بيان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية فى العراق حول زيارة الرئيس جيمي كارتر للمنطقة وأهدافها
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت ،مج 15، ط1، ص 90 - 92"

بيان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في العراق حول زيارة الرئيس جيمي كارتر للمنطقة وأهدافها.

         لقد اصبح واضحا ان الجولة التي يقوم بها الرئيس الاميركي جيمي كارتر في المنطقة العربية جاءت بهدف استكمال حلقات المؤامرة التي تعدها الولايات المتحدة الاميركية لتمرير الحلول التصفوية الاستسلامية واحكام الحصار على المنطقة واخضاع شعوبها للسيطرة الامبريالية ومواجهة المعطيات الايجابية التي افرزها نضال شعوب المنطقة والانتصارات المتلاحقة التي حققتها في هذا النضال خلال الحقبة الزمنية القصيرة الماضية، فالادارة الاميركية بعد سلسلة الهزائم والنكسات التي منيت بها سياستها وظهور قوى وتيارات تحررية جديدة بدأت تلعب دورها في التصدي لهذه السياسة القائمة على العدوان والاستغلال والاغتصاب ومقاومتها وتحديها بالكفاح والثورة والارادة الحرة، وتضاؤل الدور الاميركي في المنطقة العربية وانكماشه وعجزه عن مواجهة المد القومي الذي احدثه عقد ميثاق العمل القومي المشترك بين العراق وسورية وانعقاد مؤتمر قمة بغداد والذي اكدت نتائجه الاجماع العربي على رفض واستنكار اتفاقات كامب ديفيد الخيانية وسياسة التركيع والتسويات الاستسلامية المهينة، وتحقيق صيغ للقاء والتعاون بين الاقطار العربية على مستوى الحد الادنى من المجابهة للمخططات الامبريالية والصهيونية.

         وبذلك اصبحت اميركا وحلفاؤها في المنطقة يشعرون بالعزلة والاغتراب في مواجهة هذه الظواهر الايجابية حيث بدأت الادارة الاميركية تتحرك بسرعة، وكثافة مستخدمة كل ما لديها من قوى وطاقات وامكانات لتطويق هذه المعطيات النضالية واجهاضها، وضرب النهوض الجماهيري وارادة الرفض العربي واحكام الطوق على المنطقة واخضاع شعوبها لارادة القوى الامبريالية والصهيونية حتى ولو ادى الامر الى استخدام القوة.

         وفي هذا النطاق وضمن هذا المخطط بدأ سيل التهديدات الاستفزازية التي اطلقها كبار المسؤولين في الادارة الاميركية، وتأكيدهم على ان اميركا سوف تلجأ الى استخدام القوة لحماية مصالحها وادامة

<1>