إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب الدكتور فاضل الجمالي (العراق) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 807 -811"

 

تقرير مصيرهم، لمجرد ان الحالتين ذوى المطامع الا شعبية يعتزمون انشاء حكومة أجنبية في بلد عربى؟.

7 -

لقد أعلنت الحكومة البريطانية في حزم، في أكثر من مناسبة أنها لا تعنى أن يصبح الوطن القومي اليهودي دولة يهودية، وان وعد بلفور لم يرم الى الاجحاف بحقوق العرب وامتيازاتهم في وطنهم.

وأود أن أعرف ما اذا كانت الحكومة البريطانية لا تزال تقف هذا الموقف، فاذا أصبح ذلك ونحن نأمل أن تضع حدا نهائيا وسريعا لأهداف الصهيونية ومطامعها وأن تحقق من أن المشروع المقترح لفلسطين لن يؤدى الى اقامة دولة يهودية.

8 -

وانى لعلى ثقة من أنه لو كان اللورد بلفور لا يزال على قيد الحياة لأعرب عن أسفه من أجل الوعد الذى ارتبط به. والظاهر ان ذلك الفيلسوف العظيم قد تورط وقيل له ان فلسطين بلد لا يكاد يقطنه أحد من السكان، أو يقطنه على الأقل أناس بدائيون ليست لهم أية مثل عليا أو أهداف ينشدونها أما الآن وقد طبقت التجربة ربع قرن من الزمان، فانه لمن النبل والعظمة الاعتراف بأن مثل هذه الخطة لم تكن حقا، وانها لا يمكن أن تؤدى الى الحق. ولقد آن الأوان لاتخاذ قرارات عظيمة وتصحيح أخطاء الماضى أو وقفها على الأقل. ان العالم يحتاج الى اعادة أموره وقواعده على أسس من المبادىء لا على سند غير مشروع. وينبغى أن ندرك أن حق الشعوب والأمم هو في أن تعيش حياتها في أوطانها وأن تتمتع بتقرير مصيرها، ولقد آن الأوان لأن نعترف بهذا الحق لعرب فلسطين.

9 -

ومهما يكن من أمر الرأى الذى نراه بشأن قيمة التاريخ وحق استخدامه، فان العرب لا يستطيعون بحال أن يتنازلوا عن حقوقهم التاريخية والشرعية في فلسطين. فلا الوعود ولا التصريحات ولا البيانات التي تثبت هذه الحقوق مما يستطاع انكاره أو نسيانه. فمكاتبات مكماهون وغيرها من المواثيق والعهود التى اتخذت ابان الحرب العالمية الأولى، والفقرة الرابعة من المادة الثانية والعشرين من ميثاق عصبة الأمم التى صودق عليها في سان فرانسسكو، والبيانات السياسية المختلفة التى أعلنتها حكومة جلالة الملك وكتاب تشرشل الابيض الصادر في عام 1922، وكتاب باسفلد الصادر في سنة 1930، والكتاب الأبيض الصادر في عام 1939 ، هى سجل مواثيق وعهود بريطانيا وستظل معتبرة من جانب حكومة جلالة الملك مواثيق شرف تربطها وتقيدها في سبيل تحقيق الحقوق العربية.

       وان الحكومة العراقية، اذ تضع نصب عينيها النقط السابق الاشارة اليها لا تستطيع سوى أن ترفض مشروع موريسون الاتحادى، أو المشروع الاقليمي كما يدعى الآن وهذا المشروع يتناقض تناقضا أكيدا مع النقط التالية:

1 -

سيؤدى المشروع على الارجح الى التقسيم. والعرب لن يوافقوا أبدا على التقسيم لأنهم هم الأم الحقيقية للطفل، اذا نحن تذكرنا قصة المرأتين اللتين احتكمتا الى سليمان الحكيم.

<4>