الكلية القديمة

استغرق بناء المبنى الأساسي للكلية العسكرية الملكية (الكلية القديمة) أحد عشر عاماً، على الرغم من أن السنوات الست الأولى خُصصت لإعداد طوب البناء، الذي كشف الفحصُ أنه لم يكن حسب المواصفات المطلوبة. طالب المقاول، ألكسندر كوبلاند Alexander Copland، بمزيد من الأموال، للانتهاء من العمل. أُحضرت مواد بناءٍ إضافية عن طريق قناة باسنجستوك Basingstoke Canal، إلى مدينة فريملي وارف Frimley Wharf المجاورة، وسُلمت الكلية في 1812. (اًنظر صورة المبنى القديم وساحة العرض)  

صمم المخططات الأساسية للكلية، المهندس المعماري المعروف جيمس ويت  James Wyatt (1745 - 1813) الذي كان يعمل، في ذلك الوقت، مسّاحاً عاماً، ومراقب أعمال مشهور. ومن المباني العسكرية التي شيدها ويت، مباني الأكاديمية العسكرية الملكية في وولويتش، ومستودع المدفعية الملكية. وقد ضمت الرسومات الأولي مبنى من طابقين ورواق مركزي. وقد كان هذا المخطط أساس التصميم النهائي، الذي وضعه المهندس المعماري جون ساندرز John Sandrs، (عام 1768 ـ 1826)، الذي كان يعمل حينذاك في قسم الثكنات العسكرية بوزارة الحربية.

يتألف الرواق، المعروف بالمدخل الكبير Grand Entrance، من ثمانية أعمدة ضخمة، مصممة على الطراز الدوري[2] Doric، وقوصرة[3]، تضم دائرة نُقش عليها مونوجرام[4] الملك جورج الثالث George III، يعلوها التاج، ويحيط بها دائرة صغيرة، تحمل "شعار جارتر"Garter Motto، الذي تقول كلماته: "خاب وخسر من أراد به سوءاً Moni Soit Qui Mal Y Pense". وعلى جانبي المدخل، تمثالان لمارس Mars، ومينيرفا Minerva، إلها الحرب والحكمة عند الرومان. ويوجد أسفل الأعمدة، مجموعتان من الدرج، تتألف كل مجموعة من خمس درجات، يصعدها الخريجون، على إيقاع الأغنية الإسكتلندية Auld Langs Syne، في ختام عرض السيادة Sovereign's Parade (الاسم الذي أطلقه الملك جورج السادس على عرض الخريجين، في 1948).

يصف الأمير خالد في كتابه هذا العرض، فيقول: "وفي طوابير العرض، يقوم طلاب الأكاديمية وهم في أحسن مظهر وفي نسق استعراضي منتظم، بإبراز مهاراتهم التي تدربوا عليها بقيادة أركان حرب الكلية. فتمر الصفوف بالخطوة البطيئة في دورة كاملة على إيقاعات الموسيقى العسكرية، ويلي ذلك دورة أخرى بالخطوة المعتادة. ويتقدم الطلاب المتخرجون، بعد ذلك، في صفوف متوالية متجهين نحو المبنى الرئيسي ومن خلفهم أركان حرب الكلية ممتطياً صهوة جواده الأشهب الشهير. ويصعد هذا الموكب المهيب الدرجات العريضة للمدخل الرئيسي، فيلج الجميع، وما أن يكتمل ولوجهم المبنى حتى تغلق البوابة الرئيسية. فيصبح هؤلاء الطلاب بذلك ضباطاً." وتعود عادة امتطاء أركان حرب الأكاديمية صهوة جواده الأشهب، صاعداً الدرج، في ختام العرض، إلى عام 1927، مع أن بعض المراجع ترجح أنها تعود إلى قبل ذلك. ولا يوجد تفسير محدد لهذا التقليد.

ويوجد على كل جانب من جانبي الدرج مدفع نحاسي، من المدافع التي اُستخدمت في معركة ووترلو Battle of Waterloo، أحضرهما الأمير ريجنت Prince Regent (الذي أصبح فيما بعد الملك جورج الرابع George IV). كما يوجد بالمدخل الكبير، حوامل حديدية للمصابيح، تزينها رؤوس الأُسد وبراثنها، ودرابزينات، كانت تُستخدم، في الواقع، كمساند للرماح. وقد درج استخدامها لحفظ الرماح التي كان يحملها رقباء من المشاة والمدفعية، حتى بداية القرن التاسع عشر.

وهناك قاعة تشرشل Churchill Hall، التي تخلد واحداً من أشهر خريجي أكاديمية ساندهيرست، وهو السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل Sir Winston Leonard Spencer Churchill، رئيس وزراء بريطانيا، أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد تخرج تشرشل في ساندهيرست عام 1894، وكان هو الوحيد، بين رؤساء الوزراء البريطانيين، الذي تخرَّج من ساندهيرست. وقد افتتحت ابنة تشرشل، السيدة سومز Mrs Soams، هذه القاعة، التي تسع 1200 شخص، عام 1970. وهي عبارة عن مبنى، يأخذ شكل مثلث متساوي الأضلاع، طول كل ضلعٍ منه 128 قدم، وتنحني الأضلاع، إلى الداخل، نحو مركز المثلث. ويدعم الجزء الأكبر من السقف، إطارٌ مكوّن من ثلاثين عارضة خشبية، متقاطعة، تأخذ أشكالاً مثلثة ومستطيلة. ويوجد على اللوحة الخارجية، المعلقة على الأبواب الرئيسية، لوحة ملونة كبيرة بالأوسمة، التي حصل عليها السير ونستون تشرشل. وقد صُنعت هذه اللوحة في ورش الفرقة 40، التابعة لسلاح المهندسين، التي كانت تساند الجيش البريطاني في ألمانيا.

كما يوجد بالميدان، المبنى الشرقي، الذي شُيد في 1969، ويضم كلية النصر Victory College. وقد صمم هذا المبنى الحديث، السادة جولينز، وميلفين، وورد وشركائهم Messers Gollins, Melvin, Ward & Partners. وقد نالوا عليه جائزة جمعية الخرسانة Concrete Society Award، عن أفضل مبنى خرساني لذلك العام.

وقد صُنعت جميع مكونات البناء الأفقية والرأسية، والأرضية، والسقف، والأعمدة، وقباب السقف، وقواعد الأعمدة، من الخرسانة الطبيعية. كما أن الأرضيات الرئيسية، مغلّفة بخرسانة سابقة التجهيز، تكسوها مجموعة من الألواح الرمادية الداكنة. والمراد من هذا كله، محاكاة تناسق وحجم مبنييّ الكلية السابقين. ويوجد داخل المباني، عدد من اللوحات الزيتية وغيرها من الأشكال الأنيقة، التي تضفي على المكان جواً من الشعور بالأصالة وعظمة الماضي. (اًنظر صورة بعض المباني)

3. أهداف الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست

أ. تهدف ساندهيرست إلى إعداد قادة المستقبل، ومن ثم تُعدّ القيادة هي محور جميع المناهج الدراسية بالأكاديمية، وشعار الأكاديمية هو "اجتهد لتقود".

ب‌.  يدرس كافة الطلاب، نفس البرامج التدريبية، والعلمية، أيّاً كانت طريقة التحاقهم بساندهيرست.

ج‌.  لقد تغيرت طبيعة الصراع في العصر الحالي تغيراً جذرياً، وكان على أكاديمية ساندهيرست تطوير برامجها، للوفاء بما يستجد من متطلبات، يجب توفرها في الضابط.

د‌.   يجب أن يكون الضابط، على دراية تامة بالظروف السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، التي تسود العالم، وأن يكون مستعداً للعمل في أي بقعة من المناطق التابعة لحلف شمال الأطلسي، وأن يكون على استعداد للانتقال، خلال وقتٍ قصير من تلقيه إشعار بذلك، إلى أي مكان في العالم، تتهدد فيه المصالح القومية البريطانية، أو للقيام بمهام الإسناد لعمليات الأمم المتحدة.

 

 



[1] مقياس للمساحة يساوي 4840 ياردة مربعة أو نحو أربعة آلاف متر مربع

[2] اقدم وابسط الطرز المعمارية الإغريقية

[3] مثلث في أعلى واجهة المبنى

[4] علامة ترمز إلى شخص ما، وتتألف من أحرف اسمه الأولى مكتوبة على نحو متشابك