إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / ميناء ينبع التجاري، المملكة العربية السعودية





عدد البواخر الواصلة
حمولة البواخر الواصلة
المواد الغذائية الواصلة
الأسمنت الوارد
مواد الإنشاء الواردة
حجم المعدات الواردة
حجم البضائع العامة الواردة

المملكة العربية السعودية



مقدمة

مقدمة

تقع شبه الجزيرة العربية في مكان إستراتيجي بين ثلاث قارات من العالم القديم وهي: أوروبا، وأفريقية، وآسيا، (اُنظر خريطة المملكة العربية السعودية) وقد أتاح هذا الموقع الجغرافي الفريد لهذه المنطقة أن تكون إحدى المناطق المهمة في العالم. فشهدت الهجرات البشرية من الساحل الشرقي لأفريقية إلى آسيا، كما شهدت انتقال بعض السكان إلى الشرق، أي إلى الخليج العربي وإلى بلاد السند والهند، ومنها إلى جنوب شرق آسيا بقصد التجارة، وقد كان للموانئ، التي تقع على ساحل البحر الأحمر، دور في الاتصال والاتجار بين أفريقية وهذه البلاد، والموانئ الواقعة على الخليج العربي حلقة وصل بين المنطقة الممتدة غرب الخليج وبين بلاد بعيدة في عمق قارة آسيا. وهذه المنطقة حلقة وصل بين المحيط الهندي والبحر المتوسط وأوربا منذ القدم ولقد كان للموانئ الواقعة على البحر الأحمر، مثل: (حقل، وضبا، والوجه، وأملج، ورابغ، والليث، والقنفذة) أهمية كبرى لارتباطها تاريخيًا بالتجارة وشحن السفن مع الموانئ الأخرى مثل: (جدة، وينبع، وجازان، والسويس، وعدن، وسواكن، لفترة طويلة من الزمن)، ولم ينقطع هذا الارتباط أو يضعف إلاّ عندما نهضت موانئ جدة، وينبع، وجازان، التي أصبحت، فيما بعد، من أعظم موانئ حوض البحر الأحمر، وارتبطت بشبكة متطورة من الطرق البرية الحديثة.

وقد أشارت الدراسات التاريخية إلى أن الساحل الغربي السعودي قد شهد خلال العصور القديمة قيام فرضات استخدمت لأغراض عسكرية أو اقتصادية نظرًا لاعتبارات الموقع النسبي المهم وغنى التجارة المرتبطة بالطريق البري القديم (طريق البخور)، الذي كان يربط بلاد اليمن السعيد، وبلاد الشام، ومصر. وقد كانت هذه الفرضات البحرية معابر، أو همزات وصل على الطريق التجاري البحري.

وخلال القرون الخمسة الأولى قبل ظهور الإسلام أصيبت الفرضات الشمالية بشيء من الجمود والركود، والتدهور، بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية، والسياسية في الجنوب الغربي، وتغلغل النفوذ الفارسي في اليمن، وانتقال مركز الثقل السياسي إلى العرب الشماليين في العراق والشام وبعد ظهور الإسلام عاد النشاط للموانئ الغربية للجزيرة العربية حينما أرسل عمرو بن العاص ـ بناء على طلب من الخليفة عمر بن الخطاب، t ـ سفنًا محملة بما يحتاجه أهل المدينة، ووصلت إلى ساحل الجار، ومنذ ذلك الحين أصبحت الفرضة الرئيسة للمدينة المنورة، وذاعت شهرتها حتى أصبح البحر الأحمر يعرف ببحر الجار. وأصبح ميناء الجار مركزًا لتفريغ السفن الآتية من مصر وبلاد الحبشة، واليمن، والصين، وميناء للحجيج والزيارة، أيضًا. ويعتقد المؤرخون أن موقع الجار يمثله اليوم الموضع المعروف باسم (الرايس).

وفي أوائل القرن السادس الهجري بدأ يضمحل ميناء الجار (الرايس) وصار حجاج مصر يركبون البحر من عيذاب إلى ميناء جدة، وبانتهاء أهمية ميناء الجار بدأت (ينبع) تظهر كفرضة بحرية مهمة حينما كانت بلاد الحرمين تحت سيطرة الأيوبيين.

ومنذ خلافة عثمان، t ـ عام 26هـ، حولت الإمدادات الاقتصادية الخاصة بمكة والمناطق المحيطة بها من فرضة الجار إلى فرضة جدة. وقد برزت في الجنوب من الساحل (تهامة عسير)، فقامت عدة فرضات بحرية قديمة أهمها: الشرجة التي تقع إلى الشمال من مصب وادي جازان، و(عثر) إلى الجنوب منه.

وبانتقال الحكم الإسلامي إلى دمشق وبغداد فيما بعد، تدهورت أهمية موانئ البحر الأحمر. لكن شق قناة السويس عام 1869م أعاد لموانئ البحر الشرقية الأهمية. وقد حافظت كل من (جدة، وينبع، وجازان) على أهميتها كموانئ ومنافذ للمنطقة بنسب متفاوتة.

ومن أهم العوامل التي أدت إلى تطور الموانئ في المملكة العربية السعودية، ما يلي:

1. توحيد أطراف الجزيرة العربية عام 1932م، وقيام المملكة العربية السعودية، الذي أتاح لهذه البلاد ساحلاً ممتدًا من العقبة الأردنية شمالاً إلى ميدي اليمنية جنوبًا. وقيام موانئ مهمة أبرزها ينبع، وجدة، وجازان، وبعض الموانئ الصغيرة. وأتاح لها كذلك ساحلاً ممتدًا من حدود الكويت شمالاً إلى حدود دولة قطر، وأبو ظبي جنوبًا، وقيام موانئ الدمام، ورأس تنورة، والجبيل، وبعض الموانئ الأخرى.

2. الأهمية الإستراتيجية لهذه الموانئ سواء منها الواقعة على ساحل البحر الأحمر لوقوعها على طريق قناة السويس، وخطوط الملاحة البحرية المنتظمة، أو الواقعة على الخليج العربي، والتي ترتبط بعمق قارة آسيا وموانئ الخليج العربي.

3. التطور في شبكة النقل البرية الأمر، الذي سهل ارتباط هذه الموانئ بالأجزاء الداخلية من البلاد.

4. اكتشاف البترول في شرق المملكة العربية السعودية، وما رافق ذلك من تغيير كبير في الظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ظهرت نتائجه عبر أحجام الواردات للبلاد من السلع والتجهيزات.

5. الأهمية الدينية للمملكة العربية السعودية، إذ شرفها الله بوجود الأماكن الإسلامية المقدسة، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والتي يأتيها الحجاج والزوار سنويًا بأعداد متعاظمة سنة بعد أخرى، بفضل تطور وسائل النقل ولاسيما البواخر، الأمر الذي أدى إلى زيادة أهمية الموانئ السعودية الرئيسة منها والثانوية.

وإن أهم الموانئ في المملكة العربية السعودية التي ظهرت بعد توحيد البلاد (جدة، والدمام). وكلاهما أدخلا في مشروعات التوسعة منذ عام 1375هـ، كما أن هناك موانئ جازان، وينبع، والخبر، والقنفذة.