إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب الدكتور فاضل الجمالي (العراق) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 807 -811"

 

يعلم العالم شيئا عن هذه العقيدة العدوانية وعن الخطط التى تصطنعها ونحن نرجو من الحكومة البريطانية التى تقدر قلبيا صداقة العرب، أن تعطف على العرب وتقرر وضع حد نهائى لهذا الخطر.

       وأود أن أتوجه بالسؤال للمستر بيفن عما اذا كان يرحب بخمسمائة ألف نازي يجلبون الى انجلترا بقصد تشييد أركان وطن نازي قومي، اني لواثق كل الثقة من أنه سيعارض هذا الاتجاه وأنه سيناضل دونه، بيد أن ذلك هو ما يقع فعلا للعرب في الشرق الاوسط ولا يزال الخطر في اطراد ونمو مستمر.

4 -

أما فيما يختص بتدخل الولايات المتحدة في مسألة فلسطين فلدى ملاحظتان أود الاشارة اليهما. الأولى هى أننى واثق من أن الشعب الامريكى العظيم الذى لم أشك قط في اخلاصه في الدفاع عن الديمقراطية والعدالة قد استغلته الدعاية الصهيونية القوية. وانى لمتأكد من أنه متى اطلع الامريكيون على حقائق القضية العربية وأدركوا عدالتها، وعرفوا الخطر الذى ينذر بالاساءة الى علاقاتهم الودية بالعالم العربى، فانهم لن يترددوا في الكف عن تأييدهم للصهيونية. والملاحظة الثانية هى أننا اذا قبلنا التدخل الامريكى فينبغى علينا حينذاك أن نمنح الحق في مثل هذا التدخل لأمم أخرى. من أجل هذا نشعر أن تسوية المسألة الفلسطينية ينبغى أن يقتصر أمرها على العرب والحكومة البريطانية. أما فيما يتعلق بالصهيونيين فليست لهم حقوق أساسية. فقد منحتهم بريطانيا امتيازا أساءوا تفسيره كما أساءوا استخدامه .

       ومن الحقائق الجوهرية التى ينبغى الاعتراف بها وتقديرها، هى أن العرب واليهود في فلسطين لم يكونوا قط في موقف متعادل متكافئ. فالعرب هم أصحاب البلاد الشرعيون في حين أن الصهيونيين غزاة معتدون، فالمسألة اذا ليست مسألة حق يواجه حقا وانما هى حق يواجه باطلا.

5 -

وواجب علينا أن نفصل - فصلا نهائيا - بين مشكلة اليهودية العالمية والمسألة الفلسطينية، فالمشكلة اليهودية يجب أن تعالج في أوروبا، لأن أوروبا تحتاج إلى معمرين ومنشئين يستطيعون اصلاح الدمار الذى أنزله بها النازيون، ونحن لا نستطيع أن ندعى أننا كسبنا الحرب اذا استمرت جذور النازية متغلغلة في أوروبا، واذا واصلنا حرمان اتباع الدين اليهودى في أوروبا من التمتع بكافة حقوقهم الدينية والمدنية الكاملة، وحقيقة الامر هى ان الخطط الصهيونية المؤذية قد طبقت لتوهين الروابط القومية ليهود أوروبا، وجعلهم يؤمنون بأنهم لا يمتون بصلة للبلدان التى يعيشون فيها، وانه ينبغى لهم أن يقصدوا الى فلسطين ولا يستطيع العرب أن يعتبروا أنفسهم مسئولين عن مثل هذه الخطط المنافية للانسانية .

6 -

هل المبادئ الديمقراطية التى ينطوى عليها ميثاق هيئة الأمم المتحدة وميثاق الاطلنطي، والحريات الأربع، ستطبق على شعب فلسطين، أو هل شعب فلسطين سيصبح فريسة لخطط ومشاكل ليس هو مسئول عنها ؟ ولم يا ترى يعاقب عرب فلسطين، دون ما ذنب أقترفوه، بحرمانهم من قيام حكومة ذاتية ومن حق

<3>