إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين - خطاب المستر اتلي في حفل افتتاح المؤتمر بلندن في 10 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 801 -804"

خطاب المستر اتلي
في حفل افتتاح مؤتمر فلسطين بلندن
المنعقد في 10 سبتمبر 1946

        انه ليسرني كل السرور أن أرحب في هذا المؤتمر بوفود البلاد العربية في الشرق الأوسط التى ظلت الحكومات البريطانية المتعاقبة خلال ربع قرن ترقب بعين العطف والاهتمام تقدم النهضة القومية فيها. واني واثق أنكم ستوافقون على أنه لولا أن طوحت الجيوش البريطانية بالسلطان العثماني في الأجزاء العربية من آسيا في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) لكان تقدم هذه النهضة أبطأ بكثير عما هو عليه الآن.

        وفي نهاية تلك الحرب أخذت بريطانيا على عاتقها مسئولية النهضة السياسية في العراق وفلسطين وشرق الأردن وكان معنى هذه المسئولية بالنسبة لنا التزامنا أولا بتدعيم أسس ادارة مستقرة ناهضة ثم ازالة جميع العوائق في سبيل الوصول إلى الحكم الذاتي بأسرع ما يستطاع وتمشيا مع هذه السياسة صارت العراق في عام 1930 دولة مستقلة استقلالا تاما ذات سيادة واكتسبت شرق الأردن اليوم نفس هذه الصفة ولم تكن العقبات التى صادفها طلب شرق الأردن الأول للانخراط في سلك الأمم المتحدة نتيجة تقصير من بريطانيا في تعضيدها التعضيد الكافي كما أني على ما أظن محق في القول بأن انضمام سوريا ولبنان الى جمعية الأمم المتحدة يعود الى تشجيع وتعضيد بريطانيا لهما.

        أما في فلسطين، لأسباب سنبحثها سويا حول هذه المائدة، فقد تضاربت مبادئ السياسة البريطانية مع مطامح العرب، وما قلته الآن يوضحه الفرق بين تكوين هذا المؤتمر وتكوين الهيئة التى اجتمعت لنفس هذا الغرض في قصر سان جيمس عام 1939.

        وأود هنا أن أضيف الى ما قلت كلمة ترحيب لأعضاء وفود الدولة العربية التى لم تكن ممثلة في مؤتمر عام 1939 - لبنان وسوريا - وللأمين العام لجامعة الدول العربية.

        ولي كلمة أخرى أتقدم بها على سبيل التمهيد وهى أن أية نهضة قومية لا تعد كاملة لمجرد الحصول على الاستقلال السياسي. وأعتقد أن الفرصة سانحة الآن للدول العربية للاقدام على مشروعات اقتصادية هامة تعود بفوائد جزيلة على سواد الشعوب العربية وتزيد من مكانة واستقرار هذه البلاد.

        وأنه ليسعدني أن أرى التعاون في مشروعات كهذه من أهم أغراض الجامعة العربية وانى أؤكد لكم أن حكومة جلالة الملك ستبذل كل ما في استطاعتها للمساعدة في توسيع نهضتكم الاقتصادية وتقدمكم الاجتماعى اذا طلب اليها ذلك.

<1>