إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) اتحاد الجمهوريات العربية
"المشاريع الوحدوية العربية 1913- 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 432- 452"

قيادة الثورة ورئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية الليبية وحافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، على اعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية والاحكام الاساسية لهذا الاتحاد. وتتويجا للجهود المستمرة التي لم تتوقف منذ ذلك الحين والتي اشترك فيها ممثلون عن الجمهوريات الثلاث، لانجاز مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية.

واستجابة لارادة الشعب العربي في دفع الخطى ومضاعفة الجهد في استكمال كل الخطوات التحضيرية والتمهيدية لقيام هذا الاتحاد كحقيقة عربية اصيلة تواجه دورها العربي وتستجيب لمسؤولياتها التاريخية في مسيرة النضال العربي وفي حركة الثورة العربية.

واستشعارا من الرؤساء الثلاثة بضخامة المسؤولية التاريخية التي يتحملها الجيل العربي الحاضر في مواجهة موجة العدوان الشرسة التي تعرضت لها الامة العربية كان اجتماعهم في دمشق خلال الفترة 26 - 28 جمادى الاخرى 1391هـ الموافق 18 - 20 من اغسطس - آب سنة 1971م، للانتهاء من مناقشة مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية واقراره تميهدا لدفع الخطوات المتفق عليها في بنغازي لقيام الاتحاد ومؤسساته وبدء الممارسة الفعلية لمسؤولياته العربية والتاريخية.

وقد جرى اجتماع الرؤساء الثلاثة وسط مشاعر التأييد الواسع والامل الكبير الذي عبر عنه الشعب العربي السوري العظيم، الذي ظل رغم كل الظروف امينا على الوحدة العربية داعيا لها وعاملا من اجلها ومناضلا في سبيلها.

وقد اكد الرؤساء الثلاثة خلال المداولات التي جرت بينهم وفي الاجتماعات التي عقدوها مع الوفود المرافقة لهم والتي تركزت حول المعركة وتقييم الوضع بكل ظروفه واحتمالاته، ان المواجهة مع العدو الصهيوني الجاثم فوق ارضنا العربية قد اقتربت من الحسم، وان العدو استشعارا منه بذلك قد زاد من ضراوته وشراسته وتصميمه على تكريس احتلاله مستخدما في ذلك ابشع وسائل القهر والغصب ضد المواطنين العرب في الاراضي المحتلة الى جانب تصعيد قوى الاستعمار العالمي بكل اشكاله بقيادة الولايات المتحدة الامريكية المعادي للامة العربية والمستقبل العربي من مؤامراتها في محاولات محمومة لاضعاف جبهتنا المواجهة للعدو وتفتيت وحدتها النضالية وسلب قدراتها على حسم المعركة عسكريا مع العدو لصالح الحق العربي المشروع، وان ما يجري الآن من تصفية المقاومة الفلسطينية واجهاض حركتها هو جزء من المخطط الصهيوني الاستعماري الواسع الذي يستهدف حماية الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية وتأمينه ودعمه وتكريسه ضد الانتفاضة الكبرى التي يتأهب لها الشعب العربي على امتداد الوطن العربي كله.

<28>