إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث في العراق عن حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 11 - 19"

التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث
العربي الاشتراكي في العراق عن حرب تشرين الاول
(اكتوبر) .
(1)

بغداد، 8 -12/1/1974

 

(الثورة، بغداد، 13/6/1974)

مقدمة
          بعد ايقاف اطلاق النار في 24 تشرين الاول (اكتوبر) 1973، اصدرت القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة، بياناً الى الجماهير العربية، اوضحت فيه موقف الحزب والثورة من الحرب ومن عملية وقف اطلاق النار والسياسات التي اتبعتها الانظمة، ووعدت الجماهير بأن تكشف الحقائق في الوقت المناسب.

          وابان انعقاد المؤتمر القطري الثامن في كانون الثاني (يناير) 1974، ناقش المؤتمر تقريراً خاصاً عن حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)] (دوافعها، تطوراتها، النتائج المتوقعة) وأقره. وخلال الاشهر الماضية، حفلت الساحة العربية بأشكال شتى من المناورات وأساليب التضليل التي استهدفت ترويض الجماهير العربية وتمرير التسويات عليها في ظل قعقعة السلاح والضجة السياسية والدبلوماسية الصاخبة.

          وها نحن نجد ان هذه اللعبة قد انتهت. فبعد اكثر من سبعة شهور من وقف اطلاق النار، وبرغم التضحيات الجبارة التي قدمتها الجماهير والجيوش العربية في حرب تشرين الاول (اكتوبر)، لم تحقق الانظمة غير فصل القوات، برغم الضجة الكثيفة التي تحاول ان تصوره على انه " انتصار "، وهو لا يعدو ان يكون تكريساً لوقف اطلاق النار واستعادة لجزء صغير جداً من الارض المغتصبة، في حين ما تزال ارض سيناء والضفة الغربية والقدس محتلة من قبل العدو الصهيوني.

          وانسجاماً مع وعد قيادة الحزب والثورة بكشف الحقيقة للجماهير، ننشر اليوم التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن عن حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)]، وما يتوقع أن تسلكه الانظمة من دروب، والتطورات المتوقعة، هذه الامور التي اثبتت تجربة الشهور الماضية صحتها. وفيما يلي نصه:
          لم تكن الحرب التي اندلعت في 6 تشرين الاول [ اكتوبر] 1973، مفاجأة لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي. فمنذ وقت طويل نسبياً، والقيادة تتوقع احتمال اتجاه النظامين المصري والسوري - بتوجيه واغراء بعض الاوساط الاجنبية واوساط عربية ايضاً - الى شكل من اشكال العمل العسكري ضد اسرائيل، بهدف تحريك الموقف في المنطقة، وتسهيل تنفيذ (الحل السلمي) الذي كان النظامان المصري والسوري يسعيان اليه. وكانت التقديرات الاولية تشير الى ان العمل العسكري المذكور، يمكن ان يقع في ايار [ مايو] او حزيران [ يوليو] 1973.

          وكانت القيادة القطرية للحزب قد اعدت تقريراً في اواسط تشرين الثاني [ نوفمبر] 1972، حددت فيه التصورات الاساسية للتطورات اللاحقة في المنطقة ودور الحزب والثورة فيها، وما يتهددهما من مخاطر بما تنطوي عليه تلك المخاطر من وسائل مستحدثة. وبنيت على اساس ذلك التقرير سلسلة من المقالات نشرت في جريدة الحزب " الثورة "، في الفترة الواقعة بين 11 و 26 شباط [فبراير] 1973، تحت عنوان " المنطقة ماذا ؟ والى اين؟ " وكان من بين ما تضمنته من تحليلات واستنتاجات، احتمال لجوء الانظمة المذكورة الى " قعقعة السلاح "،


(1) نشر هذا التقرير، كما ذكر في المقدمة التي اضيفت اليه، في الثالث عشر من حزيران (يونيو) .

<1>