إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث في العراق عن حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 11 - 19".

بنكسة نفسية اثر خطاب الرئيس السادات في 16/10، مما ادى الى اضعاف قدرتها القتالية، وبالتالي تسهيل مهمة الاختراق المعادي.

          3 - ان هذا الاختراق كان مؤامرة مدبرة اشتركت فيها بعض الاوساط النافذة في السلطة المصرية.

          والخلاصة التي يمكن استنتاجها من عملية وقف اطلاق النار، ومن الموقف من مسألة الاختراق الصهيوني والعبور الى الضفة الغربية لقناة السويس، هي ان الانظمة التي أعدت " طبخة حرب التحريك " لم تكن تقصد اكثر من " تحريك" القضية، وانها كانت مستعدة - بالاساس - لتقبل اي تراجع عسكري او سياسي ممكن، في سبيل الوصول الى تسوية.

          وقد اكد هذا الاستنتاج مجمل الاحداث والمواقف التي اتخذها النظامان المصري والسوري والانظمة المتعاونة معهما، منذ وقف اطلاق النار حتى اليوم. وكان هذان النظامان بحاجة ماسة الى غطاء " عربي " لمواقفهما الرامية الى القبول بتنازلات اساسية في سبيل الحصول على تسوية لمشكلة الاحتلال. وقد حصلا على هذا الغطاء من خلال مؤتمر القمة الذي عقد في الجزائر في 26/11/1973، ومن اللقاءات والاجتماعات العربية اللاحقة.

          وقد لعبت بعض الحكومات العربية دوراً اساسياً في توفير هذا الغطاء. فتحت ستار مساندة النظامين المصري والسوري، وشد عزيمتهما، نشطت هذه الحكومات لعقد مؤتمر القمة، الذي رحبت به - فوراً - الانظمة الرجعية والاوساط الامبريالية. وقد اعطى المؤتمر الضوء الاخضر للنظامين المصري والسوري، وكذلك لبعض قيادات المقاومة الفلسطينية، للذهاب الى مؤتمر جنيف والوصول الى تسوية. ولكن المؤتمر، ولتغطية جوهر قراراته التساومية الخطيرة، استخدم لهجة التشدد اللفظي التي لا تعني، في واقع الامر، شيئاً. وهذا ما توقعناه تماماً عند مقاطعتنا له.

          وقد قررت القيادة مقاطعة مؤتمر القمة بناء على الاعتبارات التالية:
          1 - ان النظامين المصري والسوري قد اتخذا، من جانبهما، كل القرارات الاساسية: وقف اطلاق النار ، وقبول قراري مجلس الامن 242 و 338، والموافقة على حضور مؤتمر جنيف. واتخذت مصر مواقف اساسية من جانبها، بإعادة العلائق الدبلوماسية مع اميركا والاتجاه نحوها باندفاع كبير، طلباً للتسوية منها بالدرجة الاولى.
          وبعد كل هذه المواقف، لم يبق امام المؤتمر قضايا اساسية يمكن ان يدرسها ويتخذ بشأنها قرارات. وحضور المؤتمر يعني تزكية كل ما اتخذ وما يتخذ من قرارات مماثلة لاحقة.

          2 - ان اتخاذ موقف معارض داخل المؤتمر للسياسات التي اتبعتها الانظمة قبله، ولما ستتبعه بعده في جو عام من الموافقة الرسمية العربية، لن يكون له تأثيره المطلوب في الساحة العربية. ويمكن لهذا الموقف ان يضيع او يتعرض للتمييع، تحت ستار اللهجة المتشددة التي كنا نتوقع أن يتبناها المؤتمر، وهو ما حصل فعلا، وفي اطار التزوير الاعلامي من جانب الاوساط العربية والدولية المساندة للتسوية.

          3 - من الضروري في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، اتخاذ مواقف فاصلة وواضحة تماماً. فهذه المواقف هي التي تبنى على اساسها، المرحلة الجديدة في النضال العربي ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية. وان وضوحها وتميزها عن مواقف الانظمة العربية المتخاذلة شرط ضروري من شروط نجاحها وفاعليتها في الوقت الحاضر والمستقبل.

          اما بالنسبة لدور النفط في الاحداث، فان الاتجاه الاساسي الذي اتبعته الانظمة في هذا الميدان يتفق تماماً مع الاتجاه الاساسي في الميدانين العسكري والسياسي، اي عدم اتخاذ مواقف جذرية حقيقية واتخاذ مواقف "متشددة" شكلياً في اطار خطة " تحريك " الموقف، ولكنها تصب في النهاية في مصب المخططات الاميركية والرجعية.

          ان تأميم العراق حصة اميركا في شركة نفط البصرة، في اليوم الثاني لاندلاع الحرب، أشعل شرارة المعركة السياسية النفطية، وأشار بقوة الى كيفية استخدام النفط سلاحاً في المعركة. وقد وضع هذا القرار الحازم الانظمة المنتجة للنفط في موضع بالغ الحرج. فهي لم تكن راغبة في اتخاذ اي موقف في هذا الشأن، وكانت تأمل ان تنتهي الحرب بسرعة، كما كانت تتوقع ذلك وفقاً للتقديرات السابقة، لكي تعفي نفسها من اتخاذ اي موقف.

          ولكن استمرار الحرب فترة أطول مما توقعت، وتصاعد الموجة الشعبية العربية المطالبة بضرب المصالح الاميركية، دفعاها الى البحث عن صيغة تحاول، من خلالها، الالتفاف علي دعوة التأميم وافراغ الضغط الشعبي من زخمه القوي.

          وعلى هذا الاساس، دعت حكومة الكويت الى عقد مؤتمر لوزراء النفط العرب، لبحث كيفية استخدام النفط في المعركة. وقد عقد المؤتمر بعد احد عشر يوماً من بدء المعركة، وبعد خطاب الرئيس السادات الذي كان يشير بوضوح الى النية في ايقاف الحرب والقبول بالتسوية عن طريق اميركا.

          وتحت ضغط السعودية التي عارضت ما كانت تدعوه بـ (زج النفط بالسياسة)، اتخذ مؤتمر الكويت قراره بتخفيض الانتاج (5%). ذلك القرار الذي، قوبل بالاستهجان والرفض من جانب الجماهير العربية.

          ومن الجدير بالذكر ان الحكومة المصرية نفسها كانت

<5>