إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



برقية الرئيس هواري بومدين إلى رؤساء الدول الأفريقية التي لم تقطع علاقتها بإسرائيل حول هذه المسألة
المصدر:" الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 385 - 386"

برقية الرئيس هواري بومدين، رئيس مجلس الثورة ورئيس
مجلس الوزراء الجزائري، إلى رؤساء الدول الافريقية التي
لم تقطع علاقاتها السياسية بإسرائيل، حول هذه المسألة.(1)

الجزائر، 21/ 10/1973

 

(الشعب، الجزائر، 23/10/1973)

      ان الروابط المتينة التي تجمع بين شعبينا والعلاقات الأخوية القائمة بين بلدينا، تسمح لي باطلاعكم عن انشغالنا الكبير امام تطور الوضع في الشرق الأوسط، الذي لم ينفك يتفاقم بفعل التشجيع والمساعدة الكبيرة المتعددة الاشكال التي تمنحها بعض الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الاميركية، لاسرائيل، لاستمرار عدوانها ضد مصر وسورية.

      ان من حق هذين البلدين الشقيقين انتظار كل التأييد والمساندة التي تتطلبها قضيتهما العادلة، والتي يمليها انتماؤهما لنفس المجموعات الجهوية والسياسية، وذلك من جانب كافة الدول المحبة للعدالة والحرية، وعلى رأسها الدول الافريقية، في سبيل نصرة كفاحهما العادل من أجل تحرير أراضيهما المحتلة.

      انني على يقين - وأنا أعرف التقاليد النبيلة المناهضة للاستعمار والامبريالية لشعبكم وتمسككم الراسخ بميثاق منظمة الوحدة الافريقية ومبادىء سياسة عدم الانحياز - أنه، أمام تفاقم النزاع الذي اتخذ أبعاداً خطيرة، ولا سيما بالنسبة لأمن قارتنا، لن تتوانوا في التعبير، مرة اخرى، عن تضامن بلادكم مع مصر وسورية.

      وان المعركة التي تخوضها مصر وسورية ضد الاستعمار والصهيونية في الشرق الأوسط وفي افريقيا، لا تختلف عن المعركة التي يخوضها أشقاؤنا في غينيا بيساو وافريقيا الجنوبية ضد البرتغال والأنظمة العنصرية والأقلية فى بريتوريا وساليسبوري، تلك الأنظمة التي تساندها نفس القوى الامبريالية.

      ان التضامن الافريقي يلزمنا باختيار موقف إيجابي ضد اسرائيل التي اعتدت على دولة عضو مؤسس لمنظمتنا. وهذا الموقف لا يمكن ان يكون مختلفاً عن المواقف الذي اتخذته الدول الافريقية بالاجماع ضد أعداء قارتنا الاخرين، وبهذا الشأن فهل من حاجة الى التذكير بالتزام مصر المتواصل وكذلك سورية، ووقوفهما الى جانب حركة التحرير الوطنية في افريقيا، وبموقفهما الايجابي الذي لا غموض فيه، سواء بالنسبة للبرتغال أو الأنظمة العنصرية في روديسيا وافريقيا الجنوبية والتي لم تقيما معها أية علاقات.

      ان قضية الحرية، وهي واحدة لا تتجزأ، لا يجب أبداً، ولا سيما في هذه الساعات الخطيرة، أن تتعرض، وأنتم تتفقون معي في هذا الرأي، لأي اختلاف في المواقف ضد المعتدين على قارتنا مهما كانوا.

      ان الدول الافريقية، إذ تعبر عن تضامنها الفعلي مع الأمة العربية، تكون قد ساهمت مساهمة قوية في توثيق الصلات الطبيعية التي تربطها، وعملت على إقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، واحداث تعاون يرجع بمزيد الفائدة على كافة شعوبنا. وبذلك ستعطي افريقيا، مرة اخرى، صورة رائعة لوحدتها، وتكون وفية لنفسها ولتقاليدها.

      انني أنتهز هذه الفرصة للتعبير لكم، من جديد، عن تقديري وصداقتي، والاعراب عن أخلص تمنياتي بالسعادة والازدهار لشعبكم.


 


(1)

هذه الدول هي: سنغال، وغامبيا، وليبيريا، وسيراليون،
وساحل العاج، وزامبيا، ونيجيريا، والغابون، واثيوبيا،
وكينيا، وبوتسوانا، وغانا، وسوازيلاند، وليزوتو،
وجزيز موريس، وملاوي.

<1>