إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان السيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري، أمام مجلس الشعب حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 489 - 492 "

بيان السيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس مجلس
الوزراء وزير الخارجية السوري، امام مجلس الشعب
حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل.

دمشق، 27 /11 /1977

( البعث، دمشق، 28 /11 /1977 )

          السيد الرئيس،

          أيها السادة،

          تواجه امتنا اليوم مرحلة دقيقة وحاسمة وخطرة في ساحة صراعها القومي ضد العدو الإسرائيلي، وتمثلت هذه الخطورة في الزيارة التي قام بها الرئيس المصري الى القدس، وما تلاها، وما يمكن أن يتلوها من تطورات.

          واذا كان رد الفعل العربي المباشر هو حالة من الذهول وعدم التصديق، ومن ثم الغضب والقلق من التطورات اللاحقة والعميقة، فان الأمة العربية الآن بدأت ترى، بصورة اكثر دقة وحساسية، ما جرى وما يجري من خلال ذلك المنعطف المتمثل في زيارة الرئيس المصري للقدس.

          والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا قبل الرئيس المصري القيام بزيارة العدو؟ ولماذا اختار هذا الوقت؟

          نحن نلمس بصورة واضحة هذا الرأي العالمي المتعاظم الذي يؤيد العرب في نضالهم المشروع لاستعادة أراضيهم المحتلة، واحقاق حقوق شعب فلسطين المغتصبة. ومع تعاظم هذه الحملة العالمية، تزداد حملة الضغط والتطويق للعدو والإسرائيلي، مما وضع العدو امام حالة ليست سهلة، حالة لا يستطيع فيها ان يتجاهل الرأي العام العالمي، ولا التطورات في الوضعين العربي والدولي، هذه التطورات التي تضعف قدراته في تحقيق مخططه القائم على النقاط التالية:

          1 - تصفية قضية فلسطين؛

          2 - إقامة علاقات سلمية طبيعية، اقتصادية وسياسية وثقافية؛

          3 - ايجاد نوع من التسوية لأراضي مصر وسورية المحتلة في اطار نظرية الأمن الإسرائيلي.

          ورغم الجهود التي يبذلها العدو لتنمية قدراته العسكرية، وفك طوق العزلة الدولية، فقد بقي العرب، رغم كل الظروف التي مروا بها، يسيرون، ولو ببطء، بخط متصاعد تجاه تحقيق أهدافهم، والتي عبرت عنها قمتا الجزائر والرباط:

          1 - الانسحاب الشامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك القدس؛

          2 - ضمان الحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير؛

          وعبر الخط العربي المتصاعد عن نفسه بالمظاهر التالية:

          1 - القوة الاقتصادية المتعاظمة لدى العرب؛

<1>