إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) بيان الحكومة السورية أمام مجلس الشعب حول السياسة الخارجية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 487 - 490"

         وفي مجال الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي لا بد من مراجعة عميقة لمجمل سياستنا في المؤتمر القومي المقبل للحزب ذلك إننا أمام مرحلة جديدة.

         إذ يجب الاعتراف ان كامب ديفيد محطة في تاريخ صراعنا، مع الصهيونية إذ لا يمكن أن نواجه مرحلة ما بعد كامب ديفيد باستراتيجية المرحلة التي سبقتها.

         ولعل من ابرز التغييرات التي يجب ان تطرأ على سياستنا هي الموقف من مبدأ التسوية السياسية ذلك ان الحديث عن التسوية السياسية في ظل الاختلال القائم في التوازن لن يسوق إلا إلى التسليم بالمطالب الإسرائيلية.

         ان العرب الآن يعيشون في أوهام السلام في الوقت الذي يعيش به الإسرائيليون كل حقائق العدوان والحرب.

         ففي الوقت الذي يبحث فيه بعض العرب عن كلمة لتصدر أو بيان من هذه الدولة أو تلك يعمل الإسرائيليون على بناء مستعمرة أو تهجير عرب أو الإمعان في تهويد التراب العربي.

ان سياسة الجمهورية العربية السورية، انطلاقا من الاعتبارات التي أشرت إليها ستركز في المرحلة المقبلة على تحقيق ما يلي:

         1 - تعزيز اتجاه الصمود في الساحة العربية وبالتالي فان العمل العربي المشترك يجب ان يرتكز بصورة رئيسية على أساس حشد الطاقات بصورة فعالة في ساحة الصراع وبالتالي فان التضامن العربي الذي لا يقوم على هذا الأساس الواضح المرتبط بالمصالح القومية للامة العربية لن يستطيع مواجهة التطورات المتلاحقة في الساحة العربية.

         2 - تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو وبذل كل الجهود في سبيل ذلك واعادة ترتيب سياساتنا الداخلية والخارجية على هذا الأساس.

         وبتعبير آخر فان كل ما من شأنه ان يساعدنا في تحقيق التوازن وبالتالي في الصمود والتحرير يجب ان نسعى إلى توفيره.

         3 - تعزيز علاقاتنا مع جميع قوى التحرر والتقدم وتطويرها نوعيا مع الاتحاد السوفيتي بما يعزز الجبهة المعادية للصهيونية والإمبريالية ويساعدنا على إعادة التوازن إلى المنطقة.

<8>