إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث في العراق عن حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ط 1، ص 11 - 19"

حل المشاكل بيننا وبينها بالطرق السلمية، وعن طريق المفاوضات لتأمين جبهتنا الشرقية.

          وعقد في يومي 6 و 7 تشرين الاول [ اكتوبر) 1973، اجتماعان استثنائيان للجنة العليا للجبهة الوطنية والقومية التقدمية للغرض نفسه. وقد ايدت اللجنة العليا للجبهة هذه القرارات.

          وقد بنيت القرارات المذكورة على اساس الاعتبارات التالية، وهي اعتبارات سبق للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ان بينتها أمام المؤتمر القطري الثامن في جلسته الاستثنائية التي عقدت لهذا الغرض يوم 8/10/ 1973، وحظيت هي وقرارات القيادة بموافقته الاجماعية:
          1 - ان تقييمنا لدوافع الحرب والغايات المرسومة لها، لا يجوز ان يقف عائقاً امام مشاركتنا الكاملة والطليعية فيها. فمهما كانت تلك الدوافع والغايات، فان الجماهير تنظر اليها، وبخاصة اثناء احتدامها، باعتبارها معركة ضد العدو الغاصب، لذلك فانها تنتظر من حزبها ومن ثورتها في القطر العراقي ان يشاركا فيها بالقدر والمستوى اللذين يتناسبان مع مبادئهما وشعاراتهما ومسؤولياتهما القومية.

          2 - ان حزب البعث العربي الاشتراكي والسلطة الثورية في القطر العراقي لن يتمكنا من فضح الاتجاهات والمواقف التساومية والمتخاذلة التي تتخذها الانظمة اثناء المعركة وبعدها الا في اطار المشاركة الطليعية والفعالة في الحرب. وبغير ذلك، يفقد الحزب والثورة قدرتهما على توجيه الجماهير وتعبئتها وفق اتجاهات الثورة العربية الاساسية في النضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، اي يفقدان دورهما الطليعي المؤثر في الساحة العربية، ويتركان زمام القيادة بيد الانظمة المتخاذلة والرجعية.

          3 - ان ما رسمته الانظمة من مخططات، وما توقعته من نتائج من الحرب، ليس مضمون التحقيق. ففي اية عملية كبيرة من هذا النوع، يمكن ان تظهر نتائج عرضية بالغة الاهمية. ومشاركة الحزب والثورة مشاركة واسعة وفعالة في الحرب تتيح فرصة مهمة لتوجيه المعركة اتجاهاً نضالياً جذرياً، كما تتيح الفرص للخروج بنتائج مغايرة للنتائج التي تريدها الأنظمة، اي لصالح اسلوب حرب التحرير، ولصالح الأهداف الاساسية لحركة الثورة العربية.

          4 - ان سعي الأنظمة الى عزل القطر العراقي عن اية مشاركة فعالة في احداث المنطقة، وفي هذه المعركة العسكرية بالذات، ينطوي على تخطيط تآمري خبيث يستهدف في النهاية إسقاط الثورة. فلو لم يشارك القطر العراقي مشاركة فعالة في المعركة لخسرت الثورة، كما أشرنا، دورها الطليعي المؤثر في الساحة العربية، وتعرضت الى حالة شديدة من العزلة والاتهام، مما يتيح لقوى الردة في الداخل والخارج، الذرائع للتآمر على النظام الثوري الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي في هذا القطر.

          كما ان عدم مشاركة القطر العراقي في المعركة، كان يوفر للانظمة غطاء واسعاً لاتجاهها نحو التسوية وتصفية القضية، ويتيح لها ذلك امكانية إلقاء التبعة علينا، بادعاء ان احجامنا عن المشاركة لم يوفر الامكانات الضرورية لتحقيق الغلبة على العدو. ومن هذه الزاوية الخطيرة، فان المشاركة الفعالة في المعركة هي احدى الوسائل الثورية الاقتحامية للدفاع عن الثورة وتعزيز مواقعها ودورها الطليعي على الصعيدين القطري والقومي معاً، كما انها احدى الوسائل الاساسية لإسقاط ذرائع السائرين باتجاه الحلول الاستسلامية والتصفوية.

          5 - ان اندلاع المعركة الساخنة مع العدو الصهيوني قد وفر الظروف التي توقعها تقرير القيادة القطرية في تشرين الثاني [ نوفمبر] 1972. وبذلك، أصبح بامكاننا ارسال قطعات عسكرية مهمة خارج حدود القطر. ففي اثناء غليان المعركة ضد العدو الصهيوني لا تجرؤ الحكومة الايرانية على شن عدوان عسكري ضد العراق، لاعتبارات مهمة، وهي مشاعر الشعب الايراني المسلم، ورغبة حكومة ايران في عدم الانعزال عن الدول العربية، ومجاورة الاتحاد السوفياتي لايران وهو الذي يرتبط مع العراق بمشاهدة صداقة وتعاون.

          وفي الوقت نفسه، فان جو المعركة الساخنة ضد اسرائيل يشكل جداراً نفسياً امام محاولات القوى المشبوهة في الحركة الكردية لاثارة اضطرابات على نطاق واسع في المنطقة الشمالية.

          وقد أكدت تطورات الحرب وما اسفرت عنه من نتائج متوقعة وعرضية، صحة الاعتبارات التي بنت على اساسها القيادة قراراتها السابقة الذكر، كما اكدت الضرورة التاريخية الحاسمة لتلك القرارات.

          ان اشراف القيادة المباشر على تطبيق تلك القرارات، بكافة اوجهها العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وحتى ادق التفاصيل، واحاطة التطبيق بروح مقدام، والمبادرات الرائعة التي ابدتها قواتنا المسلحة في عملية الانتقال السريع الى الجبهة، وفي الالتحام الفوري بقوات العدو حال وصولها خط النار وفي مجمل العمليات العسكرية التي خاضتها، أعطت لمشاركة العراق نتائج ذات طبيعة تاريخية حاسمة.

          ان خطة المعركة التي وضعها النظامان المصري والسوري، والتي اعتمدت على عنصر المفاجأة والحرب الخاطفة، مع استبعاد العراق، كانت ستؤدي الى كارثة عسكرية محققة في الجبهة الشمالية بعد خمسة او ستة ايام من القتال.

          فبعد ان اقتحمت القوات السورية، في اليومين الاول

<3>