إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق حول إعلان الرئيس السادات عزمه على زيارة إسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 422 - 423 "

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في العراق حول إعلان الرئيس أنور السادات، رئيس
جمهورية مصر العربية، عزمه على زيارة إسرائيل.

بغداد. 15 /11 /1977

( الجمهورية، بغداد، 16 /11 /1977 )

          أعلن السيد أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في خطاب له في مجلس الشعب المصري، الأسبوع الماضي، عن استعداده للذهاب إلى الأرض المحتلة، والدخول في حوار مع أركان العدو الصهيوني.

          وقد صورت الأوساط الدبلوماسية والإعلامية التابعة للحكومة المصرية هذا الإعلان، على انه تعبير عن جدية النظام المصري في التوجه الى التسوية السلمية، ومحاولة لفضح تعنت العدو الصهيوني وعدم جديته فيها، بل ذهب بعضها الى الادعاء بأنه أوقع العدو في ورطة.

          ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، تعبيرا منها عن ضمير الأمة العربية، واحتراما للنضال العربي الطويل ضد الصهيونية المغتصبة، ووفاء لعشرات الألوف من الشهداء العرب الذين قضوا دفاعا عن الحق العربي والأرض العربية والكرامة القومية، في الحروب والغارات العدوانية المتكررة التي شنها العدو على الأمة العربية، ومنها القطر المصري، تعلن انها تعتبر تصرف الرئيس السادات انحرافا خطيرا لا يجوز تجاوزه  والسكوت عنه.

          قد يكون لهذا الحاكم أو ذاك الحق في الاجتهاد في ميادين السياسة والدبلوماسية، وهذه الاجتهادات تخضع للتمحيص والتدقيق، وفقا لكل حالة، وللظروف المحيطة بها، ولكن لا يجوز لاي حاكم ان يتجاوز الحدود التي تمس في الصميم الحقوق القومية، والكرامة القومية، وبخاصة في قضية كالقضية الفلسطينية، التي لا يمتلك اي حاكم عربي حق وحرية التصرف فيها على انفراد.

          ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تستغرب، اشد الاستغراب، ان  يسمح رئيس دولة عربية لنفسه بأن يعلن عن استعداده للذهاب إلى الأرض العربية المحتلة، والدخول في حوار هناك مع المحتل المغتصب. فأية زعامة في التاريخ العربي، أو التاريخ الإنساني، نهجت مثل هذا النهج، وخطت مثل هذه الخطوة ؟

          ان الأجهزة الدبلوماسية والإعلامية، التابعة لأنظمة التسوية نفسها، تتحدث عن تعنت العدو، ورفضه الانصياع لمقررات الهيئات الدولية، ورفضه حتى صيغ التسوية التي تنطوي على أخطر التنازلات من جانب الأنظمة

<1>