مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7 - مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (1) محضر جلسة المؤتمر
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 341 - 345"

         أرجو أن تسمحوا لى سعادتكم أيضا أن أشكركم على ما خصصتم به جلالة الملك ملكنا المعظم من الحفاوة فإن مظاهر الاحترام والود التى أبداها الشعب الإنجليزى وحكومته نحو الملك فؤاد فى كل من زياراته لهذا البلد الجميل. كان لها فى مصر كلها أحسن الأثر، وقد أعجب جلالته بجمال الأرض الإنجليزية وذكاء الشعب الإنجليزى ونشاطه.

         إن كثيرين منا فى الواقع لا يجهلون انجلترا. وقد سبق لنا أن تذوقنا ما فى خلواتها من جمال هادئ محبب إلى النفس وتأثرنا بما تنطق به آثاركم وماضيكم وتقاليدكم.

         إن زيارتنا لقصر وندسور ستتيح لنا أن نحيى مهد الأسرة الملكية الإنجليزية الجليلة كما سنحفظ بين أفضل ذكرياتنا زيارتنا لجامعتين من جامعاتكم المحترمة. وإن واحداً من زملائى - كما قلتم سعادتكم - ليقدر بحق مزايا الثقافة التقليدية فى هذه البلاد التى توج فيها دراسته باقامته مدة طويلة فى جامعة أكسفورد الشهيرة وإن هذا المثال الذى احتذاه كثير من شباننا هو خير مقدمة للوفاق والمودة بما يقتضيه من التقريب الفكرى.

         إنى على تمام الثقة من ان هذه المودة وهذا الوفاق ستؤكدهما نهائيا. مباحثاتنا التى افتتحت هنا وبصفة رسمية فى نفس القاعة التى شهدت منذ بضع سنين إمضاء معاهدة لوكارنو.

         ن مصر أم الحضارة لتنهض اليوم فى فخار شبابها المتجدد. وفى جلال ماضيها مطالبة بنصيبها من المجهود المثمر الذى تبذله الشعوب الحرة فى سبيل السلام والتقدم. فطبيعى أن تمد لها بريطانيا العظمى يد الإخاء. لأن بريطانيا أم الحرية لا يسعها إلا أن تحيى بسرور دخول مصر الفتاة فى مصاف الدول المستقلة ذات السيادة".

         بعد أن أتم دولة النحاس باشا خطابه دعى الأستاذ مكرم عبيد فألقى ترجمته إلى اللغة الإنجليزية وبعد انتهائه منها شكره دولة النحاس باشا.

         بذلك انتهت جلسة الافتتاح،

<5>