إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين- (تابع) خطاب سمو الأمير سيف الإسلام عبد الله ( المملكة اليمنية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص834 - 836"

       ونحن اذ نقرأ تفاصيل هذا المشروع نستطيع ان ندرك من نظرة عاجلة انه قد وفق فى ارضاء مطامع الصهيونيين وأخفق اخفاقا تاما فى اذكاء الأمل فى صدور العرب. وفوق هذا فان آمال الصهيونيين العريضة ورغبتهم القوية فى اتخاذ فلسطين قاعدة يتوسعون فيها حتى يسيطروا على بلاد الشرق الأوسط كل هذا كفيل بالقضاء على عامل الزمن - الذى جاء في المشروع أنه سيعمل على تحقيق التقدم السلمى والتطور الدستورى سواء بالاتجاه نحو التقسيم أو الاتحاد الاقليمى. وهما على كل حال ليسا مقبولين من العرب.

       ويظهر أن المشروع يقبل مبدأ مفاده أن المهاجرين - وهم غير شرعيين فى حالة فلسطين - يتخذون بصورة آلية جنسية البلد التى يهاجر اليها ويسمح لهم بالقيام بدور خطير للغاية فى تقدير أمور هذا البلد وهو مبدأ لم يقر مطلقا فى اى بلد آخر من بلاد العالم. ان حكومة صاحب الجلالة البريطانية اعترفت ولا تزال تعترف بوجود مثل هؤلاء الأشخاص فى فلسطين بينما العرب ينظرون لكل يهود فلسطين على انهم مهاجرون غير شرعيين. واننا نأمل فى اخلاص أن ينجح المؤتمر فى ازالة التشريعات غير المألوفة التى تجعل من فلسطين بلدا مختلفا كل الاختلاف عن بقية بلاد العالم.

       وأخيرا نرى كاتب هذه المقترحات يتوجه للرجال من الجانبين يسألهم أن يتعاونوا على القضاء على الارهاب. إن عرب فلسطين وهم عادة ضحايا أعمال العنف والاعتداءات ليغتبطون أشد الغبطة اذ يرون النظام والقانون يعم البلاد جميعا. إن هذه الاعتداءات والاستهتار بالحياة تجعلنا نحس أشد القلق على عرب فلسطين اذا تأخر طويلا اقرار حل عادل أو اذا استطاع اليهود ان يصيروا أغلبية فى البلاد.

       ولذلك وبالنظر الى ما قيل ولأن هذه المقترحات تلغى كل الوعود السابقة التى قطعت للعرب ولأنها لا تتفق مع الاتفاقيات العالمية ومبادئ الديمقراطية فان حكومة اليمن ليست على استعداد لأن توافق عليها أو تقبل أى مشروع يظلم العرب ولا يتفق مع روح العدالة.


<3>