إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان مجلس الوزراء الأردني حول زيارة الرئيس السادات المزمعة لإسرائيل والانقسام في الموقف العربي الناتج عنها
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطين، بيروت مج 13، ط 1، ص 447 "

بيان مجلس الوزراء الأردني حول زيارة الرئيس أنور
السادات المزمعة لإسرائيل والانقسام في الموقف العربي
الناتج عنها.

عمان، 19 /11 /1977

( الرأي، عمان، 20 /11 /1977 )

          انطلاقا من المبادئ التي رسمتها طموحات العرب وأمانيهم منذ تفجر ثورتهم الكبرى، ظلت المملكة الأردنية الهاشمية، عبر مسيرتها الطويلة، تؤمن بأن التضامن العربي ووحدة الصف، المستندين الى العقل والجرأة في الحق والشجاعة الأدبية، هما السبيل الأمثل لتحقيق الأماني القومية، والحل العادل المشرف للقضية الفلسطينية، بانهاء الاحتلال وتأمين حق الشعب العربي الفلسطيني على ترابه، واقامة السلام العادل في المنطقة.

          كان هذا هو مبدأ الأردن الذي رسم خط سيره قبل عدوان حزيران [ يونيو ] عام 1967 وبعده، بل ومنذ بدأت مأساة فلسطين، وفي ظل الظروف الدقيقة التي دخلتها القضية مؤخرا، عربيا وعالميا، سعت القيادة الأردنية لتجميع الصف العربي، وبناء جبهة موحدة، بدءا بأطراف المواجهة العربية، تكون قادرة على الدفاع عى الحق العربي، متفاعلة مع الاحداث والتطورات، قوية في طرح القضية العربية امام العالم على أكمل وانصع صورة، في اطار من الإيجابية الواعية، والالتزام المشترك الذي لا تنازل عنه في الحقوق العربية.

          وفي هذه الجبهة العربية فان لمصر الشقيقة موقعا خاصا، ودورا رئيسيا خطته بدماء شهدائها وتضحيات شعبها ومعاناته عبر السنين، وجسدته بعبور قناة السويس عام 1973، في عملية حربية بعد السنين الطويلة من مرارة الهزيمة وهوانها.

          ولقد جاء قرار الرئيس محمد أنور السادات بزيارة إسرائيل مفاجأة للملكة الأردنية الهاشمية، وسط مساعيها المستهدفة الإسهام في تنسيق العمل العربي، وتدعيم الصف العربي، وان لم تكن هي المرة الأولى التي يفاجأ بها الأردن بقرارات خطيرة تتخذ في الساحة العربية، وتنعكس آثارها علية وعلى الأمة بمجموعها.

          ولئن كان الأردن دائما مفتوح العقل، ايجابي التفكير، وبعيدا عن عقد المخاوف والسلبية بالنسبة لوسائل الكفاح لاحقاق الحق العربي، والنضال على الصعيد الدولي لازالة الاحتلال عن الأراضي العربية، واقامة السلام العادل المشرف. فانه يعتقد، وهو الذي يعيش القضية بكل ابعادها، بأن السبيل الأمثل للوصول الى هذه الأهداف هو التشاور والتعاون والجهد المشترك المنسق، والعمل المحسوب النتائج.

          ان الأردن يرى ان التفرد في التصرف ازاء القضية المشتركة، وفي مواجهة إسرائيل، صنو السلبية والقعود

<1>