إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ White Sands Missile Range، الولايات المتحدة الأمريكية









3

3. أهمّ الهيئات المشرفة على ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ

للنهوض بمختلف المهامّ التي تحددها وزارتا الدفاع والجيش، فإن هناك هيئات إدارية مختلفة تتوزّع بينها مهمّة الإشراف على ميدان وايت ساندز وإدارته.

فهناك أوّلاً مديرية العمليات الخاصة بميادين الرماية الوطنية The National Range Operations Directorate "NRO" ، وتتولى مهمة التخطيط للمهام الخاصة بميادين الرماية في الولايات المتحدة وتنفيذها. كما تدير العمليات الجارية فوق ميدان الرماية والنشاطات المساندة التي تصاحبها، كجمع المعلومات مثلا؛ كما تضع برنامجًا للعمليات التي تنفّذ فوق ميدان الرماية، وطرق استخدام الموارد المتاحة فيه.

وهناك أيضا مديرية اختبار المعدات the Materiel Test Directorate "MTD"، وهي بمثابة القلب المسيّر للتجارب التي يتمّ تنفيذها في ميدان وايت ساندز. وتقوم باختبار أنظمة الصواريخ والمعدات والتجهيزات التابعة للجيش الأمريكي، وتقييم كفاءتها ميدانيًّا وفي داخل المختبرات.

أما مديرية تطوير الأجهزة والمعدات the Instrumentation Development Directorate "IDD"، فهي التي تتولى توفير الأدوات والمعدات والتسهيلات التي تقوم عليها التجارب والاختبارات التي تنفذ داخل ميدان الرماية. كما تتولّى عمليّات التخطيط، والبحث، والتصميم الهندسي، والتطوير، والاقتناء، والتركيب، والتدريب، الضرورية لتكون تجهيزات ميدان الرماية مواكبة لاحتياجات المستخدمين.

ومن جهتها، تتولى مديرية المعلومات "the Directorate of Information Management "DOIM الإشراف على كل المسائل ذات الصلة بتوزيع المعلومات داخل ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ، من أنظمة كمبيوتر، ومكتبات، وتوزيع للبريد. كما تتولى توفير الخبرات اللازمة لأشغال الهندسة، والتعديل، والتركيب، والتشغيل، والصيانة، ذات العلاقة بالاتصالات، والتشغيل الآلي، والمعلومات المرئية، والتوثيق والنشر، وكل ما يحتاجه مستخدمو ميدان الرماية على اختلافهم.

وأما مديرية العمليات الجوية العسكرية the Army Air Operations Directorate "AA"، فتتولى الإشراف على عمليات الاستطلاع الجوّي، وعمليات الإنقاذ الجوّي aerial recovery ، وعمليات المساندة الإدارية لمهام الطيران التي تنفذ فوق ميدان وايت ساندز.

وهناك أيضا مديرية الإشراف على التقنيات التطبيقية وتقنيات الاختبار والمحاكاة the Directorate for Applied Technology, Test and Simulation "DATTS"، التي تشرف على واحدة من أكمل التشكيلات التي لدى وزارة الدفاع الأمريكية في مجال تكوين بيئة مصطنعة مناسبة لاختبار الأسلحة النووية. ومن بينها، على سبيل المثال، فرن يعمل بالطاقة الشمسية يستطيع تركيز الأشعة الشمسية على المواد التي يتمّ اختبارها إلى درجة حرارة قد تبلغ 5000 درجة فرنْهَيتية.

وأخيرا هناك ميدان التجارب الإلكترونية التابع للجيش الأمريكي the U. S. Army Electronic Proving Ground "EPG"، الموجود بفورت هواتشوكا Fort Huachuca بولاية أريزونا Arizona، والذي تحوّل إلى ميدان رماية لاختبار الصواريخ منذ عام 1994م. وتتمثل وظيفته في دعم جهود التطوير من خلال إجراء تجارب على الأنظمة الإلكترونية الجديدة، بما في ذلك أجهزة التسيير، والتّحكّم، والاتّصال، والتّجسّس (C4I)، والحرب الإلكترونية.

ما الجهات التي تستخدم ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ؟

هناك عدة جهات أو هيئات تتقاسم الحضور فوق ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ، كما تتقاسم جملة التسهيلات المتوفرة على أرضه، وهي كالتالي:

أ.  فرقة الأسلحة التابعة للمركز الأمريكي للتقنيات الحربية البحرية والجوية

U. S. Naval  Air Warfare Center Weapons Division "NAWC"

وتمثل هذه الفرقة محور البرامج التي تقوم بتنفيذها البحرية الأمريكية في مجال تطوير الصواريخ والمدافع والطاقة الموجّهة directed energy. وقد استقرّت هذه الفرقة وبدأت عملها في ميدان وايت ساندز منذ عام 1946م. وتقوم اليوم، في مقرها المعروف باسم USS Desert Ship "LS -1" المقام داخل نطاق الميدان، باختبار أنظمة جديدة للأسلحة البحرية السطحية. كما تُدير برنامج أبحاث حول الصواريخ تقدّم من خلاله دعمًا، عن طريق صواريخ السبر sounding rocket التي تطلقها، لوكالة نازَا للأبحاث الفضائية، والمختبر الجيوفيزيائي التابع للقوات الجوية الأمريكية، ومختبر الأبحاث التابع للبحرية الأمريكية، ومنظمة الدفاع ضدّ الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى عدد من الشركات التجارية الأخرى. وعلاوة على ذلك، تدير الفرقة برنامج أبحاث لتطوير أشكال الاستفادة من أشعة الليزر ذات الطاقة العالية؛ وكان من ثمرات ذلك البرنامج ابتكار نظام الليزر الكيميائي المتطور العامل بالأشعة المتوسطة تحت الحمراء the Mid Infrared Advanced Chemical Laser، وكذلك نظام توجيه الحُزَم الإشعاعية المعروف باسم SEALITE Beam Director.

ب. وكيل وزارة القوات الجوية الأمريكية

الذي يمثّل وزارتَه في هيئة القيادة العامة التي تشرف على ميدان وايت ساندز. فهو بمثابة الراعي، من خلال موقعه هذا، لجميع الأبحاث الجارية في ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ، والتي تتصل بالقوات الجوية وبرامج تطويرها. ويتولى مكتبه تنسيق مختلف الاحتياجات التي تتطلبها تلك البرامج مع الهيئة المشرفة على الميدان، كما يتولى إعداد المواد الوثائقية اللازمة حول البرامج الجارية أو التي تمّ تنفيذها في ميدان الرماية، والتي يحتاجها مستخدموه. كما أنّ وكيل وزارة القوات الجوية الأمريكية أخيرًا هو الجهة التنفيذية في ميدان وايت ساندز في كل ما يتصل بالإدارة الفدرالية للطيران Federal Aviation Administration "FAA"، وإليه تعود مسؤولية التحكم في الفضاء الجويّ المحظور فوق ميدان الرماية وإدارة استخدامه.

ج. مديرية محيط الميدان الحربي The Battlefield Environment Directorate BED

وتُعدّ واحدًا من مختبرات الأبحاث التابعة للجيش الأمريكي، ومن أهمّ الهيئات الممثّلة في ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ، وذلك منذ عام 1946م، حين كانت تابعة لسلاح الإشارات في الجيش الأمريكي، وشاركت في برنامج الأبحاث التي أجريت حول الصواريخ الألمانية من نوع V-2، من خلال ما قدمته لذلك البرنامج من دعم بالرادارات ووسائل الاتصال. وتتمثل مهمتها الحالية في الإشراف على أبحاث هدفها تحقيق الفاعلية القتالية والاستراتيجية القصوى عبر العالم من خلال العمل المتواصل على تحسين المنتجات ذات العلاقة بالفضاء الجويّ atmospheric related products ، والتي يحتاجها الجيش.

د. فرقة الأسلحة الإلكترونية Electronic Warfare Division

التابعة لمديرية تحليل مدى نجاعة الأسلحة وقابليتها للصمود Survivability/ Lethality Analysis Directorate. وتتولى هذه الفرقة منذ عام 1952م دراسة كل أنواع الصواريخ وغيرها من الأسلحة التي بحوزة الجيش الأمريكي، والتي تتأثر بالأشعة الكهرمغناطيسية، لتحديد مدى قابليتها للصمود أمام مختلف الأنظمة الالكترونية. ومن مهامّها الرئيسية الأخرى كذلك تتبّع الأنظمة الصاروخية الأجنبية التي قد تشكل خطرًا قتاليًّا على الجيش الأمريكي، لاكتشاف مواطن الضعف فيها.

هـ. الوكالة القومية لأبحاث الفضاء National Aeronautics and Space Administration (NASA)

وهي من الجهات التي بدأت حديثًا في استخدام التسهيلات المتوفرة في ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ. فهناك أجرت الوكالة تجاربها الأولى على أنظمة الإنقاذ المتصلة ببرنامجها لإرسال الإنسان إلى القمر ثم إعادته إلى الأرض. ثم تحوّل نشاطها مؤخرا إلى برنامج المكوكات الفضائية، وما يتصل به من أبحاث لاختبار المحرك الصاروخي للمكوك، ومكوّناته، والمواد المستخدمة فيه، وتطويرها. كما أن ملاّحي المكوكات الفضائية يتدرّبون فوق مدرّج نورثروب (الذي أصبح يدعى الآن "ميناء وايت ساندز الفضائي" White Sands Space Harbor) على عمليات الهبوط، مستخدمين في ذلك طائرة نفّاثة تحاكي مميزات الطيران المتوفرة في مكوك الفضاء. كما أن المحطة الأرضية لنظام الأقمار الصناعية الخاصة برصد المعلومات وترحيلها، والتابعة للوكالة  the NASA Tracking and Data Relay Satellite System (TDRSS) موجودة من بين التسهيلات التي تشرف عليها الوكالة فوق ميدان وايت ساندز للرماية واختبار الصواريخ.

و. قيادة التحليل Analysis Command

المتفرّعة عن قيادة التدريب والسياسات التابعة للجيش الأمريكي The US Army Training and Doctrine Command (TRADOC)،  وتستخدم في ميدان وايت ساندز فريقَ عمَلٍ ذا كفاءة تقنية عالية. ويستخدم ذلك الفريق أنواعًا من الوسائل التحليلية، بما في ذلك أساليب المحاكاة simulation التي تتيحها رسومات الحاسب الآلي والتجهيزات المصاحبة المتوفرة لديه، وذلك لاختبار مختلف أنظمة الأسلحة ضمن سيناريوهات وظروف تهديد متنوّعة. ويتمّ بعد ذلك تحليل النتائج وتقييم أنظمة الأسلحة التي تمّ اختبارها باعتبار مدى فاعليتها مقارنة بالتكلفة. كما يقوم فريق العمل التابع لهذه القيادة بدور رائد في تطوير أنظمة الأسلحة وتحليلها من الناحية التكتيكية. ولتلك القيادة أيضا دور في تحليل مدى فاعلية أنواع التدريب المختلفة المتّبعة في شتّى قطاعات الجيش الأمريكي.