إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

السيد خالد بكداش - إنا نؤيد هذه الخطوة التي تقدم عليها  الحكومة ونرجو لها التوفيق فيها، ان هذه الخطوة هي  انتصار جديد للاتجاه الاستقلالي في سوريا، انه انتصار  للاتجاه التحرري في كل العالم العربي، ان هذه التصريح  الذي أدلت به الحكومة عن عزمها على الدخول في مفاوضات  لأجل اتحاد مع مصر هو مظهر من مظاهر ما المح إليه دولة  رئيس الوزراء السيد صبري العسلي في جلسة الثقة بانه  الحدث الجديد العظيم في السياسة السورية خلال المرحلة  الأخيرة، خاصة وانها انطلقت من قفص الاستعمار وانطلقت  من قفص الغرب وانها لن تعود إلى هذا القفص ان شاء الله،  ان السياسة السورية يقررها اليوم الشعب السوري، يقررها  ممثلو الشعب السوري دون ان يأخذوا بعين الاعتبار سوى المصلحة الوطنية، والمصلحة القومية العربية. ان هذه  الخطوة فيها قبل كل شيء دعم لاستقلال سوريا وتوطيد  لموقفها ضد أخطار الأحلاف الاستعمارية وضد حلف بغداد  الذي يجدد المؤامرات في سبيل جر سوريا إليه، ان هذه  الخطوة فيها تثبيت لاتجاه سوريا العربي التحرري الذي  تحاك الآن المؤامرات الاستعمارية وتنشط للقضاء عليه، ان  مصر وسوريا تسيران في طليعة البلاد العربية ضد الاستعمار  وضد الاحلاف فمن الطبيعي إذن ان يكون هذا الاتحاد الذي  نقدم عليه ونسعى إليه نتيجة لازمة - بوجه خاص - لهذا  الاتجاه العربي التحرري الجريء المشترك بين سوريا ومصر،  وفي اعتقادي أيضا ان يكون هذا الاتحاد مفتوحا لجميع  الدول العربية المتحررة ومعنى ذلك - ومعنى فتح هذا الاتحاد  لجميع الدول العربية المتحررة معناه إلينا جميعا إلى  السوريين والمصريين والعرب في جميع أقطارهم معناه - ان  نرص الصفوف أكثر فأكثر لكي تتحرر جميع الشعوب  العربية من الاستعمار فكلما تحرر شعب من الاستعمار كلما  قويت وتوطدت وتقدمت قضية الوحدة العربية إلى الأمام واننا  ننظر جميعا بلهفة إلى ساعة تحطيم حلف بغداد وتحرير  القطر الشقيق منه ومن كل اثر لنفوذ الاستعمار السياسي  والعسكري لكي ينضم العراق الشقيق إلى العائلة العربية  المتحررة، ان هذا الاتحاد طبعا هو ضد العدوان الاستعماري  وصنيعته إسرائيل، الذي نرى اليوم مظهرا من مظاهره الوقحة على حدود الأردن العربي الشقيق، ولكن هذا الاتحاد إذا تحقق فهو ليس فقط ضد عدوان الاستعمار وعدوان  صنيعته إسرائيل، بل انه أعمق وأخطر من ذلك، انه يهدف  إلى تحقيق الوحدة القومية العربية التي لن تستكمل مقوماتها

<11>