إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



بموضوعية ودقة مسيرة التعاون الاقتصادي بين دوله؛ ليستطيع المجلس أن ينطلق بعزم جديد، وروح وثابة، وبنظرة شاملة، تستطيع تفعيل اقتصاديات السوق، وتعزيز هياكل الإنتاج، وتنامي دور القطاع الخاص في عملية التنمية على نحو، يمكن اقتصادياته من التفاعل مع المتغيرات العالمية، بما يحقق لشعوب دول مجلس التعاون ما تطمح إليه، وما تستحقه من رفاه ورغد.

         وإدراكاً من المجلس الأعلى لأهمية التنمية الشاملة، في النهوض بمستوى الشعوب والأفراد، فقد أولى هذا الموضوع الحيوي اهتمامه، مؤكداً على أن الإنسان ينبغي أن يظل محور التنمية وهدفها وجوهرها. واستعرض المجلس الأعلى، في هذا المجال، إستراتيجية التنمية الشاملة، التي سبق أن أقرها في دورته التاسعة عشرة في أبو ظبي، ورأى تكليف الهيئة الاستشارية بالعمل على إعداد ملف استرشادي؛ لزيادة فعالية تنفيذ هذه الإستراتيجية، بما يخدم الإنسان الخليجي، بروافد من الأفكار والمقترحات الجديدة، التي تستهدف تفعيل الآليات وإطلاق القدرات.

         ولإدراك المجلس الأعلى أن النفط يشكل عصب الاقتصاد الوطني في دول مجلس التعاون، ويعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في العالم بأسره، قرر المضي قدماً لبلورة موقف موحد، تجاه علاقات السوق النفطية، تضمن التوازن بين العرض والطلب، وتتعامل مع المفاجآت الطارئة، التي قد تؤدي إلى اضطراب السوق، وتؤثر سلباً، بمصالح المنتجين والمستهلكين للنفط على حد سواء.

         كما تدارس المجلس الأعلى الأوضاع العالمية الراهنة لسوق النفط، وأعرب عن ارتياحه للتطورات، التي يشهدها سوق النفط، مؤكداً حرصه الدائم والمستمر، على بذل كافة الجهود لضمان استقرار الأسواق العالمية للنفط، وبما يحافظ على مصالح المستهلكين ويضمن في نفس الوقت استمرار مصالح المنتجين له.

         إن المجلس الأعلى، وهو يسابق الزمن لبناء كيان يتكافأ وتطلعات شعبه، ليؤكد أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لم يكن في حقيقته إلا تجسيداً للأخوة العربية وللتضامن الإسلامي، ولم يغب لحظة عن محيطه العربي الكبير، ولم ينعزل مطلقاً عن أمته الإسلامية، ولم يكن سعي المجلس للوحدة إلا تعبيراً عن إيمانه بأن قوة الخليج العربي قوة للعرب، وأن عزته عزة للمسلمين.

         ويجدد المجلس تأكيد العزم والتصميم، على مواجهة التحديات، والتغلب عليها، سلاحه في ذلك إحساس عميق بالإيمان بالله، وثقة راسخة في قدرات وطاقات شعبه وكيانه الوحدوي؛ لتحقيق الآمال والطموحات لبلوغ مستقبل مشرف، مزدان بالتنمية الشاملة المستدامة، مصان بالعدالة الاجتماعية، زاخر بالخير والنماء.

          والله من وراء القصد، وهو سبحانه وتعالى، ولي التوفيق

          صدر في الرياض بتاريخ 21 شعبان 1420هـ، الموافق 29 نوفمبر 1999م.


<2>