إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين- (تابع) خطاب عبد الرازق السنهوري باشا ( المملكة المصرية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 839 _ 843"

قيام شيء آخر فى فلسطين بجانب هذا "الوطن القومى" وقد فسر المستر تشرشل تصريح بلفور فى سنة 1922 بقوله "انه ليس معناه احالة فلسطين كلها الى وطن قومى لليهود ولكن أن يقام مثل هذا الوطن فى فلسطين ".

        ودعونى أوضح مرة ثانية أنه اذا فرضنا اضطرار السلطة المنتدبة لانشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين فانها قد حققت هذا الالتزام فعلا على أوسع نطاق ممكن.

       بل لقد حققت وعدها فعلا منذ مدة بعيدة حينما بلغ عدد اليهود عشرة أمثال ما كان عليه عندما بدأ الاحتلال البريطانى لفلسطين وحينما كانت نسبة اليهود لمجموع السكان لا تزيد على العشر فبلغت الآن الثلث بينما بلغت الاراضى المنزرعة التى يملكها اليهود الثلث أيضا.

       والواقع أنه اذا كان للسلطة المنتدبة التزامات شرعية فهذه الالتزامات هى التى نص عليها الكتاب الابيض الذى صدر فى سنة 1939 والذى تعهدت بموجبه أن تعمل على عدم رفع نسبة اليهود للعرب بأكثر من الثلث، وفيما يلى اقتباس عن الكتاب الأبيض:

       "ان حكومة صاحب الجلالة مقتنعة أنه بعد اتمام الهجرة التى ترى أن تستمر خمس سنوات لن تجد ما يبرر تسهيل اضطراد نمو الوطن القومى اليهودى عن طريق الهجرة غاضة الطرف عن رغبات السكان العرب كما لن يكون هناك عليها أى التزام لهذا التسهيل".

       لذلك كان الموقف الحقيقى هو أن السلطة المنتدبة مرتبطة شرعيا بانهاء الهجرة فى اللحظة التى تبلغ فيها نسبة اليهود ثلث مجموع السكان والآن وقد تجاوزت هذا الحد فان من حقنا أن نطالب بوقف الهجرة وقفا نهائيا عاجلا. ومسألة الهجرة هذه هى أهم جانب فى مشكلة فلسطين كلها وطالما لم تحل هذه المشكلة حلا عادلا يتفق مع الالتزامات ومع المبادئ العالمية المتواضع عليها فان الأمل عظيم فى تسوية مرضية لكل الصعوبات الأخرى. حققوا هذا العمل حتى يعود السلام مرة ثانية الى ربوع فلسطين وتعود البلاد العربية فى الشرق الأوسط الى ايمانها بالعدالة العالمية وتصبح العلاقة بين هذا الجزء من العالم وبين الامبراطورية البريطانية علاقة مودة تساعد على اقرار السلم فى العالم واضطراد تقدم الحضارة.


<5>