إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) حديث صحافي خاص للسيد عبد الحليم خدام، وزير الخارجية السوري، حول اتفاقية سيناء
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 483 - 486 "

          * كان واضحا منذ نهاية الحرب، ان ثمة مساعي اميركية واسرائيلية تبذل لنسف نتائج حرب تشرين [الاول (اكتوبر)].

وأهم هذه النتائج، ذلك التغيير في الرأي العام العالمي كقوة ضابطة لالزام " اسرائيل " بتنفيذ قرارات الامم المتحدة. لقد كان " الاسرائيليون " يدركون ان انعقاد مؤتمر جنيف في ظل نتائج حرب تشرين [الاول (اكتوبر)]، سيؤدي الى اجبار " اسرائيل " بالالتزام بالانسحاب من جميع الاراضي المحتلة، وبالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. ومن هنا برزت المناورة الاميركية " الاسرائيلية " لمنع عقد هذا المؤتمر في ظل ظروف مواتية للعرب، ولجأت الولايات المتحدة الى سياستها المعروفة خطوة خطوة لتمزيق الموقف العربي خطوة خطوة، ولخلق خطوة خطوة ظروف مواتية " لاسرائيل " عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وقد اكد هذه الحقيقة الملحق الثاني للاتفاقية السرية، حيث ورد في الفقرة الاولى:

          " يعاد عقد مؤتمر جنيف للسلام في موعد يجري تنسيقه بين الولايات المتحدة و " اسرائيل ".

          ويعني هذا الكلام التزام اميركا مسبقا بالموقف الاسرائيلي، كما يعني تحويل مؤتمر جنيف الى مؤتمر " اسرائيلي ". وهنا نتساءل: هل اصبح من الممكن قبول رئاسة الولايات المتحدة لاي مؤتمر كهذا المؤتمر؟ وهل من المقبول، بالنسبة للعرب، بعد هذا النص، المشاركة في مؤتمر تقرره الولايات المتحدة و " اسرائيل "؟

          لقد تعهدت الولايات المتحدة بالفقرة الثانية من الملحق برفض الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية تأكيدا لما ورد بالملحق الاول بالفهم الاسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني، فهل من الممكن التصور ان هناك اية نوايا نحو السلام مع استمرار تجاهل الشعب الفلسطيني وممثليه الشرعيين. وقد نسفت الولايات المتحدة، ايضا، مؤتمر جنيف - الفقرة الثانية - عندما تعهدت بالعمل لضمان اجراء المفاوضات الاساسية خارج المؤتمر على اساس ثنائي، وهذا يعني انه اولا تفريغ المؤتمر وانهاء مهماته، كما انه يعني ايضا تبني النظرية " الاسرائيلية " بالمفاوضات الثنائية التي تستفرد من خلالها العرب، وتستطيع ان تحقق المكاسب. فاستراتيجيتها في الحرب كما في العمل السياسي: في الحرب، تقوم استراتيجيتها على استفراد الجبهات العربية؛ وفي العمل السياسي تتحرك كذلك. وقد استطاعت، من خلال هذا الاسلوب، تحقيق انجازات كبيرة، برزت في اتفاقية سيناء وفي ملاحقها.

          واستمرارا لسياستها، تعهدت الولايات المتحدة بالاقتراع ضد كل مبادرة في مجلس الامن لاجراء تعديل لبنود قيام مؤتمر جنيف للسلام، او لتعديل قراري مجلس الامن 242 و 338. وهذا يعني ان الولايات المتحدة ستقف بوجه التطور الذي برز في المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، والذي ابرز الشخصية

<5>