إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب عبد الرازق السنهوري باشا (المملكة المصرية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 839- 843"

          3 - ويترك هذا المشروع المجال مفتوحا فى المستقبل لاطراد التقدم السلمى والتطور الدستورى نحو التجزئة أو النظام الاتحادى. وان اشتراك ممثلى المقاطعتين فى ادارة الحكومة المركزية قد ينتهى الى نظام اتحادى على درجة عالية من الرقى. ومن الناحية الأخرى فاذا اتضح أن عوامل التفرقة على غاية من الشدة فان السبيل سيكون مهيئا للتقسيم.

          فاذا تركنا جانبا المقاطعتين الأخيرتين فى هذا المشروع المقترح وهما القدس والنقب (وأنا لا أفهم تمام الفهم لماذا اقتطعت هاتين المنطقتين من الاراضى العربية) وقصرت بحثى على المنطقتين العربية واليهودية أرى أنه من الجلى أنه ستقام منطقة يهودية تتمتع بالحكم الذاتى ويسمح فيها بهجرة لا رابط لها تبدأ بادخال 100.000 مهاجر من الآن. وفى هذه المنطقة أيضا ستباع الاراضى لليهود بدون قيد ولا شرط وأنه فى مثل هذا النظام من الادارة غير المركزة سيصير سبيل التطور اما بلوغ لنظام اتحادى أو للتقسيم. ومثل هذا الوضع سينتهى حتما وفى وقت ليس ببعيد الى نتيجتين حتميتين:

          أولا - تقسيم البلاد وليس اقامة دولة اتحادية اذ إن اليهود قد أعلنوا صراحة أن الهدف الرئيسى الذى يسعون اليه هو اقامة دولة يهودية مستقلة. ولقد أوضحوا مرارا ان هذا هو المثل الاعلى الذى يقوم عليه برنامجهم الرسمى الذى أطلق عليه اسم "برنامج بلطيمور" ولقد رفضوا حضور هذا المؤتمر لأنهم طالبوا أن يكون أساس البحث اقامة دولة يهودية مستقلة.

          ثانيا - سيسمح لليهود بهجرة لا حدود معقولة لها فتزدحم منطقتهم بالسكان ازدحاما كبيرا لا يمكنها معه أن تسع المهاجرين جميعا. وسيعينهم فى هذا السبيل أن المنطقة المقترحة أكبر كثيرا من المناطق التى يسكنونها الآن. فستضم هذه الجزء الأكبر من الأراضى التى استقر فيها اليهود فعلا ومنطقة غير صغيرة من مناطق سكنهم وما حولها. الا أنهم سيشكون حتما بعد قبولهم هذه الاعداد الضخمة من المهاجرين من أن منطقتهم أصغر من ان تتسع للسكان وانهم فى حاجة الى توسيعها. ومن هنا يبدأون فى الوثوب على المنطقة العربية المجاورة وربما على البلاد المجاورة.

          وسيعنى هذا أمرين:

1 -

إننا قد قبلنا تقسيم فلسطين ورضينا باقامة حكومة يهودية مستقلة وبهذا نحقق البرنامج الصهيونى.

2 -

أن مثل هذه الدولة اليهودية ستهدد البلاد العربية المجاورة تهديدا خطيرا وستكون بمثابة قاعدة تمكن اليهود من اجتياح كل العالم العربى فى الشرق.

          ولا يمكننا أن نقر بشكل أن تقسيم فلسطين أو اقامة دولة يهودية فى هذا الجزء من العالم. كما لن نقف موقفا سلبيا حتى يصير الخطر اليهودى للعالم العربى خطرا واقعا. ان مخاوفنا مخاوف حقيقية وليست مخاوف وهمية ولقد أثيرت هذه النقلة فى مجلس العموم حينما عرضت اقتراحات وفود الخبراء للمناقشة. ولقد قال المستر ماننجهام بولر فى هذا الصدد " إني أعتقد حتى يصير التقسيم ناجزا - أنه يجب أن ينعقد عليه الاتفاق بين العرب واليهود أولا". فالتقسيم ليس حلا يمكن

<2>