إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / كلية الملك فيصل الجوية، المملكة العربية السعودية




وزير الدفاع مع الخريجين
الملك فيصل يفتتح الكلية الجوية
البوابة الرئيسية للكلية
التفتيش على المحرك
الطائرة بي سي 9
حفل التخرج
طائرة السسنا
طائرة تدريب قديمة
قاعة الأمير سلطان للمحاضرات

شعار الكلية الجوية




بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: الخلفية التاريخية

1. إنشاء أول مدرسة للطيران

    بعد استتباب الأمن في البلاد، رأى جلالة الملك عبدالعزيز نقل القوة الجوية، التي أُنشئت في ذلك الوقت، على جزيرة دارين في المنطقة الشرقية، إلى جدة على الساحل الغربي. وأمر ـ يرحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران في جدة، أشرف على إدارتها عدد من الطيارين البريطانيين، تحت إمرة ناظر الطيران الشيخ فؤاد حمزة. كما تم التعاقد مع طيار ألماني، يدعى (كروكوفسكي)، لإدارة أول مدرسة طيران، يعاونه عدد من الطيارين الأجانب من جنسيات مختلفة. واستقبلت المدرسة عند افتتاحها مجموعة من الطلبة، اختير ستة منهم لدراسة الطيران واثنا عشر لدراسة ميكانيكا الطائرة (RIGGER)، واثنا عشر آخرون لدراسة ميكانيكا محرك الطائرة (FITERS)، وذلك في جمادى الآخرة 1349هـ الموافق نوفمبر 1930م.

    وكانت المواد، التي تدرس لهم آنذاك:

·   هندسة ميكانيكية عملية            (طيارين مع الميكانيكيين).

·   هندسة الطائرة (عام)              (طيارين مع الميكانيكيين).

·   نظرية الطيران                   (طيارين فقط).

·   علم الملاحة واستخدام البوصلة    ( طيارين فقط ).

·   علم الطقس والرياح               (أرصاد جوية ـ طيارين فقط).

    وكانت مدة الدراسة للفنيين ستة أشهر، وللطيارين فترة أطول من ذلك.

    واجهت المدرسة عدداً من المعوقات، في تأهيل الشباب لدراسة الطيران؛ منها: أنّ الطيران يُدَرّس بلغة أجنبية، فضلاً عن وجود بعض الصعوبات الفنية. فأمر الملك عبدالعزيز بإغلاق المدرسة، والحفاظ على الطائرات. (اُنظر صورة طائرة تدريب قديمة)

أ. مدرسة الطيران بجدة

    أُعيد افتتاح مدرسة الطيران في جدة في 29 ربيع الأول 1355هـ، الموافق 18 يونيه 1936م، تنفيذاً للمرسوم الملكي، الذي أمر بإنشاء مدرسة للطيران في جدة. وكان قائد المدرسة آنذاك القائد سعيد كردي، وكان الطيارون الروس من العاملين في تلك المدرسة. وقد قدم طلبة المدرسة عروضاً جوية في سماء مكة المكرمة، وكذلك، عرضاً جوياً آخر في الطائف، حضره جلالة الملك عبدالعزيز وعددٌ من أبنائه. وسمي التشكيل المكِّون للمدرسة (الهيكل التنظيمي) "مديرية مدرسة الطيران". وساهمت البعثة الإيطالية في تطوير مطار جدة، وتم استيراد أول حظيرة معدنية للطائرات، وأُصلح ممر للهبوط، الذي كانت تغمره مياه البحر في بعض الأحيان. وكذلك، بُنيت غرف للتدريس وسكن لبعثة التدريب، وكثيراً ما كانت تتوقف الدراسة في المدرسة، إمّا لإجراء الفحص السنوي للطائرات، أو لنقص قطع الغيار، أو الوقود وزيوت التشحيم، على الرغم من وصول طائرتين جديدتين من طراز (كابروني 101)، ذات المحركات الثلاث.

    وفي تلك الفترة تلقى الملك عبد العزيز عرضاً من بنك مصر، بتقديم تسهيلات لطلبة الطيران السعوديين في دراستهم في المدرسة المصرية بمطار ألماظة. وأُغلقت المدرسة في جدة في عام 1357هـ الموافق 1938م، وتحول الطلبة إلى مصر لمواصلة دراستهم بها.

ب. مدرسة الطيران في الحوية

    وفي عام 1366هـ / 1947م افتُتحت (مدرسة أعمال المطارات) في مطار الظهران. وكانت مهمة المدرسة تعليم الطلبة هندسة الطيران، والدراسات الفنية المتعلقة بالطيران، وذلك بعد أن قدم جلالة الملك عبد العزيز (وللمرة الثالثة) عرضاً إلى بريطانيا، لتدريب وإعداد طلاب سعوديين للطيران. وصلت المفاوضات إلى إرسال بعثة طيران بريطانية، ولكن هذه المرة إلى منطقة الحوية، على بعد 27 كيلومتراً من الطائف، بعد أن أمر ـ رحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران هناك. وتتولى هذه المدرسة تدريب الطيارين تدريباً أولياً في المملكة، على أن يُبتعث المتفوقون منهم إلى بريطانيا، لاستكمال التدريب المتقدم. واُستخدم في التدريب طائرتان من طراز (تايجر ماوث Tiger Mouth)، التي دخلت إلى الخدمة في المملكة عام 1355هـ / 1937م، وطائرة (افروانسون ـ 4) للمواصلات ونقل الركاب. وكان ذلك ما بين عامي 1368 ـ 1370هـ الموافقين 1949 ـ 1951م.

    وكان من بين تجهيزات المدرسة، جهاز تشبيهي لكابينة الطيار، لتعريف الطلبة بمكونات غرفة القيادة، من عدادات وأجهزة ملاحة. وأنشئ مطار صغير، واختير عدد من طلبة مدرسة البعثات في مكة المكرمة، وأرسلوا إلى الطائف. واستُقدام مترجم، ليكون همزة الوصل بين الطلبة والمدرسين والطيارين البريطانيين، وكذلك ليُدَرّس اللغة الإنجليزية للطلبة. واستُؤجر منزل في الطائف لإسكانهم.

واشتملت الدراسة على المواد التالية:

·   الملاحة.

·   الإشارة.

·   مبادئ قانون الطيران.

·   محركات الطائرات.

    وقُسِّم الطلاب إلى مجموعتين، إحداهما للدراسة النظرية في الطائف، والأخرى للتدريب العملي في الحوية. وفي اليوم التالي، تحل كل مجموعة محل الأخرى، فمجموعة التدريس النظري تبدأ التدريب العملي، ومجموعة التدريب تستكمل الدروس النظرية. وأمّا التدريب على الطيران المنفرد فكان المترجم ينقل تعليمات المدرب للطالب بالتفصيل قبل الرحلة، حتى يتقنها تماماً، ثم يبدأ رحلته بعد ذلك.

   وقد جُهِزَ ممر ترابي لهبوط الطائرات وإقلاعها، وأحواش غير مسقوفة من حوائط الطين، كمهاجع للطائرات تحميها من الرياح القوية. وكان الطلاب يتولون تعبئة الوقود بأنفسهم. ولم تمنع تلك الإمكانيات المتواضعة من تحقيق التفوق، الذي أظهره المتدربون البالغ عددهم 14 طياراً. وقد سجل الطيار أسعد الزهير، أول رحلة طيران انفرادي في العهد السعودي، وكان ذلك في الأول من ربيع الثاني 1367هـ، ولحقه الطيار أكرم خوجة في طيران انفرادي، بعد عشرة أيام من ذلك التاريخ.

   واجتاز عشرة طلاب تدريباتهم الأولية بنجاح كبير، كما أنهم أتقنوا اللغة الإنجليزية استعداداً للابتعاث إلى بريطانيا، للتدريبات المتقدمة. ثم لحقت بهم المجموعة الثانية، وعددها ثمانية مبتعثين. وقد تدربوا على قيادة الطائرات من طراز:

·   تايجرموث.

·       أوستر.

·   بركتور.

·       أنسون.

·   أكسفورد.

   وكان خريجو هاتين المجموعتين، هما النواة الحقيقة لنشأة سلاح الطيران الملكي السعودي.

ج. مدرسة سلاح الطيران 1373 ـ 1383هـ / 1953 ـ 1964م

    تواصلت عمليات الابتعاث ـ بأعداد كبيرة ـ لدراسة الطيران، خاصة في الدول الشقيقة والصديقة مثل مصر وإنجلترا وأمريكا، إلى جانب البدء في بناء منشآت عصرية، لإنشاء مدرسة سلاح الطيران في جدة، وللمرة الرابعة.

    بدأت تظهر مدرسة سلاح الطيران إلى حيز الوجود، عند عودة الدفعتين الأولى والثانية من الطلبة المبتعثين إلى بريطانيا، وذلك عام 1371هـ / 1952م. وتُعد تلك المدرسة النواة لتدريب الطيارين والفنيين وتخريجهم، والأساس والمنار لتعليم فنون الطيران في المملكة. وكان لها دور مهم في تأسيس سلاح الطيران وتوسعته. وقد أُنشئت المدرسة بأمر من وزارة الدفاع، إذ أُعدت الفصول الدراسية، وعنابر للطلبة، ومنطقة لإيواء طائرات التدريب، مع التجهيزات الأساسية للتدريبات العسكرية والإعاشة. وافتتحت المدرسة في 30 ربيع الثاني من عام 1373هـ الموافق 5 يناير 1954.

وتكونت المدرسة من:

(1)  مبنى القيادة.

(2)  مبني لجناح العلوم.

(3)  مبنى لجناح الطيران.

(4)  مبنى لجناح الإدارة.

(5)  عنبران لإقامة الطلبة.

(6)  واحتوت على 3 فصول دراسية

        وأمّا عن نظام المدرسة، فإن الطالب يبدأ فوراً بالدراسة الأرضية على الطائرة وأجهزتها، ثم يأتي التدريب على الطيران في اليوم التالي مباشرة، أي يوم دراسة نظرية، ويوم تطبيق عملي لما تعلمه الطالب على الطائرة. وكان يشرف على التدريس بعثة مصرية عسكرية، مكونة من ضباط ومدنيين، كانوا يُدَرّسون الدراسة الأرضية، بمساعدة الضباط والمدنيين السعوديين، وهم الدفعة الأولى والثانية التي قدمت من بريطانيا، والذين يقومون أيضاً بعمليات التدريب والطيران، مما أدى إلى الإقلال من نسبة الابتعاث إلى الخارج. وكان التدريب على نوعين من الطائرات أثناء الدراسة، وهما:

        أمّا صيانة الطائرات فكانت تتم من قبل البعثة المصرية، والمستشارين الأجانب، وعدد من السعوديين المختصين. وكان هناك أيضاً قسم من الطلبة، يدرسون العلوم الفنية ( طلبة الهندسة ). وقد تخرج منهم دفعتين من هذه المدرسة.

        أمّا التدريبات العسكرية والمشاة، فكانت في الصباح أو بعد الظهر، وذلك لانقسام الطلبة إلى ثلاثة أسراب، موزعة على جناحي (التعليم ـ الطيران) حسب البرنامج المعد. ويلاحظ أن الطالب يتدرب على الطيران، حال دخوله المدرسة، جنباً إلى جنب مع التدريبات العسكرية والمشاة. وكانت التدريبات الجوية على طيران انفرادي ومزدوج، وبعد الدفعة الأولى تم تطوير المدرسة بشراء طائرات جديدة من نــوع (تي 34، تي 28، تشبمنك تي 10) (CHIPMUNK T 28T 10)، إضافة إلى طائرتين مصريتين تدعى (الجمهورية)، أهدتها الحكومة المصرية إلى مدرسة سلاح الطيران، استلمها جلالة الملك سعود، في حفل أقيم في مدينة الرياض في رجب 1376هـ، الموافق فبراير 1956م.

    وتخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة، في 26 شعبان 1374هـ الموافق 19 أبريل 1955م، وعددهم أربعة طيارين.

    وفي مرحلة تالية، أدخلت مناهج لتدريب التخصصات الفنية في المدرسة، حيث ظهرت الحاجة إلى فنيين للتشغيل والصيانة، وإصلاح الطائرات كذلك. وأصبح خريج المدرسة، الذي يمضي عامين في دراسته، يحمل إمّا دبلوماً في الطيران أو دبلوماً في ميكانيكا الطائرات. وكان الخريجون البارزون، يختارون للعمل في المدرسة، بمؤهل شهادة الكفاءة المتوسطة.

    وواصلت المدرسة تخريج الطيارين حتى الدفعة الثامنة، التي تخرجت في العام 1383هـ، الموافق العام 1964م، وبلغ عدد الطيارين الخريجين ما يقرب من 72 طياراً. كذلك تم تخريج دفعتين من طلبة الهندسة، الذين درسوا العلوم الفنية الخاصة بالطيران.

د. إعلان افتتاح كلية للطيران

    ونتيجة للظروف السياسية، التي كانت تمر بها البلاد، والتطور الكبير في مجال العلوم والتقنية، وكذلك القفزات الهائلة، التي شهدتها صناعة الطائرات، وتجهيزها بالعديد من الأجهزة التقنية، التي تخفف من المهام الجسيمة، التي كانت تقع على عاتق الطيار، كان لابد للمملكة من مسايرة هذه التطورات، وذلك عن طريق الرقي بمستوى المدرسة إلى مستوى الجامعة أو الكلية، وكذا رفع المستوى العلمي المطلوب للالتحاق بالكلية، إلى مستوى التوجيهية الثانوية العامة. (خلال الفترة، التي امتدت بين إغلاق المدرسة في جدة وافتتاح الكلية بالرياض، استمرت القوات الجوية في ابتعاث مجموعات مختارة من خريجي الثانوية العامة، إلى كل من بريطانيا وأمريكا لدراسة الطيران).

    ويُعد السابع من ربيع الأول عام 1387هـ / 1967م، يوماً مشهوداً في تاريخ القوات الجوية الملكية السعودية، وذلك عندما أعلن صحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة (كلية الملك عبد العزيز الحربية)، عن إنشاء كلية للطيران، اختار لها سموه اسم (كلية الملك فيصل الجوية).

(1) تأسيس وافتتاح الكلية (اُنظر صورة البوابة الرئيسية للكلية)

    وفي 10 شوال 1387هـ تم تأسيس كلية الملك فيصل الجوية، كمؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في المملكة، خلفاً وتطويراً لمدرسة سلاح الطيران. وترتبط الكلية ارتباطاً مباشراً بقائد القوات الجوية. وقد فتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر من ذلك العام، لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري. كما تم ترشيح عددٍ من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية للالتحاق بها.

    واستقبلت الكلية في تلك السنة، دفعتين من المتدربين في وقت واحد. أُعطيت الدفعة الأولى الرقم (101)، وتتألف من أحد عشر طالباً. والدفعة الثانية (102) تتألف من أربعة عشر طالباً. وقد بدأت دراستهم بالتدريبات العسكرية، إلى جانب العلوم النظرية. تلا ذلك دراسة الطيران الأساسي، على طائرات السرب الثامن المزود بطائرات (سسنا 172) المروحية الأمريكية / أحادية المحرك، ثم التدريب على الطائرات النفاثة (سترايك ماستر ـ 167) بالسربين التاسع والحادي عشر.

    ولم يكن في الكلية إلاّ عدد قليل من المباني، خاصة بالسربين الأول والثاني للطلبة، ومبنى قيادة الكلية، وجناح التعليم، والطلبة، والطيران، ومبانٍ صغيرة مساندة.

(2) الافتتاح الرسمي للكلية

    في يوم الخميس 15 من ربيع الأول 1390هـ، الموافق 20 مايو 1970م، وبرعاية جلالة الملك فيصل افتُتحت كلية الملك فيصل الجوية رسمياً. وتخرجت الدورتان الأولى والثانية من طلبتها. وكذلك، رفع جلالته علم الكلية، داعياً المولى ـ عز وجل ـ قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وامتنا الكريمة). (اُنظر صورة الملك فيصل يفتتح الكلية الجوية) و(صورة حفل التخرج) و(صورة سمو وزير الدفاع والطيران مع الخريجين)