إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسورية ومصر
المصدر: " المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 302 - 309 ".

اتحاد، بل في وحدة شاملة لأن الأردن هو جزء لا يتجزأ من سوريا وحدتهما الطبيعة وكانا على مر الزمان بلدا واحدا قبل ان تمتد يد الأجنبي إلينا فتمزق شملنا وتقيم على الأرض الواحدة دولا وحكومات حتى يبقى أطول وقت ممكن، فإذا كان العائق الأساسي الذي كان يقف في وجه هذه الوحدة وهو الاستعمار قد تخلصت منه سوريا منذ زمن بعيد وتتخلص منه الأردن الآن، فاننا مدعوون جمعياً إلى إقامة وحدة بين هذين البلدين حتى يعودا كما كانا بلداً واحداً، ثمة أمر خطير آخر، أثاره الزميل الذي تكلم قبلي وهو موضوع الاتحاد فانني ما زلت اذكر ان موضوع الاتحاد مع الأقطار العربية المتحررة وخاصة مع الشقيقة الكبرى مصر كان يشغل ذهن كل مواطن في هذه البلاد حتى ان أحزاب هذا المجلس وهيآته المختلفة قد اجمعت على ان يبدأ فوراً بالقيام بمراحل تحقيق هذا الاتحاد ويكون نواة لاتحاد عربي شامل بين الأقطار العربية المتحررة واني لأعلم بان الحكومة الموقرة قد وضعت في أولى مبادئ منهاجها الوزاري الذي أخذت الثقة على أساسه وكذلك كان شأن الحكومة القومية التي سبقت الحكومة الحاضرة، كما صرحت الحكومة مرارا وتكراراً بأنها قد ألفت لجنة وزارية لتباشر المفاوضات الآيلة لإخراج الاتحاد المنشود لحيز الوجود وما اظن ان عقبة تقف في وجه هذا الاتحاد فإذا كما قيل لنا، لتحقيق هذا الاتحاد ان تجمع سوريا على طلب ذلك فان هذا الإجماع قد تحقق، وان سوريا قد وافقت بحماس منقطع النظير بلسان مختلف هيآتها وأحزابها ونوابها بل بلسان كل فرد فيها، فما هي العقبة اذا، انني لأطلب جواباً شافياً على ذلك، لقد خطت سوريا في هذا السبيل خطوات كبيرة فعقدت مع شقيقتيها مصر والأردن اتفاقات عسكرية حتى تخلق من جيوش هذه الدول الثلاث وحدة عسكرية تقف في وجه العدوان الذي قد يشن على هذه البلاد كما شن في السابق وإذا كنا نقول لوقت قريب مضى باننا لا نكتفي بهذه الاتفاقات العسكرية وانما هي وسيلة من وسائل الوصول إلى الاتحاد المنشود، فاننا نستغرب كثيراً ان لا نصل حتى يومنا هذا لأي نتيجة ايجابية، وما ادري اذا كانت الحكومة قد قامت بمساع في هذه الصدد، فانها على كل حال مدعوة الى تقديم بيان شاف عن أسباب التلكؤ والتأخر، ذلك لان هذه الفكرة العظيمة هي الحلم الجميل الذي يدغدغ نفس كل مواطن في هذه البلاد، فنحن في سوريا قد نشأنا على حب العروبة وترعرنا على المطالبة بالوحدة العربية والتغني بها، ولقد كانت سوريا دائما وأبدا تنطلق منها الحركات النضالية في سبيل تحرر العرب ووحدتهم، لقد كان ذلك في السابق، حينما كانت سوريا ترزح كبقية البلاد العربية تحت

<12>