إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) الدورة العادية الحادية والعشرون لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا 17 - 24 مايو 1973
المصدر: " قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963 - 1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية ، ط 1985، ص 250 - 272 "

ان انتصاراتها عاملا من عوامل دعم الاستقلال والوحدة في أفريقيا.

         ان النظام الاستعماري البرتغالي اذ يجد نفسه غير قادر على وقف تقدم الكفاح يلجأ بشكل متزايد الى المساعدة من حلفائه. كما أن قوات روديسيا وجنوب أفريقيا تتدخل علنا في موزامبيق وأنجولا.

         ولكن تورط حلفائها الغربيين بشكل أكبر في حربها الاستعمارية تمنح الحكومة البرتغالية امتيازات متزايدة لتلك الدول كي تمكنها من استغلال موارد الأقاليم الخاضعة لسيطرتها. ان مشروع كابورا باسا ( موزامبيق ) وسد كونين ( أنجولا ) يهدفان الى دوام السيطرة الاستعمارية وجعل المصالح المالية مرتبطة ببقاء الاستعمار البرتغالى.

         ويشرع النظام الاستعمارى البرتغالى حاليا - لكى يقضى على عزلة الدبلوماسية المتزايدة التى دلل عليها قيام مجلس الأمن بالاجماع بشجب الاستعمار البرتغالى - فى حملة - تستهدف تعزيز تحالفاته القائمة وتكوين تحالفات جديدة. وهذا يفسر العلاقات الوثيقة التى تقيمها البرتغال مع المملكة المتحدة تحت ستار العيد المئوى السادس للتحالف البريطانى البرتغالى فضلا عن الجهود التى تبذلها لاستمالة بعض بلدان امريكا اللاتينية لتأييد سياسة البرتغال الاستعمارية تمكن النظام الاستعمارى البرتغالى من خلال المساعدات الضخمة التى تلقاها من حلفائها - خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا وجمهورية ألمانيا الاتحادية واليابان - أن يواصل حربه الاستعمارية وأن يكثف قمعه الاجرامي عن طريق تصعيد عمليات الاعتقال والقتل واحتجاز الملايين من أفراد الشعب في معسكرات الاعتقال واستخدام المواد الكيماوية واللجوء الى القاء القنابل بكميات هائلة على المدنيين.

         ويلجأ النظام الاستعمارى البرتغالى في محاولة يائسة للحد من النضال الى المناورات التى تستهدف تضليل الرأي العام العالمى مثل " الحكم الذاتى المزعوم " و " الانتخابات الزائفة " و " أفرقة الحرب ".

         ان البرتغال لا تشعر بتأنيب الضمير ازاء عمليات الاغتيال الغادرة للزعماء السياسيين لحركات التحرير مثل ادوارد وموندلين وامليكار كابرال المناضلين الباسلين من أبناء أفريقيا البررة.

         ان البرتغال تصعد من عملياتها الاستفزازية وتهديداتها وأعمالها التخريبية والعدوانية ضد البلدان الأفريقية المستقلة وخاصة تلك البلاد المتاخمة للأقاليم الخاضعة لسيطرتها.

         ولذلك فالعناد الذي تظهره البرتغال يشكل خطرا بالغا على السلام والأمن في أفريقيا.

         وقد دلت تجربة السنوات العشر الماضية من الكفاح المسلح من أجل التحرير على أن هذا الكفاح كان وما زال يشكل الأسلوب الرئيسي الذى تتبعه الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية البرتغالية في نضالها وأن تصفية هذه السيطرة تتوقف على تكثيف هذا القتال.

         وعلى ذلك، تقرر الدول الأفريقية تعزيز مساندتها المعنوية والمادية للكفاح من أجل التحرير الوطنى وذلك اما عن طريق منظمة الوحدة الأفريقية أو بتنشيط المعاونات الثنائية حتى يتسنى لحركات التحرير في المستعمرات البرتغالية أن تواصل مهام كفاحها المسلح الهائل.

         ونظرا للمهام المنوطة بحركات التحرير في أنجولا وغينيا بيساو والرأس الأخضر وموزامبيق وجزر ساوتومى وبرنسيب، ومع الأخذ في الاعتبار بالمسئوليات الضخمة التى تضطلع بها هذه الحركات في ادارة شئونها. تقرر الدول الأفريقية بمقتضى هذا أن تشترك هذه الحركات بطريقة عملية في دراسة وتسوية مشكلات قارتنا خاصة. بالاشتراك في شتى أنشطة منظمة الوحدة الأفريقية.

         كذلك تقرر الدول الأفريقية أن تكثف توعية الرأى العام الأفريقي بالكفاح المسلح وانتصاراته وذلك لكفالة التضامن مع الشعوب المناضلة.

         وعلى المستوى الدولى، تقرر الدول الأفريقية أن تكثف جهودها تأييدا لقرار الأمم المتحدة بشأن التصفية المبكرة للاستعمار البرتغالى.

         وتطلب الدول الأفريقية إلى جميع الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية أن تقدم بطريقة أكثر فعالية مساعداتها المعنوية والدبلوماسية والسياسية والمادية الى حركات التحرير الوطنى حتى تتمكن من متابعة كفاحها المسلح على نحو قوى حتى يتحقق النصر التام. كما نطلب أيضا الى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة التى لم تفعل ذلك بعد، أن تقدم المساعدات الى حركات التحرير من أجل تنفيذ برامج اعادة البناء في المناطق المحررة، مع أحكام قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

         وتقرر الدول الأفريقية كذلك أن تواصل بقوة مجتمعة وعلى أساس ثنائي جهودها ازاء حكومات وشعوب الدول المتحالفة مع البرتغال وذلك بهدف وضع حد للمساعدات متعددة الأشكال التى تمنحها هذه الدول للبرتغال. والتى تشكل عقبة كبرى في طريق تحرير الأقاليم المحتلة.

<14>