إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

83 ـ الإسكندر المقدوني: الإسكندر الأكبر Alexander the Great (356 ق.م - 323 ق.م)

قائد عسكري عبقري وملك مقدونيا. وهو ابن فيليب الثاني القائد الممتاز والإداري البارع، وأمه أولمبياس أميرة إيبرس، وكانت ذكية حادة الطباع. ولد في بلاّ بمقدونيا، وورث أحسن ما لدي والديه من صفات ولكنه أكثر طموحاً. تتلمذ علي يد الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو. وحفظ عن ظهر قلب الإلياذة  - وهي قصيدة إغريقية تتحدث عن بطولات الإغريق الأسطورية  - وكان معجباً بانتصارات أبيه وفتوحاته. كان الإسكندر الأكبر في صباه شجاعاً لا يهاب، وكان يشارك في الألعاب الرياضية، وركوب الخيل.

ولما بلغ الإسكندر الأكبر العشرين من عمره، مات والده، وتسلم الحكم مكان أبيه من 336 ق.م إلي 323 ق.م. يعتبر الإسكندر الأكبر أحد عباقرة الحرب في كل العصور. أخضع الشعوب البربرية في شمال مقدونيا، وبسط سلطانه علي بلاد اليونان، وانطلق عام 336 ق.م علي رأس جيش قوامه 37 ألف رجل، وأحرز انتصارات باهرة ضد الفرس. واستولي على صور عام 332 ق.م، بعد حصارها لمدة سبعة شهور، وقتل ثمانية آلاف من سكانها، وباع 30 ألف شخص عبيد، ويعتبر انتصاره علي صور أعظم انتصاراته الحربية.

ثم توجه إلي مصر التي كان الفرس قد أذاقوا أهلها الأمرين، فاستقبله أهلها بالترحاب وحكم مصر من عام 332 ق.م إلي 331 ق.م. ومن ثم زحف على بلاد ما بين النهرين، واحتل بابل، وتبعتها مدن أخرى، واستولى على ما فيها من ذهب وفضة، وقتل كثيراً من سكان هذه المدن أو باعهم عبيداً، وأحرق مدينة برسيبولسس، وأطاح بالإمبراطورية الفارسية.

وفي عام 327 ق.م تقدم لفتح الهند، فلما وصل الصغد تزوج روكسانا ابنة أحد النبلاء الصغيديين هناك. وفي الصغد شرب الخمر ولعبت برأسه، فقتل كليتس أحد أصدقائه المقربين، فغضب منه جنوده المقدونيين وحاولوا اغتياله، فما كان منه إلا أن أعدم عدداً كبيراً من رجاله البارزين من إغريق ومقدونيين. وفي طريقه للهند، وعندما وصل إلي سهولها الغنية تمرد عليه جيشه، وكانت هناك عدة مؤامرات تستهدف حياته إلا أنه نجا منها.

وانشغل الإسكندر بتنظيم وإدارة البلاد التي فتحها، وكان أقصى ما وصلت إليه فتوحاته، امتدادها من بحر الأيونيان إلي شمالي الهند. وكانت أحلامه أن يجعل أسيا وأوربا قطراً واحداً، وأن يجمع أحسن ما في الشرق مع ما في الغرب، واختار بابل عاصمة لها.

كان يشجع قواده علي الزواج من بنات الطبقة الفارسية الحاكمة، وحاول إعطاء إمبراطوريته بعض الملامح الحضارية ، وازداد التبادل التجاري، وصاغ عملة موحدة لكي تستعمل في كافة الأراضي الخاضعة له في الإمبراطورية، وكان يشجع انتشار الأفكار والعادات اليونانية في آسيا، واستعمال القوانين الإغريقية، وكان يعزل أي حاكم من حكام الأقاليم لا يعدل في حكمه. كما تميز الإسكندر الأكبر بالتسامح الديني. إلا أنه أصابه غرور العظمة.

أصيب بحمى الملاريا، بينما كان يخطط لاحتلال شبه الجزيرة العربية وبناء الأسطول.

توفي في مدينة بابل بالعراق في 13 يونيه عام 323 ق.م. ووضع جثمانه في تابوت وحمل إلي ممفيس في مصر ومن هناك إلي الإسكندرية حيث وضع في ضريح ودفن بها. والإسكندرية وهي واحدة من مدن كثيرة بناها. ولم يوصي بالحكم من بعده لأحد. بعد موته. واقتسم قواده إمبراطوريته ولم يستطع أي منهم أن يجعل كل تلك الأراضي تحت حكمه. وولد ابنه الوحيد بعد موته.