إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب المستر اتلي في حفل افتتاح المؤتمر بلندن في 10 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 801 -804"

        ولنتحول الآن الى الموضوع الذى اجتمعنا من أجله. انكم تعلمون أن نوايا الحكومة البريطانية كانت دائما متجهة نحو دعوة حكومات الدول العربية للتشاور معها قبل البت نهائيا في أي حل لمسألة مستقبل فلسطين وعملا بهذا المبدأ لم تتوان في قبول اقتراح الدول الأعضاء في الجامعة العربية للمفاوضة معهم في هذا الشأن، ولى وطيد الأمل أن تكون نتيجة هذا المؤتمر الذى يبدأ أعماله اليوم جلاء الطريق للوصول الى حل مقبول لهذه المشكلة.

        واني لآسف شديد الأسف لقرار عرب فلسطين بعدم ارسال مندوبين لتمثيلهم في هذا المؤتمر، ولما كنت أعلم ما لمشكلة فلسطين من عظيم مكانة في قلوب البلاد العربية المجاورة لها فاني مقتنع كل الاقتناع بأن الجمع الحاضر يمثل وجهة النظر العربية تمثيلا وافيا فعالا رغما عن عدم وجود الوفد الفلسطيني.

        وأكاد أن أكون في غير حاجة لذكر ما تشعر به حكومة جلالة الملك من الأسف الشديد لحالة القلق والاضطراب التي غاصت فيها فلسطين مما أضر بمصالح وهناء كل جالية بل وكل فرد من افراد الشعب في تلك البلاد وهي حالة لا يمكن السماح بأستمرارها. وأنه لمن المحتم علينا أن نبذل كل مجهود في سبيل الوصول الى تسوية لنقط الخلاف المسببة لهذه الحالة بشكل يعيد الى تلك البلاد سلامها ورخاءها. وما عقد هذا المؤتمر الا للوصول الى هذا الغرض. وانى لا أعتقد كما يقال أحيانا أنها مشكلة لا يمكن ايجاد حل لها لأننى مقتنع بأنها اذا عولجت بروح التفاهم والتسليم بحقائق الأمور فلا شك أننا واصلون الى هذا الحل.

        ولكن اكتشاف حل كهذا سيتطلب مجهودا جبارا من الحنكة السياسية ولا أرى ظرفا أضمن للنجاح أسعد من اجتماع هذا العدد الكبير من الساسة المحنكين وهم على استعداد لتكريس أنفسهم لمكافحة الصعوبات التى نعلم جميعا أنها ستلاحق أى مشروع يقترح لحل هذه المشكلة.

        ولا مجال هنا لمناقشة التفاصيل كما أني لا أنوى محاولة سرد الصعوبات التي نوهت وعنها أو الافاضة فيها لأن حكومة جلالة الملك قد وضعت مشروعا ترى أنه عنى بالنظر فيه.

        وستكون مناقشة هذا المشروع أول مسألة في جدول أعمال هذا المؤتمر كما أني أود أن اؤكد لكم بأننا لم نتخذ أي قرار بشأن المشروع قبل مناقشته معكم، فها هو الاقتراح نقدمه لكم للنظر فيه ولكل وفد الحرية المطلقة لاقتراح أية تعديلات يرتئيها أو لعرض أية مشروعات أخرى للوصول الى تسوية بطرق مختلفة.

        وأعظم أمنية لنا هي أن تدور المناقشات على أوسع نطاق مستطاع في جو مشبع بأوفر قسط من الصراحة والحرية لأن تبادل الآراء على هذا الشكل أنجع وسيلة يحتمل الوصول بها الى حل مقبول.

        ومن البديهي أنه ليس في نيتي مطلقا محاولة املاء طريقة سير المدوالات ولكني أود أن أرجوكم باخلاص أن تضعوا نصب أعينكم الأمور الثلاثة الآتيه:

<2>