تحقيق مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي في انتاج الخضروات وفي عدد محدود من اصناف الفاكهة، وفي الانتاج السمكي.

          كما ان دول المجلس قطعت اشواطا كبيرة في انتاج البيض ولحوم الدواجن ومن المتوقع وصولها الى الاكتفاء الذاتي خلال مرحلة ليست بالبعيدة. الا انه يلزم التأكيد على ان هذا النمو هو في الحقيقة استند على التحويل من استيراد السلع النهائية الى السلع الاولية والوسيطة (الاعلاف وطيور التربية والمعدات).

          وقد تحافظ دول المجلس على المستوى الحالي في انتاج الالبان (بحدود 25% من الاستهلاك) الا ان النمو المتحقق في هذا القطاع كذلك (ولو بدرجة اقل من انتاج الدواجن) يتوقف على زيادة واردات المدخلات وهي الابقار الحلوب والاعلاف المركزة واللبن الفرز المجفف والدهن المستخدمة في اعادة تركيب الحليب السائل وصناعة منتجات الالبان الاخرى في العديد من مصانع الالبان في دول المجلس.

          كما ان من المتوقع ان يطرأ تحسن على مستوى الاكتفاء الذاتي في انتاج الحبوب، وبخاصة في انتاج القمح، بسبب الدعم السخي الذي تمنحه حكومة المملكة العربية السعودية، بل ان المملكة العربية السعودية قاربت في الموسم الماضي حد الاكتفاء الذاتي.. ومن المؤكد في ضوء المساحات المزروعة انها ستتجاوز حد الاكتفاء الذاتي في الموسم الحالي. الا ان انتاج الارز والذرة الصفراء سيبقى منخفضا للغاية (بحدود 8% للذرة الصفراء ولاشيء للارز).

          كما سيستمر الوضع الحالي وهو عدم توافر اي امكانية تذكر لانتاج السكر والمحاصيل الزيتية وعدد اخر من المحاصيل كما ان من غير المتوقع حصول تحسن ملموس في مستويات الاكتفاء الذاتي الحالية في انتاج اللحوم الحمراء (بحدود 10 - 15%).

          لذا فان السياسة الزراعية المشتركة الهادفة الى مستويات من الامن الغذائي يمكن القبول بها والاطمئنان اليها، لا بد وان تتضمن بعدا جديدا يتمثل في استنباط صيغ مناسبة للتعاون بين مجموعة دول المجلس وبينها وبين الاقطار العربية الاخرى خاصة الاقطار المجاورة.

<4>