(تابع) ما دار في مجلس العموم البريطاني حول حلف بغداد ومدى تأثيره على أمن إسرائيل
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1149 - 1152"

         ولم ننس الجنود والمستخدمين المدنيين الذين أدوا خدمات مشكورة للقوة الجوية في العراق لمدة طويلة آملين أن ينخرط عدد كبير منهم في القوات العراقية المسلحة وأن يكون كثير من المستخدمين المدنيين قادرين على الخدمة في المطارات بصورة مستمرة، وأريد أن أطمئن حضرات أعضاء الجيش العراقي بما فيهم من الأشوريين المسيحيين، وفي هذا الأمر أيضا ضمنا تعاون الحكومة العراقية، وفي جميع الحالات المناسبة نهيئ ترتيبات معقولة تتعلق بالتعاقد والمنح والتدريب المهني والاستيطان في العراق.

مستر هربرت موريسون:

         أنا لا أريد أن أبين باسم المعارضة وفي هذه المرحلة حسنات هذا الاتفاق فكما لا يخفى على حضرات النواب المحترمين إننا ينبغي أن ندرس الكتاب الأبيض الذي ذكر وزير الخارجية أنه سيكون في مكتب التصويت، ومع ذلك فإن هذا الميثاق يعد إنجازا مهما جدا في نطاق السياسة المبينة التي بذل من أجلها وزير الخارجية بلا شك جهدا وجلدا، ويعود قسم كبير من هذا النجاح إلى الجلد والشجاعة التي يظهرها رئيس وزراء العراق والى أن تتاح لي فرصة دراسة الكتاب الأبيض فإنني أحتفظ برأيي في الأسس التي يقوم عليها الاتفاق الخاص وتفصيلاته: لقد قال وزير الخارجية في معرض بيانه أنه يقوم على فكرة التعاون بين طرفين متساويين، وهذا هو الغرض الذي نرمي إليه بصورة عامة عند تأسيس علاقاتنا مع أقطار الشرق الأوسط وحول هذه النقط أن أسأل معالي وزير الخارجية: هل الحكومة تفكر في دراسة موضوع الدخول في تنظيمات مشابهة مع دولة إسرائيل التي هي إحدى دول أقطار الشرق الأوسط أو أنها خائفة من عقد هذه الاتفاقيات التي لا بد منها، واعني بيننا وبين مصر، وبيننا وبين العراق، وبيننا وبين الأردن لأنها في حالة خطر تقريبا وحدودها معرضة لعدوان محتمل؟ ومهما كانت صفات هذا الميثاق فإنه لا بد ان يثير في نفس إسرائيل بعض المخاوف، وأود ان أسأل وزير الخارجية هل كان شاعرا بهذه المخاوف؟ وهل الحكومة ستفكر في عقد اتفاق مشابه أو مناسب مع دولة إسرائيل؟..

سير انتونى ايدن:

         إنني مدين للنائب المحترم على ما أبداه من ملاحظات وسرور لتطرقه إلى مركز إسرائيل بالنسبة إلى هذه الاتفاقية لأنها مهمة، وأرى شخصيا وآمل أن يرى ذلك معالي النائب المحترم أيضا بعد دراسة الاتفاقية. أن هذه الاتفاقية من ناحية إسرائيل كما اعتقد شخصيا، تطوير مرغوب فيه حقا أي الميثاق التركي العراقي والانضمام إليه الآن. فلأول مرة تنظر دولة عربية باتجاه إسرائيل وأعتقد أن هذا التطور مهم جدا وهذا هو السد الشمالي للدفاع عن الشرق الأوسط الذي شرع في تشييده.

         وفيما يتعلق بإمكان عمل تنظيمات تتناول أقطارا عربية أخرى وإسرائيل أعتقد أن معالي النائب المحترم يدرك ولا شك صعوبة التحدث في مثل هذه الأمور الآن وكل ما أريد أن أقوله أن أهم غرض نسعى إلى تحقيقه في الشرق الأوسط هو بلا شك الوصول إلى تسوية بين إسرائيل والدول العربية بأي شكل نستطيعه، ومع أننا الآن قد أقمنا سدا شماليا متينا للدفاع عن الشرق الأوسط بموجب هذا التنظيم

<2>