إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان السيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري، أمام مجلس الشعب حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 489 - 492 "

الكنيست، ووضع اكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول الإسرائيلي، ومخاطبة رئيس وزراء العدو بعبارة صديقي، وتوجيه الرسائل والاتصالات المباشرة، كلها تشكل اعترافا واقعيا وقانونيا.

          3 - احداث الانقسام الشديد في الوطن العربي. وليس هناك من يتوقع ان يمر هذا الحدث دون مواجهة حادة وعنيفة على امتداد الوطن؛

          4 - انهاء حالة الحرب والأرض العربية مازالت تحت الاحتلال، وقضية فلسطين لم توفر الحدود الدنيا من الضمانات لها؛

          5 - توجيه إهانة قوية للأمة العربية بأن يقوم رئيس عربي لتحقيق هذه الزيارة؛

          6 - فك العزلة الدولية المضروبة حول إسرائيل، ولا شك، فان بعد زيارة رئيس مصر الى القدس لن تجد دول عديدة حرجا في إعادة علاقات مقطوعة.

          السيد الرئيس، ايها السادة،

          ان الإسرائيليين يدركون جيدا ان تصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق نظرية الأمن الإسرائيلي، لا يتمان إلا عبر إقامة علاقات طبيعية. ومن هنا، فقد كان التركيز الإسرائيلي على هذا الموضوع، لانهم بذلك يحققون السيطرة التامة على الوطن العربي، اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وسيتحول العرب الى قوة عمل في الاقتصاد الإسرائيلي كما يجري حاليا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

          ان من الأهداف الأساسية للصهيونية العالمية السيطرة على اقتصاد الشرق الأوسط، بما فيه الاقتصاد العربي، وسيتم ذلك بوسائل متعددة.

          ان المواطن العربي، عاملا كان ام فلاحا ام مهنيا ام تاجرا ام مثقفا، لن يكون في ظل حالة العلاقات السلمية الطبيعية أكثر من أداة تخدم الاقتصاد الإسرائيلي. ومن جهة ثانية. فان حالة السلم، بالمفهوم الإسرائيلي، تعني فتح المنطقة امام ملايين اليهود في العالم، للهجرة وشراء أراض في الوطن العربي، كما تم في فلسطين، أراض في سورية ولبنان والأردن ومصر يسكنها مهاجرون يهود، تكون قاعدة لتوسع إسرائيل جديد في اطار بناء الدولة اليهودية من النيل الى الفرات.

          من هذه الزاوية يجب ان ننظر الى خطورة زيارة الرئيس المصري للقدس، والسياسة التي يمارسها. فهي بذلك تحقق للإسرائيليين، وبأيد عربية، ما عجزت عنه " إسرائيل " خلال عشرات السنوات السابقة. ولقد تكشف المخطط، ليس من خلال الزيارة، وانما من خلال خلفياتها وما تلاها، وهذا واضح مما يلي:

          1 - تجاوز الرئيس السادات وحدة الموقف العربي المتمثل بقرارات القمة العربية، والتي لم تحدد فقط الأهداف، وانما أساليب تحقيق هذه الأهداف. وبذلك حاول ان يسقط الابعاد القومية للصراع؛

          2 - إعلان الرئيس المصري البارحة عن الدعوة لما اسماه باجتماع تحضيري، الهدف منه تغطية الدعوة

<3>