إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) حديث صحافي خاص للسيد عبد الحليم خدام، وزير الخارجية السوري، حول اتفاقية سيناء
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 483 - 486 "

التصحيحي دون ان تحدد كيفية فهم الخرق، اذ يكفي ان تزعم - اسرائيل - ان هناك خرقا ما وتقبل به الولايات المتحدة، وبالتالي تلتزم بعمل ما ضد مصر.

          كما تعهدت الولايات المتحدة، بموجب الملاحق السرية، بمنع صدور اي قرار من مجلس الامن يعتبر ضارا بالاتفاق او معدلا له. وبالتالي، فالولايات المتحدة قد التزمت باستعمال حق الفيتو لمنع تدخل المجتمع الدولي، الممثل بمجلس الامن، من تصحيح اي غبن يلحق بالعرب. وبالتالي، فان الولايات المتحدة، بموجب هذا الاتفاق، قد وضعت نفسها الى جانب " اسرائيل " لمواجهة المنظمات الدولية.

          وتعهدت الحكومة الاميركية، ايضا، بأنها لن تشترك بأي عمل او اقتراحات ترى " اسرائيل " انها ضارة بمصالحها، وستعمل لمنع جهود الآخرين في هذا الاتجاه. وهذا ضمان جديد تلتزم به الولايات المتحدة لتأمين الحماية السياسية والاقتصادية "لاسرائيل" تجاه اي تحرك دولي لمعاقبتها بسبب عدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة.

ان هذه الاتفاقية جعلت من " اسرائيل " عضوا غير مباشر في الحلف الاطلسي، اذ ان الولايات المتحدة، بالتزامها، بموجب الملاحق، بضمان امن - اسرائيل - تجاه اي تهديدات - لاسرائيل - اذا كانت هذه التهديدات من دولة كبرى، وطبيعي فتوسط الولايات المتحدة سيؤدي بالضرورة الى تورط حلف الاطلسي الذي تقوده. ومن هنا يأتي الالتزام الاميركي ليضع العالم امام احتمال حرب عالمية اذا تعرض امن - اسرائيل - للخطر. وهذا الالتزام لم تقدمه الولايات المتحدة حتى لاقرب حلفائها.

          ان اي نزاع ينشب بين - اسرائيل - واي بلد عربي آخر، ليس من حق حكومة مصر التدخل فيه، وهذا خلاف لما كانت ترويه الحكومة المصرية بأنها في حال توقيع اي اتفاق مع العدو، ستضع نصا يتضمن الغاء الاتفاق في حال نشوب نزاع بين " اسرائيل " وبين احدى الدول العربية.

          طبيعي، قد يقول بعض المسؤولين في مصر ان هذا تعهد اميركي ولا علاقة لنا به. ويمكن الاجابة على ذلك بأن الولايات المتحدة التي كانت وسيطا وضامنا لتنفيذ الاتفاقية، هي التي تقوم بتفسير النصوص التي يجري الخلاف عليها. ونشر هذه الملاحق، بعد الاعلان عن الاتفاقية مباشرة، هو لتأكيد الارتباط بين الاتفاق والملاحق. وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية الاميركي في مؤتمر صحفي عقد قبل ثلاثة اسابيع، بأن " اسرائيل " لم تكن لتوقع على الاتفاق مع مصر لولا التعهدات التي التزمت بها الادارة الاميركية تجاهها.

<3>