إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب كميل بك شمعون (الجمهورية اللبنانية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى علم 1949 وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 812 - 818"

1 -

ان المشروع يعمل على تقسيم فلسطين الى وحدات ادارية في مناطق أربع هى المنطقة العربية، والمنطقة اليهودية، والنقب وهى عبارة عن أرض حرام، ومنطقة القدس وهى مركز الحكومة الفلسطينية المركزية.

2 -

ستتولى الحكومة المركزية مسئولية الهجرة التى تجرى بعد اتمام هذا التقسيم ولكن المنطقة اليهودية تستطيع أن توصى بقبول أى عدد من المهاجرين يمكن هذه المنطقة أن تتقبلهم.

3 -

تحكم كلا من المنطقتين العربية واليهودية ادارة مسئولة عن تيسير الشئون المحلية.

4 -

حالما تتم موافقة الجهات صاحبة الشأن على هذا المشروع سيرخص بهجرة 100000 يهودي إلى فلسطين.

         والوفد اللبنانى لا يمكن أن يساهم في هذا المشروع الذى لا يصلح الا فى بلاد بكر لم يسكنها أحد بعد وليس في بلاد أقام فيها العرب طوال التاريخ ولهم فيها حقوق لا يمكن اغفالها أو التغاضي عنها.

        وبينما النظام الانتدابي والتشريعات الاخرى التى سبقت هذا النظام وجاءت بعده تعترف بحق العرب في فلسطين اعترافا شاملا فان المشروع القائم للحكومة البريطانية يقصر حقوق العرب في المنطقة "العربية" وهذا المشروع في اخضاعه المنطقة العربية للحكومة المركزية يجعل الآمال القومية مسائل وهمية تماما.

        هذا بينما "النقب" وهي أراض لم يمش فيها غير العرب منذ آماد بعيدة قد انتزعت من المنطقة المخصصة للعرب.

        وتضم المنطقة اليهودية أكثر الأراضي خصوبة وتشمل هذا الجزء الأعظم من مزارع الموالح العربية، وكذلك المواني البحرية الرئيسية. وهي تحتوى كذلك بجانب مساحات الارض الشاسعة التى يملكها العرب الآن فعلا - على أقلية عربية لا تقل عددا عن سكان هذه المنطقة من اليهود وستتعرض هذه الاقلية المهمة والارض التى تمتلكها للضغط وانتزاع الاراضي من جانب المؤسسات اليهودية والادارة.

        ويكفينا لكى نتصور المعاملة التى سيلقاها العرب أن نشير الى نصوص الاكتتاب القومي اليهودي التي تشترط عدم رجوع الاراضي اليهودية الى غير اليهود والى عدم استخدام غير اليهود في هذه الاراضى بحال من الاحوال.

        وحسبنا أن نلقى نظرة على الخرائط التى رسمتها لجنة التحقيق الانجليزية الأمريكية لندرك ان تنفيذ خطة من هذا النوع كافية لان تقضى القضاء المبرم على آمال العرب القومية عامة، بل انها تتعارض تعارضا شاملا مع مصالح العرب وحقوقهم.

        ولا نستطيع كذلك أن نساهم بالموافقة على دخول مائة ألف مهاجر يهودي جديد ولا جواز هجرات تالية أخرى. اننا ندرك تمام الادراك أن الصهيونيين سيستغلون بمساعدة الهيئات التي تناصرهم في كل العالم التعاسة التى يعاينها اخوانهم في الدين في البلاد الأوربية فيملئون منطقتهم بأعداد هائلة من المهاجرين حتى يستطيعوا أن يدعوا بعد هذا أنهم أغلبية فيفرضون بهذا وجهة نظرهم على الحكومة المركزية ويبسطون سيطرتهم على كل فلسطين.

<6>