إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

تندفع فيها يعود إلى أمرين أساسيين خطيرين: الأمر الأول هو ذلك التحول الذي جرى في حياة مصر، فقد انتقلت مصر من حياة الميوعة ومن حياة الضعف والاستكانة من حياة  الذلة إلى حياة القوة والعزة، إلى حياة الكرامة والاستقلال.  لقد كشف عن بصيرة أولئك الذين يقودون حركتها فأدركوا  الدور التاريخي الذي ستلعبه والذي يجب على مصر ان تلعبه  في هذه البلاد العربية وقد وضعها الله في مكان القلب منها  وجعل البلاد العربية على يمينها وشمالها فجعلهم يدركون  ذلك ويدركون الموقف الخطير الذي هم فيه، وهم أكثر البلاد  العربية جميعها عددا، لقد كانت هناك عقلية تحدث عنها  الزميل الدكتور منير العجلاني، كانت في مصر عقلية حائرة  مضطربة مشوشة ولكن الشيء الجديد الذي قام في مصر  والذي بدل كثيراً من الأمور في الشؤون الاجتماعية والشؤون  الاقتصادية والسياسية، بدل أيضا العقلية التي لم تكن تدرك  قيمتها والتي لم تكن تقدر مركزها وانها هي وهذه البلاد  السورية قد اجتمعتا من قبل في موقف واحد وتحت موجة  استعمارية طاغية جاءت من قبل في التاريخ تحت ستار  الصليبية في الأمس كما تأتي اليوم تحت ستار الصهيونية  لتحتل مركزها في هذه البلاد العربية ولقد كان تجمع هذه  القوى هو الذي دفع تلك الموجة وان تجمع هذه القوى أيضا  - في الظروف الحالية - هو السبب في دفع هذه الموجة الثانية  أيضا. لقد أدركت الثورة في مصر ذلك فقامت تستجيب وقام  دستورها ينص على ان مصر جزء من البلاد العربية. وأمر  آخر أيها السادة هو أمر هذا الخطر الذي وجد في قلب البلاد  العربية، والذي ينمو يوما بعد يوم على حساب غفلة هذه  البلاد التي قامت عليها إسرائيل في الماضي فكانت في عام  1917 " وعدا " وفي عام 1948 أصبحت " دولة " وفي عام  1956 صارت تستطيع ان تقول: " انها يمكنها ان تنازل بجيشها مجموع جيوش الدول العربية " وانا أريد ان اسأل  أي رجل لديه فكرة ماذا ستكون النتائج لو اننا بقينا على  حالنا ولم نتبن هذه السياسة التحررية ولو ان مصر كانت لا  تزال عالقة في أذهانها رواسب الماضي فلم تهب وتتدارك   أسباب القوة وتتدارك أيضا أسباب السلام اللازم لأجل ان  تقفز أمام هذا العدو الذي تجاوبت مصلحة الاستعمار مع  مصلحته، وكان من نتيجة هذا التجاوب المساندة بينهما، وكان الخطر الذي أصبح يتفاقم يوما بعد يوم. هذه هي الأمور التي حركت كوامن نفوس الشعب العربي ودفعته لان  يتبنى فكرة الوحدة ويتبنى فكرة الاتحاد مع مصر، وان هذا  الشعب لا تقف أمانيه عند هذا الحد وانما تتعداها لاتحاد

<6>