إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان السيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري، أمام مجلس الشعب حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 489 - 492 "

          وهل الشجاعة في ان يتخذ المرء قرارا ضد امته، وضد مصالحها وأهدافها، ام الشجاعة في اتخاذ القرار الذي يواجه العدو ويتصدى له خدمة للأمة ولاهدافها؟

          واذا كانت مثل هذه الخطوة شجاعة، فعلى أولئك الذين يصفونها كذلك ان يعيدوا كتابة التاريخ من جديد، ويضعوا رجالا مثل تشرشل وديغول وستالين وتيتو في مصاف الجبناء، لانهم لم يذهبوا الى برلين ويحاوروا هتلر، كما يجب ان يعيدوا تقييم رجل كالمرشال بيتان الذي ادانه الشعب الفرنسي اثر الحرب العالمية الثانية، وما فعله بيتان اقل بكثير مما أقدم عليه رئيس مصر.

          ان قانون العقوبات المصري ينص على عقوبة جنائية تطبق ضد كل من يتصل بـ " إسرائيل " أو بالإسرائيليين، وقد حكم العشرات بموجب هذه المادة. فهل يعني ذلك ان كل أولئك الذين ادينوا يجب ان يعتبروا الآن شجعانا؟

          أيها السادة،

          كلكم تعلمون حبنا لمصر الشقيقة ولشعبها العظيم، وتقديرنا لجيشها، ودورها التاريخي في نضالنا القومي، والجهود التي كنا نبذلها دائما كي تكون مصر في القلعة، تناضل معنا من أجل قضية امتنا العربية.

          من هذا الشعور، حاول السيد رئيس الجمهورية اقناع الرئيس السادات، خلال زيارته الأخيرة الى دمشق، بضرورة الاقلاع عن قراره بزيارة " إسرائيل "، من اجل مصر ودور مصر. ومن اجل شعب مصر، شعرنا بالحزن والألم والمرارة عندما رأينا على شاشة التلفزيون رئيس مصر يحيي العلم الإسرائيلي، ويعانق مئير، ويشد بيديه على يدي دايان وشارون.

          من اجل مصر وكرامة مصر وعزة مصر شعرنا بالحزن والألم عندما شاهدنا رئيس مصر يضع اكليل الزهور على قبر الجندي الإسرائيلي الذي قتل المصريين والسوريين والفلسطينيين وعربا آخرين، من أجل مصر وشعب مصر وكرامة مصر ودور مصر شعرنا بالأسى عندما رأينا رئيس مصر في القدس العربية الأسيرة يعترف بالعدو، ويصافحه، ويعانقه، ويشطب بذلك سنين طويلة من الآلام والتضحيات والمرارة.

          لقاء ماذا؟

          هل خدمت هذه الزيارة أهداف امتنا بالسلام العادل؟

هل ساعدت هذه الزيارة على إقامة سلام عادل ودائم ومشرف؟ هل استطاع الرئيس السادات ان يعيد للفلسطينيين حقوقهم الوطنية في فلسطين، أو يعيد لمصر سيناء عبر هذا الطريق الذي سلكه؟

          ان حزننا كبير على الرئيس السادات، وعلى ما انتهى اليه من سقوط في طريق ما كنا نتمنى ان يسقط به.

          ان المراهنة على السلام لا تكون بوضع كافة الأوراق والأسلحة بيد العدو، وانما بامتلاك زمامها.

          أيها السادة،

          اذا كان الإسرائيليون، تحت ضغط التضامن العربي

<5>