إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / ميناء ينبع التجاري، المملكة العربية السعودية





عدد البواخر الواصلة
حمولة البواخر الواصلة
المواد الغذائية الواصلة
الأسمنت الوارد
مواد الإنشاء الواردة
حجم المعدات الواردة
حجم البضائع العامة الواردة

المملكة العربية السعودية



أولاً: الموقع الجغرافي لميناء ينبع، وأهميتة ، ووظائفه

أولاً: الموقع الجغرافي لميناء ينبع، وأهميته، ووظائفه

1. الموقع الجغرافي لميناء ينبع

يقع ميناء ينبع على ساحل البحر الأحمر، على خط عرض 6 24ْ شمالاً، وخط طول 3 38ْ شرقًا. وفي منطقة كانت ولا تزال تلتقي فيها طرق المواصلات البرية والبحرية، وتمثل الميناء الرئيسي للمدينة المنورة وما جاورها، وبالتالي فميناء ينبع يبعد عن المدينة المنورة بمسافة 250كم، وإلى جنوب ينبع تقع مدينة جدة على مسافة350 كم، وإلى الشمال يقع ميناء العقبة، ويبعد مسافة 650كم عن ينبع، في حين أن السويس يبعد مسافة 850 كم من ينبع باتجاه الشمال، أيضًا.

وقد تم إنشاء ميناء ينبع والمدينة على نقطة تقع بين شرق ينبع في الشمال، ومصب وادي الفرعة في الجنوب، وفي موقع متوسط بينهما (15كم منهما)، إذ يصب وادي ثمر Thamar، ويبدأ منه الطريق البري إلى الداخل. وهي تقع ضمن منطقة تُعدّ من حيث التوجيه البحري بوابة المدينة المنورة بلا جدال، وإذا كانت السويس بوابة مصر على البحر الأحمر، وجدة بوابة الحجاز الجنوبي، وجيزان بوابة عسير، فكذلك ينبع بوابة الحجاز الأوسط. كما أن موقعها على السهل الساحلي عند نقطة من البحر الأحمر تمتاز بعمق مياهها التي قد تصل إلى 12م ـ يهيئ للمدينة ميناءًا طبيعيًّا ممتازًا.

ويقع ميناء ينبع في بقعة يلتقي فيها سهل تهامة بالبحر الأحمر، وهي منطقة ساحلية، محصورة بين شرم ينبع في الشمال، ومصب وادي الفرعه في الجنوب، إذ يتراوح عرض السهل ما بين 7 ـ 15كم، وإلى الشرق من السهل تقع مرتفعات الحجاز، التي يتراوح ارتفاعها ما بين 500 ـ 1814 مترًا، وتنحدر منها مجموعة من الأودية تغطي رواسب مجاريها السهل الساحلي، وهي كغيرها من أودية المنطقة يصل بعضها إلى البحر الأحمر، في حين يعجز بعضها الآخر. ومن أهمها وادي الوزرة، ووادي عيان Iyan ، ووادي قرة Qarrah، والتي تتجه نحو شرم ينبع. وفي الجنوب الشرقي من المنطقة يجري وادي الفرعة، الذي ينتهي في البحر جنوبي ينبع على بعد 15 كم، إلاّ أن أهم هذه الأودية هو وادي ثمر Thamar ، الذي تتركز منابعه في جبال عرضة، ورضوى التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 1800متر، وعلى بعد 65 كم، وينتهي في البحر بمصب يقع شرق ميناء ينبع.

ويرى الرويثي أن وادي ثمر قد لعب دورًا مؤثرًا في تحرير الساحل المقابل لينبع من الشعاب والتكوينات المرجانية، إضافة إلى ذلك يلاحظ أن هذه الوديان قد جرفت كميات هائلة من الرسوبيات ووزعتها على السهل، إلاّ أن تربتها الرسوبية تتصف بأنها غير مستكملة النضج؛ بسبب السيول، والفياضانات التي تجلب إليها المزيد من الرواسب الحديثة، بينما تجرف عنها الرواسب التي سبق أن رسّبتها.

وتترتب على انتشار الشعاب المرجانية في المنطقة المائية للميناء، وبارتفاعات مختلفة لا تزيد على القدم الواحد مع أعماق، تقل عن 1.8مترًا، أن تحددت بعض الممرات الضيقة نحو الشمال الشرقي والجنوب.

أما الشعاب الوسطى، فهي متباعدة، وترتفع قدمًا واحدًا، وتقع على الجانب الشمالي الغربي للمجرى الملاحي British Admiralty.

وتمتاز الممرات إلى الميناء بأنها محمية، في الشمال والشرق عن طريق اليابس، وبالشعاب المرجانية في الجنوب والجنوب الغربي. ويتم الوصول إلى الميناء عن طريق قنال طوله 1609 أمتار، وعمقـه 10.36 مترًا. وتتميز الأعماق المائية بالتناقص السريع من 27.18 متر في المدخل إلى 10 أمتار في الأجزاء الجانبية من القنال والمرفئ، ومعدل ارتفاع الموج 3/2 متر.

وتظهر صورة العلاقة بين اليابس والماء في المناطق التي تصل إليها مياه المد العالي وتغطيها في كثير من الأوقات، وتتكون أساسًا من الطيـن والرمل، وتتركز بشكل واضح في شرق المدينة لمسافة تتراوح ما بين 1 – 2 كم، كما يلاحظ ذلك في غرب المدينة في منطقـة ملاصقة للساحل يصل عرضها إلى حولي 0.5 كم وطولها 2 كم. وهذا يدل على علاقة تطورية بين اليابس والماء. ولعل هذه المناطق هي في الواقع الأجزاء المقتطعــة حديثًا من البحر، وتظهر بشكل بارز في جنوب شرق المدينة، وينعدم وجودها في الأجزاء الوسطى والشمالية من المدينة.

2. أهمية موقع ميناء ينبع

شاب موقع مدينة ينبع تذبذب في أهميته عبر التاريخ، ويمتاز بالناحية الاستراتيجية على البحر الأحمر، وخاصة بعد شق قناة السويس، وافتتاحها، وبالتالي تحويل البحر الأحمر من طريق مغلق إلى ممر بحري رئيسي. وهذا الممر يُعدّ قناة التجارة العالمية بين الشرق والغرب؛ أي بين آسيا من جهة الشرق، وبين أوروبا والأمريكتين من جهة الغرب. الأمر الذي أدى إلى تطور الميناء حتى يستفيد من موقعه على ساحل البحر الأحمر، إلاّ أن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أدى إغلاق قناة السويس في عام 1387هـ/ 1967م، بسبب الحرب العربية الإسرائيلية إلى نقص أهمية شمال البحر الأحمر عامة، وميناء ينبع بصفة خاصة، إذ ابتعدت عن حركة النشاط التجاري للمملكة من جهة والمنطقة الغربية من جهة أخرى، وبالتالي تناقصت أهمية ميناء ينبع من الناحية الإقليمية بسبب إغلاق قناة السويس، وأسباب أخرى هي على النحو التالي:

أ. انخفاض حركة نقل الحجاج عن طريق ميناء ينبع، إذ أخذ الحجاج يفدون إلى المملكة عن طريق ميناء جدة.

ب. استخدام الحجاج للطريق البري القادم من عمَان إلى المدينة المنورة، ومكة المكرمة.

ج. اعتبار جدة ميناء رئيسًا للمدينة المنورة بدلاً من ميناء ينبع.

د. تحسين طرق المواصلات البرية بين المدينة المنورة وجدة ذات المكانة التجارية.

هـ. عدم قدرة ميناء ينبع على استقبال الحجم المتزايد للسفن، نظرًا لقلة الإمكانيات فيه.

كانت نهاية هذا النقص في الأهمية ـ للأسباب الواردة ذكرها أعلاه ـ هي حدوث الطفرة الاقتصادية في المملكة في عام 1394هـ (1973م)، وتطبيقها إستراتيجية الدفعة القوية للتطوير والتنمية في جميع المجالات، وخصوصًا في الناحية الاقتصادية والعمرانية، مما زاد الطلب على البضائع، ومواد البناء، فانتعش على إثر ذلك ميناء ينبع، وزادت حركة الواردات للسفن والبواخر بصورة متعاقبة ومتزايدة، فاقت القدرة الاستيعابية لطاقة الميناء فنتج عن ذلك الازدحام والتكدس للبضائع، وطول فترة انتظار السفن لتفريغ حمولتها من البضائع إلى شهرين أو أكثر.

هذا الوضع الذي آل إليه الميناء، جعل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية ممثلة في المؤسسة العامة للموانئ تعمل على سرعة تطوير الميناء، وزيادة قدرته الاستيعابية، فاستعاد ميناء ينبع أهميته الإستراتيجية على قناة التجارة العالمية البحر الأحمر؛ إضافة إلى جملة أسباب أسهمت في زيادة أهمية موقعه نذكر منها.

(1) الموقع الإستراتيجي على ساحل البحر الأحمر عصب التجارة بين الشرق والغرب .

(2) على الرغم من وجود موقع آخر شمالي الميناء الحالي، وعلى بعد 15كم يعرف بشرم ينبع فإن مجاورة خط الشعاب المرجانية من الساحل جعلت الوضع الحالي لميناء ينبع أصلح المناطق من المياه العميقة، إذ تبعد الشعاب المرجانية الرئيسة عن خليج ينبع بمسافات تتراوح ما بين 5 ـ 15 كم.

(3) وجود ظهير زراعي يتألف من قرى ينبع النخل، ووادي الصفراء الزراعية، يمكـن الاعتماد عليها في إنتاج المواد الغذائية.

(4) وقوع الميناء ضمن منطقة إدارية تعد ثاني تجمع سكاني في المنطقة الغربية، وهي منطقة المدينة المنورة، والتي تشكل 6.4% من جملة سكان المملكة العربية السعودية.

3. وظائف ميناء ينبع التجاري

أ. الوظيفة الدينية

حينما اتخذ الأيوبيون ميناء ينبع مينـاءًا للمدينة المنورة في عام 621هـ (1201م) بدلاً من مرفأ الجار (الرايس في الوقت الحاضر)، أضحى الحجاج يفدون بحرًا عن طريق ميناء ينبع نظرًا لقربه من المدينة المنورة بل هو بوابة لها. ومن ذلك الحين، وهو يؤدي وظيفته الدينية لخدمته للحجاج القادمين من مصر، ومن أماكن أخرى غيرها.

ويرجع أورقنجي هذه الوظيفة الدينية إلى أنها أحد أسباب نمو الميناء وتطوره من قبل السلطات التي تعاقبت على حكم المنطقة، من خلال العصور المختلفة. وفي عام 1398هـ (1978م)، خصصت المملكة العربية السعودية، رصيفًا من أرصفة الميناء لاستقبال حجاج البحر، كما أقيمت صالة خاصة بهم قرب الرصيف الرقم (1)، بالإضافة إلى أدلة أخرى، تؤكد أن الوظيفة الدينية، لعبت دورًا في نمو الميناء وتطوره، منها ربط الميناء بطرق برية معبدة، مع كل من جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، فتزايد أعداد الحجاج المستخدمين لميناء ينبع.

ب. الوظيفة التجارية

حينما كان ميناء ينبع التجاري فرضة أو مرفأ طبيعيًا قديمًا كان يمارس نشاطه في خدمة التجارة، ونقل البضائع، بل إن المستوطنات أو المدن والقرى المجاورة للميناء تعتمد عليه في تنقل ساكنيها، إذ يذكر الرويثي أن المراكز العمرانية الداخلية تعتمد على المرافئ الطبيعية القريبة منها في الاتصال بالمناطق المجاورة، لاستيراد معظم احتياجات السكان الاقتصادية الضرورية، فنتيجة لذلك نشأ في أول الأمر ما يعرف بموانئ الضرورة الاقتصادية، والتي يمكن وصفها بأنها زاولت الوظيفة بشكل ما.

ما إن تطور الميناء واتسعت الطاقة الاستيعابية له، وتمت إضافة المباني، وصالة الحجاج، وكذلك الأرصفة التسعة والرافعات ومحطة التفريغ للأسمنت السائب، كل تلك التسهيلات أسهمت إسهامًا مباشرًا في تبوء الميناء للوظيفة التجارية، ليس هذا فحسب بل ألحق باسم الميناء الناحية التجارية، إذ أن اسم الميناء هـو "مينـاء ينبع التجاري" تمييزًا له عن ميناء الملك فهد الصناعي بينبع. فيستدل على الوظيفة التجارية مباشرة من اسم الميناء.

لقد تطور حجم البضائع الواردة إلى ميناء ينبع التجاري من 29423 طن، في عام 1381هـ (1961م)، إلى أكثر من 3 ملايين طن في عام 1403هـ (1983م)، وهذا يمثل حوالي 10% من إجمالي البضائع الواردة عن طريق الموانئ التجارية في المملكة العربية السعودية، ولتبين الوظيفة التجارية للميناء فإننا نورد هنا، أن عدد البواخر الواصلة إلى الميناء خلال الفترة الزمنية من عام 1402هـ ـ 1419هـ (1982م – 1999م) وصل إلى 1923 باخرة مختلفة الأنواع والأحجام، (اُنظر شكل عدد البواخر الواصلة) إذ بلغ إجمالي ما حملته هذه البواخر في تلك الفترة 25 مليون طن. أي بمعدل 13084 طنًا لكل باخرة، وبمعدل 1.4 مليون طن لكل عام. (اُنظر شكل حمولة البواخر الواصلة)

يُعدّ حجم البضائع الواردة لميناء ينبع في عام 1403هـ (1983م) الحجم، الذي بلغ الذروة، إذ أن حجم البضائع بدأ يتناقص بعد هذا العام، فمثلاً، بلغ حجم البضائع الواردة عن طريق الميناء 1.4مليون طن في عام 1415هـ، وهذا الحجم من البضائع يشكل 5.9 % من إجمالي البضائع الواردة عن طريق الموانئ التجارية السعودية لعام 1415هـ (1995م). (اُنظر شكل المواد الغذائية الواصلة) و(شكل الأسمنت الوارد) و(شكل مواد الإنشاء الواردة) و(شكل حجم المعدات الواردة) و(شكل حجم البضائع العامة الواردة)

ليس هذا فحسب بل إن حجم البضائع الواردة عـن طريق ميناء ينبع التجاري ازداد تناقصها حتى وصلت إلى نصف مليون طن في عام 1419هـ، وهو ما يمثل 2% فقط من إجمالي البضائع الواردة عن طريق الموانئ التجارية السعودية.

هذا التناقص الشديد في حجم البضائع التي ترد عن طريق الميناء، توضح تناقص الوظيفة التجارية التي كان يؤديها الميناء، وذلك بالطبع لوجود منافس قوي للميناء هو ميناء الملك فهد الصناعي بينبع، ذو الإمكانات الحديثة، والطاقة الاستيعابية الكبيرة.