إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين- خطاب سمو الأمير سيف الإسلام عبد الله (المملكة اليمنية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص834 - 836"

خطاب سمو الأمير سيف الإسلام عبد الله
(المملكة اليمنية) (*)
ألقي في مؤتمر فلسطين بلندن
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946

     إنى أقدر الروح التى سادت خلال اجتماعات هذا المؤتمر السابقة والتى تعبر عن رغبة لايجاد حل نهائى لمشكلة فلسطين. كما أننا نقدر فى الوقت نفسه استجابة بريطانيا العظمى لما أبديناه من رغبة فى الدخول في المفاوضات على أساس المناقشة الحرة بقصد الوصول الى نتيجة سليمة وعادلة.

     لقد ظلت الحكومة اليمنية وأخواتها الدول العربية تشاهد مدى ربع قرن مجرى الحوادث فى فلسطين كما تتبعت ببالغ الاهتمام محاولات اللجان والهيئات المختلفة التى اشتغلت بهذه المشكلة والتى باءت جميعها بالفشل وذلك لأن الوسيلة التى تذرعوا بها لمعالجة المشكلة كانت خاطئة تماما ولم تهتد قط الى السبيل القويم. وكان آخر هذه المقترحات ما تضمنته مذكرة وفد الأمم المتحدة وهو مثل لانصاف الحلول كما سنتولى بيانه.

1 -

إن المشروع الجديد يعتمد فى منشأه على توصيات اللجنة الإنجليزية الأمريكية التى رفضت الدول العربية الاعتراف بها اذ لم يكن لها أساس قانونى. ولهذا أحست الدول بأنها على صواب حينما رفضت هذه التوصيات رغم ما يكون قد لحق بها من تعديل.

2 -

يجب ألا تختلط مسألة المشردين بالمسألة الفلسطينية -فان اليهود المشردين حينما يدخلون دولة - غير فلسطين- إنما يدخلونها دون قصد سياسي ولهذا فان سكان هذه البلاد ليس لهم أن يخشوا من أي تعقيدات بينما اذا دخلوا فلسطين كانوا خطرا داهما على السكان العرب نظرا للنتائج السياسية التي تعقب مثل هذا العمل. وبعبارة أخرى فانهم اذ ذاك يبعثون الاضطراب في الميزان الدقيق الموجود حاليا.

3 -

ان المشروع يقبل المبادئ التى رسمتها التوصية الثالثة للجنة الانجليزية الامريكية كأساس. وتقول هذه التوصية بأن فلسطين لا يمكن ان تكون دولة يهودية أو دولة عربية ولذلك كانت مطامح الجاليتين فى فلسطين بحيث لا يمكن التوفيق بينهما وان العرب واليهود لن يمكن أن يتفقوا على أن يعيشوا متجاورين.

      وهذه المبادئ خاطئة تماما لأن المهاجرين العارضين لا يمكن أن يسلبوا العرب وطنهم. وعلاوة على ذلك فان التاريخ يحدثنا أن اليهود عاشوا فى بلاد


(*) "الوثائق الرئيسية فى قضية فلسطين" - جامعة الدول العريبة   

<1>