إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) نص رسالة الفريق عبد المنعم رياض القائد العام للقيادة العربية الموحدة بالنيابة، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 551 - 554"

الغطاء الجوي الذي كان يفترض قيامه فوق منطقة المعركة:

         1) منذ ان قامت هذه القيادة في اوائل عام 1964 قامت بدراسة الموقف العسكري العربي الشامل أظهرت النقص الكامل في مرافق الدفاع الجوي وبخاصة في المملكة الاردنية أظهرت بما لا يدع مجالا للالتباس ان هذه التغطية الجوية يجب ان تنبع من ارض الدولة ذاتها وذلك لقصر مدى عمل الطائرات المقاتلة المختصة بهذا النوع من العمليات، وطلبت مركزة المقاتلات العربية في اراضي المملكة الاردنية، وقد كررت طلبها هذا في كل مؤتمر للقمة واجتماع لرؤساء الحكومات ومجلس للدفاع عقد في ذلك الحين، وقد رفضت السلطات الاردنية هذا الطلب الى يومنا هذا.

         2) ان هذه القيادة قد عرضت على السلطات الاردنية توريد طائرات مقاتلة جديدة من احدث طراز في العالم فورا لقيام كيانها من حيث الدفاع الجوي، ولكن السلطات الاردنية اصرت على التعاقد على نوع امريكي من المقاتلات قديم ومجدد ويبلغ ثمنه ثلاثة اضعاف النوع الاول، ويتم توريده فيما بين سنتين وثلاث منذ التعاقد والذي لم يتم توريد طائرة واحدة منه الى الان.

         3) ان هذه القيادة قد تبين لها من دراساتها لمسرح العمليات الاردنية عدم توفر القواعد الجوية الصالحة لهذه المقاتلات وادرجت برنامجا لانشاء قاعدة جوية في الأراضي الاردنية، وقد دفعت هذه القيادة معظم تكاليف هذه القاعدة مقدما للسلطات الاردنية في شهر يونيو سنة 1964 ولم يبدأ العمل في هذه القاعدة الا في شهر يونيو سنة 1966، بينما اوشك العمل ان ينتهي في باقي سلسلة القواعد الجوية في الدول العربية الاخرى. هذا رغم الاستعجال والالحاح المتكررين من هذه القيادة.

         4) ان تخطيط القيادة في هذه الناحية يضع مسئولية الدفاع الجوي في الدولة من مسؤليتها، وليس صحيحا ما ورد في تصريح السيد الرئيس وصفي التل من أن التغطية الجوية جنوبي القدس من مسؤولية الجمهورية العربية المتحدة، لاستحالة ذلك ماديا من قواعد المقاتلات في سيناء كما سبق ان بينت.

         من هذا نرى ان السلطات الاردنية لم يكن رئيس لديها الى الان المقاتلات التي تسمح لها بالتغطية الجوية ورفضت مركزة اي قوات عربية من هذا النوع في اراضيها واصرت على التعاقد على طراز منها يرد بعد سنتين ولم تبذل الجهد المناسب في اقامة القواعد الجوية  في اراضيها رغم توفر المال لديها، واستعجال هذه القيادة المستمر لها في هذا الشأن. هذا مع علمها بأن مسؤلية الدفاع الجوي عن أراضيها يقع عاتقه عليها طبقا لتخطيط هذه القيادة الذي تمنع الامكانيات الفعلية لهذا النوع من الطائرات اي حل بديل له.

         ثانيا: فيما يختص بفتح النيران من باقي الجبهات العربية:

         1) قد ابلغت هذه القيادة بالعدوان الاسرائيلي في الساعة 14,40 علما بان هذا العدوان قد انتهى في الساعة 10,00.

          2) قد طلبت هذه القيادة من السلطات الاردنية في كل مؤتمر عقد منذ انشائها سواء على مستوى الملوك والرؤساء أو رؤساء الحكومات أو مجلس الدفاع السماح للقوات السعودية والعراقية بالدخول في اراضيها للاشتراك في الدفاع عنها وذلك لطبيعة الجبهة الاردنية الطويلة، وقد بينت هذه القيادة ان منع دخول هذه القوات يشل قدرة هذه القيادة في رد العدوان وذلك لخطورة الموقف عندئذ على الجبهة الاردنية ذاتها لما قد يحدث ان يتطور اليه موقف العمليات وعدم كفاية القوات الاردنية للدفاع عن اراضيها وحدودها الطويلة. وقد رفضت السلطات الاردنية ذلك في كل مرة طلب منها ذلك:

          3) ان مخطط هذه القيادة المصدق عليه من مجلس الدفاع ينص على مسئولية كل دولة في رد غارات العدوان عليها طالما لم يؤد ذلك الى احتلال جزء من اراضيها.

<2>